بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ساعودلعل والدي يحتاجني قصتي بين ايدكم

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 15-01-2010, 03:26 AM   #1
المريدسية ستي
عـضـو
 
صورة المريدسية ستي الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
البلد: في أرض الله الواسعة..؟
المشاركات: 48
ساعودلعل والدي يحتاجني قصتي بين ايدكم

اتصل علي جوالي مرتين . الاولى كنت اخذ شاور وقتها . اتصاله الثاني كان وقت خروجي من الحمام رديت على جوالي . رغم ان عمري تجاوز ال 26 سنة . 26 ربيعا . 26 عاما . عقدين ونص . سمّـها ماشئت . فسنظل صغاراً بأعينهم . رديت على جوالي : قال لي والدي (هلا يا بابا) . رديت عليه : هلا ابو محمد سم طال عمرك وشلونك . وشلون صحتك عساك طيب . اعتدلت بوقوفي رغم انه لايسترني الا الروب فوالدي ذو هيبة ذو سلطه على انفسنا ذو شخصية متسيده على دواخلنا . قال لي : شف يا بابا ابيك تمر وكاله الجميح تسألهم عن قطعة غيار . اعطاني مواصفاتها . حفظتها . اعاد علي مواصفاتها . للمرة الثانيه احفظها . رأيته بعد اسبوعين ولم يسألني عنها . رجعت للرياض ولم يذكّرّني . سافرت للقاهره مع نايف خويي اسبوع ورجعت وبعد اسبوع آخر رأيته ولم يسألني عنها . بعد اسبوع سألني كنت وقتها نسيت اصلا ماطلب مني . قلت له موجوده فبيتنا بالرياض بس نسيتها . ؟ - - كذبت عليه . احس بكذبي فليس من عاداتنا نسيان مايطلبه منا والدي . تجاهل الموضوع . وبعد اسبوعين بالضبط ناداني وعطاني فلوس وقالي اذا طلعت جب لي معك شماغين جفينشي مقاس 58 . اخذت قيمة الاشمغه . خرجت من البيت ولم اعد الا بعد ساعات طويلة وبكل صدق فقد نسيت طلب والدي . سألت عن ابي فقالت والدتي انه سافر اليوم . بيرجع بعد اسبوع . رجع وكنت قد اشتريت له كل ماطلبه مني - وكالة الجميح و اشمغة جيفنشي .. يوم الخمس الماضي سهرت معه الى الساعه 12 نصف الليل . فأنهى السهر بقوله . انت انسان فاضي وطول النهار تعّـبّي نوم وجاي تسهرني . انا ابقوم انام .سهرت للصباح ونمت . رأيته الجمعه سلمت عليه و ودعته لاني سأسافر ل الرياض . غاب عني صوته السبت والأحد . . .
إلى أن اتصلت علي والدتي صباح الاثنين الساعه 7 صباحا من الخبر تبكي وتصرخ وتطلب حضوري للخبر . فأبي يرقد بالعناية المركزة إثر اصابته بجلطة شديدة بالمخ ونزيف . ونصفه الأيسر صامت لايتحرك . طوال ال 350 ك/م من الرياض للخبر كنت اقطعها بساعتين ونصف لسرعتي الزائده التي كثيرا ماينهاني والدي عنها ويوصيني بتركها . قطعت تلك المسافه وكأنها شهراً كاملا . شريط ذكرياتي مع ابي مر سريعا علي . و مر بطيئا علي . ومر متقطع علي . كل موقف اتذكره به تدمع عيني . كل قسوة تلقيتها منه تمنيت ان يعود لكيررها معي وسأكون الولد الصابر . لا المتذمر .


اخي محمد الذي كنت اسميه الجبّار في العائله لقسوته . رأيته ك الطفل بجانب سريرك الأبيض . رأيت عبد الله يمسك بقدمك اليمنى وينحني ليقبّل اليسرى ويسمّي عليك . كعادتي في المواقف الحزينه لبست نظارتي الشمسية وارخيب ستار الدموع لعيني حتى ارتوى عارضي . رأيت بنتك بجانبك . بنتك آخر العنقود الذي كنت تسهر بجانبها وهي صغيره رأيتها تقبل يدك اليمنى وعينها على ابرة المغذي .

