[بندر 1430]

كأي شاب مقبل على الدنيا بروح التفاؤل والإصرار والعزيمة .. كان خالد يحلم بالإلتحاق بالكليّة التي يريدها ليدرس التخصص المناسب له والذي يشعر بأن فيه البداية الصحيحة لمشواره في هذه الحياة المليئة بالمصاعب والقليل من التوفيق في زمن صعب .. و بعد تخرّجه من الثانوية العامة بإمتياز .. ذهب خالد إلى موظف التسجيل بالجامعة ليسلّمه أوراق التخرّج وبكل فخر كان ينظر إلى معدله الرائع الذي حقّقه بسهر الليالي وبجهد كبير بدون ملل أو تذمر .. هذا لأنه كان يحلم .. أخذ منه الموظف الأوراق و طلب منه إنتظار نتيجة القبول عبر موقع الجامعة على شبكة الإنترنت .. و بعد ساعات قليلة ظهرت النتيجة بأنه مقبول في الكليّة التي طالما حلم بالإلتحاق بها و فرِحَ خالد بذلك جداً .. إلا أن فرحته لم تكتمل وكانت صدمته كبيرة عندما رفض والده الذي كان عقبة أمام حلمه و أجبره على تركها و إختيار كليّة أخرى .. إمّا لأن أحد أبناء أصدقائه يدرس في الكلية الفلانيّة ولا يريده أن يكون أفضل منه أو لأن تلك الكليّة لا تليق بمستوى أسرته .. أو لأيّ سبب آخر ..
.
.

شاب آخر إسمه أحمد كان يريد الزواج من فتاة إختارها بنفسه بعد أن سمِع عنها الكثير لتكون شريكة حياته حيث وجد فيها الصفات التي يريدها في زوجة المستقبل وليحقق حلمه في تكوين أسرة جميلة بدايتها صحيحة دون إجباره على الزواج من فتاة لا يريدها ويصبح الإرتباط مجرّد كلام على ورق متجاهلين بذلك مدى أهمية إرتباط القلوب .. إلا أنه تفاجأ بأن والده و والدته يرفضان تلك الفتاة و يريدان إرغامه على الزواج من فتاة أخرى قد تكون علاقتهم المميّزة بأهلها أحد أسباب رغبتهم بها ..

وأمثلة كثيرة لا حصر لها من تطلعات وأحلام شباب لم تساعدهم الظروف المحيطة بهم في تحقيقها بالرغم من أن فرص تحقيقها كانت كبيرة وبين أيديهم إلا أنهم لم يجدوا إلا الرفض و التعصّب للرأي غير المُقنِع من قبل الأهل ..
بدلاً من أن يكون للأهل دور في تشجيعهم و مدّ يد العون لهم حتى لو كان ذلك بالنقاش الهادف معهم ..

وبهذه المناسبة ..

إنني أتساءل دائماً .. أحلام الشباب .. جيل المستقبل .. من يحررها من القيود؟
إلى متى ستكون أحلامهم رهينة لدى غيرهم؟
.
.