[احمد السعيد]

خاطرتي هذه اتت عرضاً وكنت انوي الكتابة عن موضوع يخص يوم عاشوراء ، لكنني كغيري ممن امتلأ جواله برسائل غريبه ومن أناس لم نسمع صوتاً منهم من قبل رسائل لا أدري كيف اصفها جمعت الكثير من المتناقضات والمبالغات ، بل وزاد الأمر إلى السخرية ببعض المدن والقبائل من خلال نكت ومهاترات لا داعي لها ، نعم قامت شركة الاتصالات السعودية بوضع شهر مجاني للرسائل وهي خدمة قدمتها لمشتركيها والشركة تستحق بذلك الشكر والتقدير ، لكن لماذا هذا التعامل مع هذه الخدمة من قبلنا نحن المشتركين وكيف اصبحت الرسائل مصدر إزعاج وسخرية ونكت نستحي من قراءتها ناهيكم عن بقائها في جوالاتنا ومشاهدة أبنائنا وبناتنا لها .
قراءتي لهذه التصرفات أن هناك فراغاً يعيشه الكثير منا دون هدف واضح ، كان من المفترض أن تكون رسائلنا أكثر فائدة ومصداقية وذات ثمرة وأثر على أسرنا ومجتمعنا .
جميلة أن تكون رسائلنا داعية للخير مرغبة فيه ، ذات أثر تربوي ، داعية للتواصل بين الأقارب نابذة للفرقة والعنصرية ، باب خير يكتب لنا لا باب شر نحمل أوزاره ونحن لا ندري .
لنفكر سبعين مرة قبل أن نرسل ماأثر هذه الرسالة على متلقيها وهل هي رسالة خير وبر أم هي رسالة لا تعدو أنها للتسلية والمرح وقد تجر علينا بعض الأثم .
ديننا دين السماحة والوسطية لكنه في الوقت نفسه دين يدعو إلى معالي الأمور والبعد سفاسفها ، لتكن هممنا رفيعة وهاماتنا فوق السحاب ، لنجعل من هذه الخدمة المجانية رسائل حب وعطاء وتربية ودعاء لمن هم بأمس الحاجة لذلك ..
هل فكرنا أين يكون جزء من هذه الرسائل موجهة إلى والدينا بابان من أبواب الجنة تحملا الكثير من أجلنا إلى مرضانا الذي منعهم المرض وانهكهم وهم بحاجة لدعوة ورسالة مواسة تصبرهم ، إلى جنودنا البواسل على ثغور البلاد يحمون حمى العقيدة والتوحيد وتراب الوطن دعاء لهم بالنصر والتمكين ، إلى أقاربنا صلة وقربة .
أحبتي الموضوع يحتاج منا لوقفة متأنية ، وقد يغيب عن البعض أن رسائلنا هي عنوان لثقافتنا وتنم عن شخصياتنا بل هي نشر لعقولنا أمام الناس فليختر كل منا وصفاً يليق بعقله وثقافته ..
دعواتي للجميع بالتوفيق ..