استرقت النظر ل عبد الرحمن ابنك الاصغر اللّعاب ينحني ويقبل جبينك وأنت صامت لاحراك . لاانفاس . لاشهيق ولا زفير . اشعر بقلبك يخبرك عنا . لأني ارى دقات قلبك على الجهاز ترتفع من 50 الى 60 ثم الى 80 وتستمر بين ال 80 و ال90 . تبتعد عنك بنتك الصغرى ليقيسو ضغط الدم فتنخفض دقات قلبك . يبتعدون الاطباء ونقترب منك فترتفع دقاتك .
تشعر بنا يا ابي وانت في غمرة ألمك في صغرنا وكبرنا تشعر بنا .
امي ك الطفله بالبيت تنوح وتبكي تنتظر دخولك عليها وانت بيننا . امي لاتراك الا الرجل القوي ذو البأس الشديد . ترفض ان تأتي معنا لتراك ضعيفا مستسلما لسريرك الأبيض .

اقف فأحدق في جانبك الايسر حيث ترقد كليتي اليسرى في يسار جسمك . كل ابناءك لايتطابق دمك معهم . ويتطابق دمي معك؟ . كل ابناءك لاينسون طلباتك وانساهم انا ! . كل ابنائك اعلنوا الولاء لك . الا انا متمرد بعض الشيء ؟ . أكُلّ هذه المفارقات بيننا وتتطابق الدماء .

ربما هي الرحمه الإلهية . ان جعل دمي ك دمك لأجزيك لو ربع مافعلته معي . ولأجلي . ولي . ربـّـــاه خذ صحتي وألبسها لأبي . انزع انفاسي واجعلها تروح وتغدو في صدره . اخلع قلبي وإحساسي وازرعه بين اضلع ابي . ردّه لأمي . رده لبنته الصغرى التي اناخت قلبها بغرفتك وعلى سريرك بالبيت لاحول لها ولا قوة . رده لإخوتي . رده لبيته . لغرفته . رده لي يا الله . فأنا شتات من دونه . ذرات رماد . اكبر هامش بالدنيا انا من دونه .

امقت الوجع . أمقت الألم . أمقت الأه . امقت الزفرات . يتبلد قلبي عندما اسمع انين قريب لي . اوبخه انهره ارفع صوتي عليه لاقنعه بأنه افضل . احسن . اقوى . اشجع . وداخلي يتالم عليه . ابي .؟
تُرى مالذي يتقطع بداخلي لأجله .؟
مالذي ينازع الموت بداخلي ليفتديه .
اريد ان اقسم صحتي نصفين . نصف له ونصف يدخره للمستقبل .

اصدقك القول يا ابي اني احسدك الآن وعزة ربي احسدك . اريد ان تزول غمتك وتصيبني . اليس هذا تعريف الحسد . ؟ ليسجلني الناس اكبر حاسد . فالحسد لروحك الطاهره اكبر سيئه سأرتكبها لتتحول لحسنة . اصرف جُـلّ وقتي لعملي ولنفسي أأبخل به عليك ياطاهر يا نقي . أدبتني وربيتني واعتنيت بي لتخرجني لمجتمعي كامل لاينقصني شيء و لا اهب لقلبك ايامي وسنيني .


يارب شافي والدي يارب


ابي لم يكن مجرد أب ، مجرد حامي ، مجرد سند وعضد ، مجرد ظل نحتمي به وقت كربنا ونصبنا ، هو ركن من اركان انفاسي ، هو محرك نبضاتي ال60 الى 80 بالدقيقه ، هو جهاز دفع أنفاسي ، اي أب يشارك ابنه هذه الصفات الفرديه؟؟؟؟ ، والدي سأذهب معك لبيروت ولكن قم لي ، والدي سأقبل اقدامك ولكن قم لي ، والدي ابيك رجيتك لاتخليني ، نبضي اختلف لفقده محركه ، انفاسي اختلفت لغياب جهاز دفعها ، لم اطيق إلتفاتاتك لنا دون عيونك، ليش مغمض يبه ؟ فتح عيونك ابيك . احس بألمك وآهاتك . احس بكل زفره يصاحبها آه منك يا ابي . احس بقربك مني الآن بالذات أكثر من اي وقت مضى . احس بإمتزاجك داخل شرياني . احس بأحاسيس جارفه تجاه افتدائك بنفسي .
وعرش الرحمن اني سأضع قلبي جانبا عطاولة الدواء واخرج خارج جناحك الطبي فلست بحاجه لقلب ينبض ليغذي عروق تجعل من جسدي يعيش ألما ، يعيش جزعآ ، يعيش تأنيبآ .. انا مازلت ذالك الأبن المستبد ياوالدي انا ابنك انا صغيرك لو تجاوز عمري ال26 ، انا من انبته ع تجاوز فاتورة جواله 5 الآف عندما وقعت فاتورة جوالي بيدك وقرأتها ، انا من ضربتني لأحسن معاملة جارنا الدكتور في صغري ، انا من تعتمد عليه رغم نسياني لطلباتك ، ومازلت تصفح عني ولازلت اتمادى بنسيان حاجاتك ، قم يا فخر عالمي ونجم سمائي وشمسي وظلي ، ابي لماذا يجيبني صمتك، يبه قاعد احكيك انا احمد ولدك قم قل لي هلا ابو هيثم < كما كنت تناديني بكنيتي وانافي السن العشره من عمري الى الآن . ابي : صديقي بجانبي واقف عندك أتى لينظر لوجهك الطاهر ، لوجهك النقي ، لجسدك الملقى أمامي دون حول لي ولاقوة ،

