بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » أما آن لهذا القيد أن يُكسر ؟!!

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 19-01-2010, 01:59 AM   #1
ضياء المستقبل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
البلد: بين محبرتي وأوراقي
المشاركات: 25
أما آن لهذا القيد أن يُكسر ؟!!

مساءٌ أحلى من الشهد لكم أحبتي ..

ما أجملَ الذكريات حين نعيشها في عزلة مع النفس لساعة وسط هدوء الليل ، وسكون الصخب المذهب للذة الذكرى الماضية .

إن الإبداع الأدبي بنوعيه الشعري والنثري يخرج من رحم الهدوء والانغماس في نهر الذكريات العذب بعيدًا عن ضجة الحضارة القاتل لموهبة الكتابة الإبداعية .

فالإنسان يمر بكثير من المواقف المفرحة والمحزنة التي تستحق أن يرسم لها الأديب صورًا بخياله الواسع وإحساسه المرهف وذائقته الشعرية ، ولكننا لم نستغل هذه المواقف لنبدع من خلالها ، فنتعامل مع الأحداث بروتينية عجيبة دون أن نفعِّل دور الكتابة الإبداعية التي تنقل الحدث بسحر لا يستطيعه إلا من عايش ذلك الموقف .

فالإبداع الأدبي هو ترجمة بخيالات متفاوتة وبإحساس وذائقة شعرية لمواقف مرَّت بالإنسان محزنةٍ أو مفرحةٍ على حدٍّ سواء ، فلولا مشاعر الحزن على الفقد والفراق لما ظهر لنا فنُّ الرثاء ، ولنا أن نقف على شيءٍ من أبيات الرثاء التي ولَّدتها مشاعر الحزن ، فتقول الخنساء في رثاء أخيها صخرٍ :

ألا يا صخرُ لا أنساكَ حتى ** أفارقَ مهجتي ويُشقُّ رمسي
ولولا كثرةُ الباكينَ حولي ** على إخوانهم لقتلتُ نفسي
يذكِّرني طلوعُ الشمسِ صخرًا ** وأبكيه لكلِّ غروبِ شمسِ

ومنه قول أبي الحسن الأنباري في رثاء الوزير ابن بقية حين رآه مصلوبًا على باب بغداد والناس وقوف حول جثته :

علوٌّ في الحياةِ وفي المماتِ ** لحقٌّ أنتَ إحدى المعجزاتِ
كأنَّ الناسَ حولك حين قاموا ** وفودُ نداكَ أيامَ الصلاتِ
إلى أن يقول :
ولو أنِّي قدرتُ على قيامٍ ** بفرضك والحقوقِ الواجباتِ
ملأتُ الأرضَ من نظم القوافي ** ونحتُ بها خلاف النائحات

ولولا المحبوبة ومشاعر الشوق والهيام لما قرأنا فن الغزل الذي أبدع من خلاله الشعراء في وصف المحبوبة وتفاوتوا في وصف شوقهم إليها ، ويكفي أن نستمتع بشيء من قول مجنون بني عامر :

وعهدي بليلى وهي ذات مُؤَصِّدٍ ** تردُّ علينا بالعشيِّ المواشيا
فشبَّ بنو ليلى وشبَّ بنو ابنها ** وأعلاقُ ليلى في فؤادي كما هيا

وذاك رمز العشق الآخر كثير عزة قال حين أُجبرت حبيبته عزة على شتمه :

هنيئًا مريئًا غيرَ داءٍ مخامرٍ ** لعزةَ من أعراضنا ما استحلَّتِ

وتراثنا العربي مليءٌ بروائع الشعر والنثر التي رسمها أدباؤنا في لحظات تنهض فيها همة القريحة ، وتبرز حينها مهارة القلم .

فهل نفك قيود القلم لحظة الإبداع ؟
وهل نمنح النفس وقتًا لتمارس هوايتها محلقةً في سماء الكتابة الوصفية للحظات مهمة في الحياة ؟

ختامًا .. أما آن لهذا القيد أن يُكسر ؟!!
ضياء المستقبل غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 11:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)