[R7hal.3031]

سل المنايا على علم وتجربة ... في أي شيء بغى الإنسان أو حسدا
الحمد لله على قضائه و قدرهـ
-------
ماذا عساي أكتب , و ماذا عساهـ ممل فؤادي !؟
صالح الدخيل , كما كان يحب أن نناديه , بعيدا عن حرف الدال التي عشقها غيره و تمناها , رجل أحببناه في الله , و أحبنا في الله
رحل هذا اليوم شيخنا و استاذنا الفاضل الدكتور صالح بن عبدالرحمن الدخيل , استاذ العقيدة في كلية الشريعة بجامعة القصيم .
رحل رحمه الله و قلوبنا تهتف بارئها أن يتغمده برحمته , و يتجاوز عنه .
رجل ألفناه متواضعا هينا لينا , محبا للخير داعيا له , منافحا عن دين الله صادا لشبهات أعداء الله
قضيت معه كغيري من زملائي أياما جميلة , و لحظات ماتعة كنا و إياه ننهل من معين السيرة و نجوب بحار العقائد ذهابا و إيابا .
كان يتعامل معنا بتواضع جم . و أدب و خلق رفيع جعل الكل يحبه , و يتمنى درسه ووقته
و تالله لقد كان درسه ممتعا شيقا , بعيد عن التكلف .
لا استطيع و الله أن كتب ما يجيش في خاطري و ما يرتاد ذهني الآن .
فوالله إن فاجعة فقده ليست بالهينة , و قد لقيته قبل فترة في أحد المساجد في بريدة , و تواعدنا أن يكون بيننا لقاء نأنس فيه بمرآه .
لكن لعل الموت كان أسرع من إجازة نهاية الفصل الأول من العام
هذا الرجل المتواضع كان استاذا للعقيدة في الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة .
قضا فيها ما يقارب العشرين عاما معلما و موجها فيها هناك .
ثم من الله علينا و تفضل أن كان هو استاذنا في العقيدة في المستوى الخامس بكلية الشريعة ..
أيام فصلتنا عنه و عن رؤياه , لكن كانت الرسائل بيني و بينه تباعا , كنت أرسل و لربما حسبت أن رده أتى قبل وصول رسالتي له .
لن أنسى ذلك اليوم , الذي خرج فيه طلاب الدفعة كلهم يدعون له بعد الامتحان النهائي , و يسألون الله له التوفيق نظير ما قدمه لنا من تبسيط و تسهيل للإمتحان النهائي
ذلك الرجل ! يحق لي البكاء عليه ..
وأي غرب مصاب لا يكفكفه ... دمعي الهتون ولا أنفاسي الصعدا
ولا البلابل من مثنى وواحدة ... باتت تسلّ سيوفا أو تسن مُدَى
ولا الهموم وقد أعيت طوارقها ... كأنّما بتن لي أو للدجى رصدا
قل للدجى وقد التفت غياهبها ... فلو تصوب فيها الماء ما اطردا
كانت له كلمات خالدة في قاعة الدرس بمبنى الجامعة
قال رحمه الله تعالى في يوم الاثنين 24/4/1430هـ
(( النصارى غلو في النبي عيسى حتى رفعوه عن بشريته فقالوا أنه إله مع الله , و غلا المتصوفة في النبي محمد صلى الله عليه و سلم فجعلوه شريكا لله , و جفا في الأنبياء ناس [ و قتلهم الأنبياء بغير حق ] ))

عرفته رحمه الله شانئا للرافضة , مبغضا لهم , مبينا لخرافاتهم ,
اللهم ارحمه , و تجاوز عنه , و اغفر له و تقبله , اللهم إني أشهدك أن عرفت فيه حبا لنبيك و دينك , و دفاعا عن شريعتك , اللهم فاقبله عندك , و تجاوز عنه , اللهم إني أسألك بأنك أنت الحق و قولك حق و وعدك حق أن تغفر له ما تقدم من ذنبه , و تخلفه خيرا في عقبه ,

يا ماجداً أنجز العلياء موعده ... اليوم أنجز فيك الموت ما وعدا
إن الفؤاد الذي ما زلت تعمره ... قد ريع بعدك حتى صار مفْتَأدا
سل المنايا على علم وتجربة ... في أي شيء بغى الإنسان أو حسدا
تنافس الناس في الدنيا وقد علموا ... أن سوف تقتلهم لذاتها بددا
تبادروها وقد آدتهم فشلا ... وكاثروها وقد أحصتهم عددا
قل للمحدث عن لقمان أو لُبَدٍ ... لم يترك الموت لقمانا ولا لُبَدَا
ولا الذي همّه البنيان يرفعه ... إن الردى لم يغادر في الشرى أسدا
ما لابن آدم لا تفنى مطالبه ... يرجو غدا وعسى أن لا يعيش غدا
قل للدجى وقد التفت غياهبها ... فلو تصوب فيها الماء ما اطردا
إن الشهاب الذي كنا نجوب به ... أجوازها قد خبا في الترب أو خمدا

توفي الشيخ إثر حادث مروري , و الصلاة عليه رحمه الله غدا بعد صلاة الظهر بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ( جامع الخليج )

رحـــال
1431 / 2 / 6
الخميس 12:33 ص