زوجتك تصرخ وتبكي , ابنك الكبير يهيم بممرات المستشفى لامنقذ ولا مشّفي سواك يارب . ابناءك حولك يسترقون النظر لبعضهم يريدون احد منهم ان يبعث القوه في قلوبهم . وأنـّـا للقوة ان تأتي بغياب الاب والركن والاساس والعنصر والعنوان والظل والقمر والشمس والنور والنظر والحسّ والشعور .

وضعنا جوالاتنا في ريسبشن العنايه المركزة . جلست عند رأس ابي اسمع نبضه وكأنه بداخلي . اسمع انفاسه الاسيره لأسلاك الاوكسجين وكأنها انفاسي . رجعت للصندوق اخذت جوالي وجدت 36 اتصال لم يرد عليها في ظرف نصف ساعه . من غيرها؟ اعدت الاتصال عليها . انبتني صرخت بوجهي . كيف ابوك . قلت بخير . قالت كذااااااب . ليش ماترد طيب علي مدامه بخير . حلفت لها بالله انه بخير . اغفر لي يارب . فرحمتنا بأمهاتنا تنسينا عظمة اسمك . لصغر عقولنا ولبعدنا عنك . ولكنك أنت الغفور . انت الرحيم . انت الإله الكريم .

موقفين امي لا تتحمل ان ترا ابي فيهم . في حال قسوته . وحال تعبه ومرضه . قلبها رقيق تلك الأم . تدس راسها بين ثيابها لايسمع انفاسها الا قلبها الغض . تغمض عينيها . تبتلع غصاتها وتسكت .

ما إن تنتهي من تفاصيل حادث السير الذي اصابني حتى يأتيها إنكسار أبي في وقت تستعد للإحتفال بزواج ابنتها الاكبر من الصغرى .

الحب يصل ذروته في مواقف ك تلك المواقف . ان تطلب امي مني إيصالها لعدد من البيوت الفقيره لتتصدق بنية شفاء زوجها وحبيبها وسفينة نجاتها . فهذا موقف يجعلني اقبّل اقدام تلك الطاهره النقيّه العتيقه الصديقه . علاقات امي مع صديقاتها القدامى جعلني افكر مع نفسي الف مرة . عن ماهية القلب الذي تحمله هذه الأم . تخيلوا قبل ان نصل لوالدي بالمستشفى نجد عنده اشخاص لانعرفهم قيل لي فيما بعد انهم ابناء صديقات امي واحفادهم . أتو ليحملوا اخبار تسر وتسعد ذلك القلب القابع في البيت الذي ينتظر انابيب السعاده ان تجري بتدفق وتصب في مجرى قلبها .

ان اجد صديق ابي في آرامكو أنذاك المهندس غازي قادما من لبنان للإطمئنان على والدي فهذا وفاء قلّما اجد مثله في ايامنا هذه . وجدت اشخاص صادقوا ابي فتره وجيزة يأتون للدعاء له . وجدت ناس بسطاء وعظماء وجدت اصحاب سلطه وجدت اناس لايملكون قوت يومهم أتو لكي يقدمون واجب الوفاء الذي زرعته يا ابي فيهم منذ سنين . الآن حصدته يا ابي . نعم انت على حق والله . انت صادق . انت كنت على يقين ونحن نعيش الشكوك . لازلت اذكر موقف يعشعش في مخيلي . كنت جالساً مع صديقي في زاوية المجلس وانت في الزاوية الأخرى مع جارنا عندما أتاك يطلب منك مالاً ك سلفه لأن جِمَالِهِ ليس عندها طعام ولا ماء . فقمت وغبت زهاء العشرة دقائق واتيت لتضعها في جيب ثوبه الأمامي دون كلمة لا منك ولا منه . لعل تفريجك عنه في تلك الاوقات ادخره ربي لكي يفرج لك كربتنا بك وكربتك . اللهم أفرج عنه وعنا كربتنا به .




سأعود , لعل والدي يحتاجني دون طلب . عن إذنكم يا ساده .
المريدسية ستي غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:28 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)