|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
15-12-2009, 07:59 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jun 2007
المشاركات: 1,196
|
الاستمتـــــــــــاع بـــــــــــــــــــــها ...... نوع آخر
عفوا .. لفظ استمتاع متعلق دوماً بالمرأة والمرأة هي العنوان الأكثر رواداً في المنتديات ولذا يستخدم لترويج المقال وللبحث عن مزيد من الزوار لا وإذا كان للمسيار وجود فحدث بعدد أكبر هكذا هم رجالنا .
اسمحوا لي أن أتطرق إلى استمتاع بجانب نرى في صدره السواد ويخيل إلينا أنه جانب مظلم وعيش نكد . تلك هي المصائب التي لا يمكن لأحد على هذه المعمورة أن يسلم من شرب كأس مرارتها فهي كما قال علي بن الجهم : طويت على كدر وأنت تريدها .... صفواً من الأقذاء والأكدار ومكلف الأيام ضد طباعها .... متطلب في الماء جذوة نار وإذا رجوت المستحيل فإنما .... تبني الرجاء على شفير هار وقبله قال الله تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في كبد) وهل يوجد فيها مدخل متعة ؟ لما خلق الله الحياة الدنيا وجعل فيها متعة العيش ليعيش الناس اقتضت حكمته تعالى أن يجعل في عيشها كدر لتمييز الحياة الكريمة في الحياة الآخرة لمن اختصهم الله تعالى برضوانه في جناته . ولذلك جعل فيها منغصات ومكدرات للعيش ولأن المؤمن الذي سيلتحق في ركب السعداء في الجنة من أحباء الله وأوليائه فقد دله تعالى على مدخل لطيف يجعله يستمتع بالمصيبة مع تذوق مرارتها ويكون الاستمتاع والمرارة بقدر مستوى الإيمان عند الشخص وبما أنكم - قرائي الأعزاء - لا أشك تدركون كثيراً مما سأتطرق إليه وأكثر فشاركوني ببعض ما لديكم من مداخل لتذوق لذة المصيبة لنستكملها ونستفيد منها . أما ما عندي فسأفقطها في ثلاثة نقاط . الأولى : أنها من عند الله وهو محبوبنا الذي نحسن الظن فيه أنه اختصنا بها لتكون زاجراً عن معصية أو رفعة في درجاتنا أو من محبته التي جعل من علاماتها المصائب ولذا فأكثر الناس بلاء الأنبياء أصفياؤه سبحانه من خلقه . الثانية : استشعار ما يترتب عليها من الأجر حتى لو كانت وخزة شوكة كما أخبر المصطفى صلى الله عليه وسلم . الثالثة : استشعار أن الله تعالى قد دفع بهذه المصيبة ما هو أعظم منها حسن ظن به سبحانه .. قيل لأحدهم كان يكرر عند كل مصيبة ( ما دافع الله كان أعظم والخيرة فيما اختاره الله ) فقيل له : لو حصل لشخص حادث وسلم فمن الطبيعي أن نقول : ( ما دافع الله كان أعظم والخيرة فيما اختاره الله) ولكن لو حصل حادث وأصيب صاحبه فما هو الأعظم الذي دفعه الله فقال : لقد دفع الله عنه الموت في ذلك الحادث فقيل له : فإن مات . فقال : لقد دفع الله عنه ما هو مخفي عني وعنكم قد يكون من مصلحته أن يموت الآن مثل أن الله يعلم أنه لو تأخر فسيفتتن في دينه ويموت على غير الإسلام فموته على الإسلام أفضل له من بقائه . ومنه قتل الخضر عليه السلام للطفل في سورة الكهف لأنه لو بقي فسيكون من أهل النار وسيكون أذية لوالديه هي رسالة لكل مصاب ومحروم أن يستمتع بما قدره الله عليه ويرضى ليحقق سعادة الدنيا والآخرة . إلى كل فاقد محبوب .. اللقاء أجمل في مقعد صدق عند مليك مقتدر إلى كل أرملة ... إلى كل عانس .. ‘إلى كل مطلقة لعل حرمانك من الزواج خير لك من الزواج لا تنظري إلى ابتسامة متزوجة وانظري إلى حسرة متزوجات حاولي عند الحرمان أن تعزي نفسك بالجوانب المظلمة مما حرمت منه كوني كالثعلب عندما لم يستطع أن يأخذ العنب لبعد الشجرة من العنب قال : تف عليك حامضة ) فهو قد عزى نفسه بسلبيات العنب وهي الحموضة وهذا المنهج يسري على كل محروم . قصة من التاريخ قيل : كان لأحد الأمراء نديم ( مضحك الأمير ) وكان يرافقه في أسفاره وكان يغضب الأمير عندما تحدث مصيبة بمقولته ( الخيرة فيما اختاره الله ) وفي رحلة صيد للأمير قطع السلاح أصبع الأمير وبكى من حوله تصنعاً إلا أن النديم قال : (الخيرة فيما اختاره الله ) فغضب الأمير وأمر بحبسه فقال النديم : ( الخيرة فيما اختاره الله ) وأثناء سير الأمير في الغابة تاه حتى وقع في يد مجموعة مرعبة فقبضوا عليه وأتوا به أميرهم فرحين وبعد وصولهم للأمير طلب منهم أن يتفحصوا الرجل ليروا مدى سلامته من العيوب لأنهم يريدون تقديمه قرباناً لأميرهم حيث لهم عادة كل سنة أن يذبحوا لأميرهم رجلاً سالماً من العيوب وأثناء الفحص رأوا أصبعه المقطوع فأطلقوا سراحه ... عندها أدرك الأمير الخيرة من قطع إصبعه فتوجه حالاً للنديم واستسمح منه وقال له مداعباً وما الخيرة لك وقد سجنت وحرمت متعة الصيد فقال النديم : أنا لا أفارقك ولو كنت معك لذبحوني فأنا سالم من العيوب
__________________
لعلك تتواصل مع الإدارة بخصوص الإيميل . |
الإشارات المرجعية |
|
|