[دعبل نجد]

هل آبوا يا غازي القصيبي ..!

غازي القصيبي والجدل الدائر حوله لا يزال منذ حربه مع قواد الصحوة إلى مصالحته معهم أو مصالحتهم معه !! , ولا تزال التهم تلقى عليه ثم تنفى ثم تلقى ثم تنفى وهكذا منذ القدم , لأن غازي يثير الأسئلة بمنهجه ومسيره ولأنه رجل يعمل وأثبت للجميع أنه وطني بما تعنيه هذه الكلمة وقد قدم عبر عدة طرق أدلة وبراهين على وطنيته من خلال عمله الدؤوب سياسيا وتنقله بين الوزارات وإن كبى ككل حصان في جزئية معينة إلا انه من الإنصاف أن لا ننسى سعيه وجهده الماضي ..!
أذكر أني كنت في مجلس فجرى الحديث عن السياسة ثم تطرق المتحدثون إلى غازي القصيبي وعمله المتواصل وجهده الكبير وعابوا عليه منهجه ومعهم حق في ذلك فله منهج لا يوافق عليه بتاتا ثم تفاجأت بقول أحدهم ليت كل وزرائنا ينهجون منهجه ولكن يعملون عمله ..!
ومع جهده الكبير وعمله الدؤوب إلى أن هذا لم يصرفه عن هوايته الأدبية ومازال إنتاجه الأدبي يتواصل حتى مع كثرة أشغاله وإن كانت أعماله الأدبية إن أردنا أن نحرر محل النزاع هي السبب في وضع الإشكالات حوله لأنه انتهج فيها منهج مغايرا وبدأ يؤسس ويقعد لهذا المنهج حتى ألفت فيه الكتب ردا ودحظا وكبتا وما إلى ذلك من العناوين القوية ونشرت القصائد بل ويروى أن هناك فتوى بكفره من كبار علماء هذا البلد إن لم يكن أكبرهم ..!
غازي القصيبي في رحله علاجية في أمريكا وقد نُشرت مؤخرا قصيدة نسبت إليه عن التوبة والرجوع إلى الله وقد تمنيت أن تكون له لما تتضمنه من معاني جميلة فيها من الاعتراف بالذنب وإعلان التوبة وغير ذلك مع أني أشك في نسبتها إليه لأني أعرف مستوى غازي الشعري الكبير وأن تلك ليست من أخوات قصائده الذائعة المشتهرة إلا أني قرأت مؤخرا خمسة أبيات نشرتها الإسلام اليوم لغازي يقول فيها :


لا تسأل الركبَ بعد الفجر هل آبُوا
الرَّكبُ عاد وما في الرَّكبِ أصحابُ

تفرَّقوا في دروب الأرض وانْتَثَرُوا
كأنَّه لم يَكُنْ عَهْدٌ وأحبابُ

ما في العَناقيد من أشعارهم حببٌ
والخمر من بعدهم في دنها صابُ

يا طارق الباب رفقًا حين تَلْمَسه
لو كان في الدار خِلٌّ صفَّقَ الباب

بعضُ الدروب إلى الأوطان راجعةٌ
وبعضُها في فضاء الله يَنْسَابُ



هل غازي يصارع الموت وما هي حالته الصحية وهل لما أحس بدنوا أجله قال ما قال لا يهمني ذلك كله ؟؟
ما أريد قوله أننا نفتقد غازي الوزير غازي الرجل الذي يعمل ويقدم غازي الذي نتمنى من كل مسئولينا أن يحذوا حذوه ويفعلوا فعله ويجتهدوا كاجتهاده , أما غازي المفكر فلا لم نفتقده ولا نرحب بعودته إن كان هوهو كما كان قبل أن يرحل ..!