19-12-2009, 03:00 PM
|
#1
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2006
البلد: حيث القلوب الرحيمة
المشاركات: 3,252
|
.: ا ~ علاقاتنا بين المزاح والإستمزاح ~ ا :.
عَلَاقَاتُنَا .. بَيْنَ الْمِزَاحِ وَالْإِسْتِمْزَاحْ .. !!
إِنَّ مِمَّا لَا يَشُكُّ فِيْهِ كُلُ وَاعٍ ذِيْ عَقْلٍ لَبِيْبٍ , أَنَّ بَعْضَ اللُّغَاتِ الْتِيْ نَعِيْشُهَا فِيْ تَكْوِيْنِ عَلَاقَتِنَا لَهَا الْوِسَامُ الْأَعْلَى لِتَقْوِيْمِ سُبُلَ تِلْكَ الْعَلَاقَاتْ ..
كَمَا أَنَّ بَعْضَ تِلْكَ اللُّغَاتِ هِيَ لُغَاتٌ قَدْ تَكُوْنُ مِعْوَلَ هَدْمٍ وَاْسْتِنْفَارٍ جَرَّاءَ مَا يَكُوْنُ مِنْ مُدَاخَلَاتٍ مُسْتَفِزَّةٍ لِبَعْضِ الشَّخْصِيَّاتِ الْمْحِبَّةْ ..
إِنَّنَا عِنْدَمَا نَعِيْشُ بَعْضَ هَذِهِ اللُّغَاتِ لَيَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا بَعْضَ تِلْكَ اللُّغَاتِ الْهَدَّامَةِ , أَوْ عَلَى عَكْسِ ذَلِكَ مِنَ اللُّغَاتِ القَوَّامَةِ لِعَلَاقَاتِنَا وَمَحَبَّتِنَا الْأَرَّاقَه ..
لَاشَكَّ - أحَبَّتِيْ - أَنَّ اللُّغَاتَ لِكُلِّ الْعَلَاقَاتِ تَتَفَاوَتُ بَيْنَ جِنْسٍ دُوْنَ آَخَرٍ , وَبَيْنَ عُمْرٍ دُوْنَ غَيْرِهِ , كَذَلِكَ مَا بَيْنَ نَوْعِيَّةٍ قِيَاسَا بِالْمُقَابِلِ مَعَ مَا تَكُوْنُ لَهُ لُغَةُ تَكْوِيْنِ الْعَلَاقَة ..
لَسْتُ هُنَا فِيْ حَلَبَةْ لِلْفَصْلِ بِمَا يَجِبُ أَنْ يَكُوْنَ , وَلَا بِمَا يَسْتَوِْجُِب عَلَى الشَّخُصِ أَنْ يَحْصُلْ , بَلْ هِيَ خَاطِرَةٌ رَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَفْتِكُ بِالْجَسَدِ بِمُسَمََّيَاتٍ قَدْ نَتَهَرَّبُ عَنِ الْحَقِيْقَةِ أَحْيَانَا ..
أَقُوْلُ إِنَّ مِنْ وِجْهَةِ نَظَرِيْ أَنَّ لُغَةَ الْمِزَاحِ بَيْنَ الْأَصْحَابِ وَالزُّمَلَاءِ لَهِيَ لُغَةٌ لَهَا أَهَمَِّيَتُِهَا فِيْ تَرْسِيْخِ أَهَمِّ الْمَبَادِئِ الْتِيْ تَزِيْدُ اللُّحْمَةَ وَتُقَوِّيْ الْأُلْفَةَ بَيْنَ جَسَدَيْنِ بَاعَدَتْ بَيْنَهُمَا ظُرُوْفُ الْأَزْمَانْ ..
إَنَّنَا عِنْدَمَا نَعِيْشُ تَحْتَ مُصْطَلَحِ الْمِزَاحِ فَحَقِيْقَتُهُ ُهُوَ مَا يَتَبَادَرُ إِلَى الذِّهْنِ أَنَّهُ مُؤَانَسَاتٍ وَ ضَحَكَاتٍ تُتَبَادَلُ فِيْ جَلْسَةٍ أَوْ مُكَالَمَةٍ أَوْ طَرِيْقٍ أَوْ عَمَلٍ وَغَيْرِهِ لِتَقِلَّ السَّآمَةَ , وَتَزُوْلَ الْكَآبَةَ بِمَا يَكُوْنُ دَاخِلَ أُرْوَقَةِ الْعَمَل أَوْ نَحْوَ مَا ذُكِرْ ..
