|
|
|
![]() |
#1 |
إمام وخطيب جامع الروّاف
تاريخ التسجيل: Sep 2004
البلد: السعودية
المشاركات: 261
|
أزمة قدوة
بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة ازمة قدوة د. صالح لاتويجري29/1/1431هـ قال -تعالى- (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأفعاله وأحواله قال الله -تعالى- للذين تقلقلوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ)، كيف كان يعامل أهله وجيرانه، وأرحامه وإخوانه، بل كيف كان يعامل من هو على غير دين الإسلام من أهل الكتاب وغيرهم، فهذا كله موضع التأسي وليس مقامي موضع التقصي. نتأسى به وبإخوانه أنبياء الله -صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين-؛ لأنهم الأمثلة الحية والقدوة الصالحة للبشرية، فقد اصطفاهم الله -عز وجل- على علم على العالمين، واختصهم بالصفات العالية والأخلاق الرفيعة الزاكية. وأمرنا بالاقتداء بهم كما قال -تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) وقال-تعالى- لنبيه -صلى الله عليه وسلم- (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ) كم تحتاج البشرية في هذه الآونة بالذات إلى أن تتأسى بالأنبياء والمرسلين، فلقد وصلت الحضارة المادية المعاصرة إلى أعلى الدرجات في البحوث العلمية والترقي بالإنسان من الناحية المادية والوصول به إلى الرفاهية، وفي مقابل ذلك دهس الإنسان معظم القيم والمعاني الروحية والأخلاق النبوية والوصايا التي تلقاها من قبل الوحي ليحصل على هذا الهدف . العابر ومن منطلق صعود المادايات في سلم الاولويات لم تصبح القدوة للأنبياء والرسل والصالحين من البشر، وإنما أصبحت بمن يجني ويجمع أكبر قدر من المال أو يصل إلى أعلى المناصب الدنيوية، أو يحصل على أعلى الشهادات الجامعية دون النظر إلى صلاحية هذه القدوة من الناحية الشرعية، ومدى ارتباط هذه القدوة بشرع الله، والتزامها بأوامر الله -تعالى- وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، وتطبيقها لشرع الله في حياتها كلها، وقد تردت الأحوال إلى أن وصل الحال ببعضهم أن يضعوا الساقطين والفاسقين والفاشلين ، والتافهين والمهرِّجين واللاعبين محل القدوة والأسوة، بل وخصوهم بما هو أعظم من ذلك بأنهم نجوم المجتمع وأقماره الزاهرة، وهؤلاء هم من تُسلط عليهم الأضواء (.جثثت تهاوى في كل واد **وفي كل واد هتف الغراب) في الوقت تنحسر الأضواء عن العالم الرباني الذي يقوم بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في حياته وحياة الناس، ويصدع بأمر ربه في الخلق ولا يخاف لومة لائم، وعن الطبيب الماهر الذي يتقى الله في عمله، ويبذل قصارى جهده في معالجة المرضى ومداواة آلامهم، وعن المهندس البارع الذي يبتكر الأساليب الجديدة في تطبيق النظريات العلمية المتطورة، وعن المخترع الكبير الذي يبذل قصارى جهده في اختراع ما يسعد الناس في حياتهم ولا يكتفي القوم بذلك والتاجر التقي الذكي الذي يعرف ماذا يصنع ويستورد حفاظا على هوية امته،وعن الشاب الذي نشأ في طاعة الله وهجر زخرف الدنيا / بل يهاجم القوم من ينادي بالرجوع إلى التأسي بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، وبصحابته الكرام - الذي جسدوا معاني الاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في حياتهم الخاصة والعامة، وبذلوا قصارى جهدهم في تطبيق الإسلام في مناحي الحياة، حتى سادوا الدنيا، وفتحوا القلوب والعقول قبل أن يفتحوا البلاد والأمصار، يصفون من ينادي بالعودة إلى الاقتداء بهؤلاء بالرجعية والتخلف عن ركب الحضارة، مع أنه لا تنافي أبداً بين الاخذ بكل وسائل التقدم المادي وبين أن يرتبط الناس بهؤلاء الأفذاذ الذين جمعوا بين الأخلاق الحميدة والعبادة الطويلة والجهاد الكبير، والحرص على الأخذ بالأسباب المادية بعد الله -عز وجل-. فإن ارتباطهم بهذه النماذج الفذة من أنبياء الله ورسله والصالحين من عباد الله غذاء لأرواحهم، ونعيم لقلوبهم، وتقويم لسلوكهم؛ حتى يستفيد الإنسان والإنسانية من هذا التقدم المادي،لئلا يكون التقدم المادي سلاحاً فتاكاً لهلاك القيم والاخلاق فهل نحن في ازمة قدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم اشارد بامكا نيات ابي بكر الصديق عبادة وبذلا وعيادة وغيرها واشار الى تنوع التخصصات ، ومن ذلك ما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم: (أعلمكم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضكم - وخالد بن الوليد سيف من سيوف الله...).واشدكم في امر الله عمر فلم نقسو على انفسنا حين نطالبها بما يقتضي قعودها ونرهقها صعودا بضرب امثلة نادرة اليس اولى بنا ان نفتح للناس مجال نسبية القدوات ومضامير السباق لئلا نحصر الناس في مضايق لا تسعهم بل حسب ما خلقوا له فهم مواهب وقدرات واستعدادات وميول ليبلوهم فيما آتاهم فكم من شخص يستحق ان يكون قدة في عمله طمرته نشوة الكمالية وكم من مسؤل ابدع في مجاله ثم تتجاذبه اشطان شتى لتدسه في نفق كل شئ فيتلاشى همه عن عمله وتظهر عوراته في تشتته وفي ظل جمع الطوابع وهواية تعدد وتنوع الألقاب وعبارة ما بهذا البلد الا هذا الولد توارت قدرات ومواهب ونابهين حجزهم عن الواقع تقزيم الامة واختصارها في افراد ولئن جاز هذا في زمن مضى ضمن سياقات ومعطيات ذلك الزمن فهو اليوم جور على الامة وافرادها وقد تجاوزت الامة بظروفها واحداثها صور الاختزال الى التوسع في مجالات كثيرة تستوعب كل الاطياف وتقبل التنوع البناء واختلاف التكامل لا اختلاف التضاد او التناقض ان البطالة والفراغ والهامشة نحن من صناعها , والترهل الاداري قناع وليس اقناع .وفي كل واد بنو سعد . وقد قسم الله بين عباده فعدل واعد كلا منهم لدور فلم نخلط الاوراق ونقفز على الاسوار فقيمة كل امرء ما يحسن ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا )
__________________
1) الملاحظات. 2) اقتراح موضوع خطبة مع دعمه بوثائق أو مراجع. الرجاء التواصل عبر البريد الإلكتروني: saleh31@gmail.com حفظكم الله ... |
![]() |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|