[فتى المدينة]

البطالة داء وسم قاتل لطموحات الشباب تحت مضله العجز الكبير والحاصل تجاه توظيف شباب الوطن المعطاء , البطالة قتل للطموح , واستنزاف للمواهب , ومصيبة كبرى للفراغ وضياع الأوقات , هناك شباب طموح قد حرم من العطاء , البطالة ظلم جائر بحق أصحابها , موت بطئ لمن شرب وذاق مرارتها , البطالة معضلة العصر , وتحت شعار لاحياه لمن تنادي , حقاً إنه زمن شحيح , تلاشت فيه مسارات الأمل , وطغت فيه ابتسامة الحزن على واقعنا المرير , هنا , وهناك ..أبوب مغلقة من حديد ...سجن من نوع آخر , سجن رسمته أنامل المتهاونين تجاه توظيف العاطلين عن العمل , نعم .... هم شباب الوطن , تربوا وعاشوا على أنغام هذا الوطن وترابه , يسجدون على ترابه ويسبحون لله مع كل صلاة مفروضة , فالمسلم أخو المسلم , إذا اشتكى منه عضواَ تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى , أما اليوم فصداع وآلام بواقع أقلام شكت ! وأوشكت على فقدان الأمل , فالكتابة لاتجدي نفعاً عن البعض , إذاً ما هو الحل ؟! والسبيل إلى طريق الفرج والمسرات !... نحن للأسف نزرع الأشواك , ومن ثم ننتظر موسم الحصاد , وكأننا ننتظر زهور يانعة , فكيف لك أن تجني من الشوك العنب , ألسنة الشباب تقول : نحن مهمشون للأسف ؟! الكل منا ينتظر قطرة ماء يطفئ بها لهيب صوته عندما ينادي بالوظيفية مثلاً , ماذنب هذا العاطل سنوات طوالا من الجهد , والبحث , والمثابرة – وبنهاية المطاف يكون هذا جزاءه , عوضاً عن المآسي التي تخلفها البطالة عموماً , حقاً متى تشرق شمس الحقيقة , ومتى نرى النور يشع بريقاُ في أرجاء معمورة , حرمنا من العطاء , فماهو المبرر إذاً ؟! إنها حقائق عقلانية لاتتماشى مع الواقع الحقيقي , الذي لايفرض نفسه إلا في أوقات معدودة, أزمات صعبة يرويها معظم العاطلين عن العمل , بحث – ومطاردة – وتعب وشقاء – عن زهرة ربيع في صحراء قاحلة , ولله في خلقه شؤون هناك من يتقبل هذه الكلمات ببرود , وكأن الأمر لايعنيه شيئاً , عوضاً عن الحيوانات التي تعطف على بعضها البعض , كذلك هناك جوانب أخرى بقصص تحفها المآسي , فهذا شاب جامعي يقول : درست سنوات طوالا , حيث أنني تخرجت من الجامعة بتقدير ممتاز , طرقت جميع الأبواب , وكان الجواب خذ رقم طلبك وسنتصل بك لاحقاً , تمر سنون طويلة , ولاحياه لمن يتصل ؟! يقول : إنها انتكاسة كبرى , فقد نسيت كل ماجنيته طوال فترة دراستي , وأصبحت سجيناً للقنوات الفضائية , وصديقاً لأصدقاء السوء , وأنيساً لمقاهي الانترنت , والاستراحات , فماذا أفعل ؟! حاولت أن أجد لقمه الحظ , اتجهت إلى سوق الخضار( تجارة الخسران ) , ولم أجد إلا العمالة الوافدة التي تسيطر على معظم منافذ السوق , إضافة أن رأس المال أصبح معضلة كبرى , فبرامج خدمة المجتمع تضع شروطاً تعجيزية بالمقام الأول , فأين السبيل إلى العلاج , وهذا شاب آخر لدية شهادة في الحاسوب قد أدمت خطاه , وهو يسير صوب فرصته الغامضة , طرق أبواب العمل , والنتيجة لاشئ , وكأنك تجني من الذهب مثلاً ربحاً كالهوى تناقله الريح كيفما شاءت , وتجري الرياح بما لاتشتهي السفن , وآخر يقول : مللت من هذا العناء , فالوظيفة أصبحت حلماً ضائعاً , كطيور السرب عندما تحاول اللحاق بها , إذا الواقع الحقيقي يتحدث عن نفسه , بما تتخلله من أحداث وعبر , لاشئ أجمل عندما تكون الأرض خضراء جميلة , تبتهج بالنور , ورائحة الزهور , وتطبيقاً لمبادئ العدل والأنصاف , الشباب هم عتاد هذه الأمة مستقبلاً , هـــم بسمة الأمل , أبناء وأجيال الغد , جميل بأن نرى المطر ينهمر على أرض جائعة , والأجمل من ذلك عندما يشع نور التفاؤل والابتسامة , ومع صدرو ميزانية هذا العام 1431 هــ نآمل بأن يكون لشباب الوطن نصيب من هذا العطاء , وذلك عن طريق توفير فرصة وظيفية لهم ؟! فهل المشاريع التي تقام وبشكل مستمر أهم من " قضية البطالة " أم أن الأمر أصبح عادياً بالنسبة لنا ؟!
الموضوع حصري لـــــــ ( بريدة سيتي)

بقلمي ,,,