إِعْلامٌ بِحَاجَةٍ للشَّنْقِ وَ الإعْدَامْ !!
.
.
إِعْلامٌ بِحَاجَةٍ للشَّنْقِ وَ الإعْدَامْ !!
إِنَّ مَنْ يَنْظُرُ لِوَجْهِ الإعْلامِ الأعْوَرِ لَيَجِدُ فِيهِ مَجْلِسَاً لِمَنْ سَدَّدوا سِهَامَهُمْ ضِدَّ العَقيدَةِ وَأهْلِهَا ، وَتَرَبَّعُوا عَلى عَرْشِ مِنْهُ يَسْتَلِذُونَ وَيَنْهَشُونَ لُحومِ أَعْمِدَةِ هَذهـِ الأمَّةِ وَحُصُونِهَا ، فَكَشَّروا أَنْيَابَهُمْ ضِدَّ حَقِّ يُتَّبَعُ بِه شَريعَةُ اللهِ سُبحَانَهُ وَتَعَالى وَسُنَّة نَبيِّهِ صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم، وَ يُسَاوِمُونَ بِدِينَنَا وَمَنْهَجِنَا وَعَادَتِنَا وَعُرْفِنَا مَرْضَاةً لأَعْدَائِنَا ..!!
الإعْلامُ مِرْآةٌ للمُجْتمَعِ الذيْ يَعيشُ في أَحْضَانِهِ ، يَعْكسُ بِذَلِكَ مَنْهَجُهُ وَثَقَافَتهُ ، وَيَعْتَمِدُ عَلى عُقَلائِهِ وَحُكَمَائِهِ ، وَلَكِنَّ الإعْلامَ بَيْنَنَا قَدْ أصْبَحَ مِرْآة خَدَّاعَة ، تُزَيِّفُ الحَقَّ وَ تُحَكِّمُ السَّفيهُ وَتَبُثُّ سُمُومَهَا لِتُسْقِطَ بِذَلِكَ أَعْمَدةً مُبَارَكَة ، وَفَضيلَة آمِنَة ، وَأخْلاق حَميدَة مُتَدَاعيَةً بِذَلِكَ مُوَاكَبَةِ عَصْر التَّطَوِّرِ وَ الحُرِّيَة الإعْلاميَّة ، وَهيَ بِذَلِكَ تُحَارِبُ مَنْهَجَ هَذهـِ البلادِ الطَّيبَةِ المُبَارَكَة ، وَقَبْلَ كُلِّ ذَلِكَ شَريعَةٌ رَبَّانيَّةٌ أُسُسُ هَذهـِ البِلادِ مَهْبِطِ الوَحي وَمَنْبَعُ الرِّسَالَةْ .
لَقَدْ شَنَّ الإعْلامُ بِكُلِّ مَا يَمْلِكُ مِنْ حُروفٍ وَأقْلامٍ ضِدَّ عُلمَاءِ الأمَّةِ ، مُسْتَقْصدينَ بِذَلِكَ وَإنْ غَابَ عَنْ الكَثيرينَ إِحْدَاثُ فَجْوَةٍ بَيْن المُجْتَمَعِ ورِجَال الدِّينِ لِيُصْبِحَ المُجْتَمَعُ يَوْمَاً مَا يَعيشُ عَلى رَكيزَةٍ هَشَّةٍ بَاليَّةٍ كُلَّ شَيءٍ حَوْلَهُ يُؤَثِّرُ بِهِ ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُقْدِمُوا عَلى خُطَطِهم الأُخْرَى لإحْدَاثِ فَجْوَةٍ أَكْبَر بَيْنَ العُلمَاءِ وَولاةِ الأمْرِ وَفَّقَهُم اللهِ لِتَسْقُطَ مِنْ الدِّينِ المَهَابَةِ ، وَ تَضيعُ الأمَانَةِ ثُمَّ يَقْرَعوا طُبولَهُمْ لَقَدْ فُصِلَ الدِّينُ عَنْ الدَّولَةِ .
وَهَذا هُو مَنْهَجُهمْ لِتَكُونَ أوَامِرُ الدَّولَةِ بَعيدَاً عَمَّا تَتَحَكَّمُ بِهِ الشَّريعَةِ ، وَلو كَانَ ضِدُّهَا لِتَكُونَ أَوَامِرُهم إجْبَاريَّةٌ وَأوَامرُ الدِّينِ اخْتِيَاريَّة ، فلا مُنْكَرَاً يُنْكَر ولا مَعْرُوفَاً يُسْعَى إليْه فَيَكُونُ الحُكْمُ حُكْمُ القَانُون ، وَبِذَلِكَ لِيُخَالِفُوا قَوْلَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعالى : [ فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ] الآيَة .
كُنَّا ولا زِلْنَا نُؤَمِّلُ بِأنَّ الإعْلامَ يَومَاً مَا سَيَكُونُ لَبِنَةً صَالِحَةً يَسْعَى في بِنَاءِ هَذهـِ الأمَّةِ وإنْمَاءِ الفَضيلَةِ فيهَا ، غَيْرَ أنَّنَا صُدِمْنَا بِعَكْسَ مَا أمَّلْنَا ، وَكأنَّي بِأَهْلِ الإعْلامِ قَدْ اسْتَحَلُّوا دِينَنَا وَأَعْرَاضنَا بِسِيَاسَةٍ عَوْجَاءٍ شِعَارُهَا مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى .
إِنَّ الحَرْبَ عَلى الإسْلامِ بِوَجْهِ العُمومِ وَعلى الالتِزَامِ بِدينِ اللهِ والفَضِيلَة وأئِمَّة الدينِ لَيْسَتْ وَلِيدَةُ اليَومِ ، وَمَا يَفْرُقُ اليَوْمَ عَن الأمْسِ هُوَ أنَّ الذينَ قَدْ شَنُّوا أقلامَهُم وَ تَحَصَّنُوا بِصُحُفِهِمْ في السَّابِقِ في الخَفَاءِ هَاهُم اليَوْمَ يُعيدُونَهَا عَلانيَّة ، وَ الخُطَط التيْ يَسِيرونَ عَليْهَا لَيْسَت خَافيَة على أُولي الألبابْ ، فَعَسَى اللهُ أَنْ يُقَيِّضَ لَهُمْ مَنْ يَسُومُهم سُوءَ العَذَاب ، إن لم يُرد لهم هِدَايَةً وَمَعْرِفَةً لِدَرْبِ الرَّشَادْ .
كُلُّنَا أَمَل بِاللهِ ثُمَّ بِحُكَّامِنَا وَعُلَمَائِنَا .. أُمورٌ للهَاويَةِ تَقُودُنا
إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
.
.
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ
رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!!
يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!!
يَا رَب إِنْ ضَاقَتْ بِيَ الأرجَاءُ فـ خُذْ بِيَديْ ..!
|