وَعَلَى طَرَفِ النَّقِيْضِ مِنْ ذَلَِكَ , حَيْثُ يَلْتَبِسُ عَلَى الْبَعْضِ وَتَخْتَلِطُ عَلَيْهِ الْمَفَاهِيْمُ بَيْنَ مَفْهُوْمَيِّ الْمِزَاحِ وَالْإِسْتِمْزَاحْ ..
إِنَّ مِنَ الْمُشْكِلِ أَنْ يَظُنَّ الَْبَعْضُّ أَنَّ الِإسْتِمْزَاحَ هُوَ مِزَاحْ , وَمَا عَلِمَ أَنََّ التَّنَاقُضَ بَيْنَ هَذَيْنِ الْمَفْهُوْمَيْنِ كَمَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبْ ..
فَالْمِزَاحُ كَمَا ذَكَرْتُ أَنَّهُ مُؤَانَسَاتٍ وَمُِسَامَرَاتْ , بَيْنََمَا أَنَّ الْإسْتِمْزَاحَ إِنَّمَا هَوَ اسْتِصْنَاعٌ لِتِلْكَ الضَحَكَاتِ والْمُؤَانَسَاتْ , حَيْثُ تَنْتَهِيْ كُلَّ السُّبُل وَلا يَجِدَ الْمُسْتَمْزِحُ إِلا النَّيْلَ مِنْ الشَّخْصِيَاتِ بِمِعْوَلِ الْهَدْمِ تَنَقُّصَا وَإسْتِهْتَاراً رَبَمَا يَكُوْنُ بِالْعَطَاءِ أَوْ الإبْتِلَاءِ أَوْ بِمَا حَكَمَ بِهِ الْوَاقِِعِ , وَلِا بَأْسَ لَوْ كَانَ الإسْتِمْزَاحُ بِمَوْقِفٍ أَوْ كَلَمَةٍ تَنْدَرِجُ تَحْتَ مَفْهُوْمِ الْمِزَاحِ فَهَذَا مِزَاحٌ عَكْسَ الإسْتِمْزَاحِ وَالْذِيْ ذَكَرْتُ آنِفَا أَنَّهُ يَتَعَمَّدُ عَلَى هَدْمِ بِنَاءِ الشَّخْصِيَّة ..
فَخَسَارَةٌ أَنْ تَنْهَدِمَ شَخْصِيَّة عَلَى حَسَابِ حَبِيْب .. !!
إَنِّيْ هُنَا لَسْتُ أَلُوْمُ الْمِزَاح بَلْ أَشُدُّ عَلَى أَهَمِّيَتِهِ لَا سِيَّمَا إِنْ كَانَ مِنْ صَاحِبٍ أَوْ طَاِلبٍ أَوْ قَرِيْبٍ أَوْ زَمِيْلْ , لَكِنِّيْ أَلُوْمُ أَنْ يَتَحَوَّلُ الْمِزَاحُ إِلَى اسْتِمْزَاحٍ بِشَخْصِيَّةِ رَجُلٍ رُبَمَا يَعِيْشُ لِيُحِْيِيَ هَمَّه , وَلَا شَكَّ أَنَّ النَّقْصَ فِطْرَةٌ , فَلِمَ نُضَادَّ الْفِطْرَة بِأَفْعَالِنَا ..
أَعْلَمُ أَنِّيْ أَطَلْتُ الْكَلَامَ , لَكِنَّ مَا يَدُوْرُ فِيْ الزَّمَنِ وَمَا سَيَدُوْرُ وَمَنْ يُتَابِعُ الْوَاقِعَ سَيَجِدُ بَعْضَ تِلْكَ التُّرَّاَهَاتِ , فَكَمْ مِنْ صَدِيْقٍ آنَسْنَاهُ وَمِنْ أَجْلِ الْإسْتِمْزَاحِ فَارَقْنَاه ..
فَمَهْلاً ثُمَّ مَهْلاً يَا أَهْلَ الْإسْتِمْزَاحْ .. !!
* عِنْدَ النَّقْلِ أَرْجُوْا ذِكْرَ الْمَصْدَرِ
تــ ح ــياتــي لأحـبابــي .
وَكَتَبَهُ الْمُعْتَزُّ بِدِيْنِهِ فِيْ تَمَامِ السَّاعَةِ 3:7 م , مِنْ ظُهْرِ يَوْمِ السَّبْتِ 1430/1/2 هـ
__________________

اقتباس من توقيع أبو رازان
|
|
|