بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » هكذا يموت الأبطال

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 26-03-2004, 10:47 PM   #1
عاشق الفردوس
عـضـو
 
صورة عاشق الفردوس الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 504
هكذا يموت الأبطال

هكذا يموت الأبطال
عبدالله الناصر
التاريخ: الجمعة 5/2/1425هـ


قتلوك يا سيد شهداء الشرف والكرامة..
قتلوك يا أسطورة الفروسية والفرسان..
مزقوا رأسك - تاج المجد - عندما تهاونت الرؤوس والتيجان وتهاوت في مهاوي الخوف والخنوع..
أيها المشلول المتعب لأنت أسطورة من أساطير هذا الزمان. فعندما تتزمل بردائك. وتتحدث من كرسيك، تهتز عروش كثيرة، وبيوت كثيرة. وينسكب الرعب والخوف سماً في قلوب الجبناء.
أيها المشلول الأعزل العاري من كل شيء إلا من الإيمان والكرامة.. فأنت معلم الكرامة، معلم النخوة، وزارع بذرة الفداء في القلوب التي لم تعد ترهب الموت، بل الموت هو الذي أصبح يخشاها ويرهبها.
هنيئاً لك الشهادة، فقد نلتها عن جدارة واستحقاق.. فلم تسكن في الكهوف، ولم تنم في الملاجئ، وإنما كنت عاري الرأس - على كرسيك - تطاول بهامتك شهب السماء، وكواكبها..
لقد كنت في حياتك نصف قتيل، ونصف شهيد، ولكنك كنت جباراً في صمودك، كنت فارساً صنديداً، عنيداً، صعب المراس، وأنت تهزّ العالم من كرسي المشلولين، فأية بسالة هذه وأي كبرياء هذا يا شيخ ياسين؟! كنت ميت الجسد حي العقل، عظيم الجسارة والصمود.. كنت نموذجاً فريداً ورمزاً ضخماً للبطولة والفداء.. كان صوتك الخافت المبحوح أقوى تأثيراً من كل وسائل إعلامنا العربي!! لقد استطعت ان تدوخ إسرائيل وتقضّ مضجع شارون وزبانية شارون، وأصدقاء شارون، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، فقتلوك في وحشية ونذالة لا تليق إلا بالأوغاد، وسفاكي الدماء الجبناء..
لقد دوختهم حياً، وسوف تدوخهم ميتاً، فإذا كانت إسرائيل قضت على بقية جسدك، فإن روحك قد سرت وحلت في نفوس شبان فلسطين، بل سرت في جبالها، وأشجارها وحجارتها، بل سرت في نفس كل إنسان شريف يموت دفاعاً عن أرضه، ومبادئه، وعزته..
لقد أعطيت أيها الشهيد العظيم دروساً طويلة في فن الدفاع عن الكرامة، لقد وضعت منهاجاً، وفلسفة عظيمة للمقاومة والكفاح.. فأنت مثير كرامة الحجر، وأنت من جعل الدبابة تنحني أمام الطفل..
كفاك شرفاً أيها الضعيف جسداً، الصحيح إيماناً وبطولة أن يعلن شارون أنه كان المشرف بنفسه على عملية اغتيالك الدنيئة.. خرجت من مسجدك مصلياً صائماً ترتل سورة "يس" فيأبى شارون إلا أن يفطر على دمك هو يتغنى بآيات الذبح من التلمود.. حقاً انه شرف لك لو يعلمون عظيم..
لقد كان شاؤول صموئيل الزعيم الإسرائيلي القديم يفخر بقتل الأنبياء!! فلا غرابة أن يمتلئ ارييل شارون فخراً وغروراً بقتلك مضيفاً رأساً ثميناً إلى تاريخه الدموي الأسود.. فكل زعيم إسرائيلي لديه شهادة مكتوبة، بدماء الأنبياء، والأتقياء، والشرفاء، فشارون لم يعلن قتلك اعتباطاً وإنما أراد أن يدون ذلك في سجله التاريخي كقاتل محترف من قتلة بني إسرائيل التاريخيين..
أما أنت أيها الشيخ فسوف يبدأ التاريخ الحقيقي لك من يوم اغتيالك:
لكنّ موت المجيد الفذّ تبدأهُ
ولادة من صباها ترضع الحقبُ
لقد حُفر اسمك في لوحة شرف عظماء التاريخ مع حمزة، ومصعب في بدر. وعمر المختار في ليبيا، والعربي بن مهيدي وعميروش في الجزائر..
ورسمت صورتك على قلب كل فتاة هتك شرفها وقتل ناصرها، ونقش اسمك على زنود حملة السلاح من القادمين إلى ساحة الموت، العابرين جسور الانتصار بائعين أرواحهم من أجل تراب الأرض التي عطرتها بدمك..
لقد كنت أيها الشيخ إشكالية كبرى في عملية الألاعيب السياسية فلم توقع على معاهدة هزيمة، ولا مشاريع تطبيع، ولم تؤمن بالخرائط ولا أكاذيب الملفات الرمادية، بل اعتبروك المشاغب الأكبر والأول ضد التطبيع والتمييع، والمهادنة.. وكنت تهزّ العالم كله بلا دبابات، ولا طائرات، ولا صواريخ ولا أسلحة دمار شامل، وكنت تسير مع الناس في الشوارع على عجلتك بلا حراس، ولا بنادق حراسة.. فكنت بذلك ترعد فرائص شارون وحلفاء شارون واصدقائه في كل منتجع، أو مزرعة، أو بيت أبيض أو أسود. حتى قرروا نزعك مسماراً صلباً في خشية المقاومة.. اعتقاداً - غبياً - منهم أن قتلك سوف يخفف الصداع ويسكن الألم!! غير أن روحك هبت عاصفة حملت معها. أريج الدم، وأريج الزهور، ورائحة الأرض، والنخل والزيتون، وتوغلت في أصلاب الرجال وأرحام النساء كي تنجب شهداء ومغاوير جدداً..
@ لقد ذبحك شارون، وهو يذبح شعبك يومياً ذبح البقر والعالم العربي يتفرج على المشهد كما يتفرج على لعبة كرة قدم!! وبالمناسبة فقد اختلطت ملاعب الدبابات، والمجنزرات والطائرات في عالمنا العربي بملاعب الرياضة، واختلط انفعال الجمهور، في التصفيق، والصفير، والزعيق، والبكاء، فهو يصفق، ويبكي، ويرقص، في حالة هيستيريا تدل على انه دخل حالة من الشيزوفرينيا الأبدية، لقد اختل العقل العربي فلم يعد يميز بين سكين الجزار، وحذاء اللاعب، ومؤخرة الراقصة!! انه عالم بهلواني أشبه بعالم سيركي للسناجب والقردة!!
ولن أستغرب مطلقاً في عالم - البهلوانية - هذا إذا هبت فرقة مغاوير الصهيونية من الكتّاب العرب رافعة قبعاتها لبطولة شارون حين قتلك!! فلقد تعودوا أن يخلطوا حبر أقلامهم بدماء الشهداء معتبرين أن من يشهر السلاح في وجه إسرائيل دفاعاً عن مقدساته وتراب أرضه، ودماء أهله، إرهابي وضد السامية وحقوق الإنسان!!
فيا أيها الشيخ العظيم نم في مهجعك قرير العين، فلقد علّمت شعبك صناعة السيوف، وصناعة المجد والموت.. فلله درّك.. ودرّ زمان أنجبك..؟
__________________


اضغط الصورة
عاشق الفردوس غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 04:59 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)