[ضياء المستقبل]

صباحكم حبٌّ يضيء قلوبكم ،،

مفردة (( الحب )) تحمل دلالاتٍ راقية سامية تقف بالنفس على ضفاف الخيال والعاطفة وتستظل بأفانين العاطفة الوارفة ، ولكن جنى على هذا اللفظ الجميل أناس صوروه بغير صورته وألبسوه ثيابًا به لا تليق .
فكأن الحب لا يكون إلا في علاقات مشبوهة بين شاب وفتاة يتبادلان عبارات الحب بهمس وسط عتمة الليل ، وكأن للحب دربًا لا يُسلك إلا بعد عبور جسر وأد الأخلاق في تراب الرذيلة النتن .
وساعدت على ذلك عاداتنا الاجتماعية التي أراها قفصًا يحبس الحب بين قضبانه من نشر عبيره الفواح بين الزوج وزوجته أو الوالد وولده أو الأخ وأخته ، فمجتمعنا – مع الأسف - يغذي الجفاء في التعامل ويقتل كل معاني الحب واللطف واللباقة ؛ ولذا تجد أن نظرات التعجب والغرابة بل والازدراء تلاحق من سولت له نفسه نطق عبارة لطيفة لابنه أو زوجته أو ....
وهذا ينعكس سلبًا على حياتنا وعلاقاتنا ببعضنا ولا سيما بين الزوج وزوجته ، وما زلت أتذكر صاحبي الذي ينسب عن رجل تزوج بامرأةٍ أجنبيةٍ انبهاره وسعادته بحياته الجديدة ، بل ويقول بلجهتنا المحلية : " الحين تونا نتزوج ونعرف العيشة " ، صراحة أقول : ما يذكره صاحبنا صحيح ، ولكن قبل أن تطالب زوجتك بأمور تحبها سلْ نفسك هل تمارس نفس الدور الذي تطالبه بها ؟!
بالتأكيد " لا " فالحياة الزوجية روتينية مملة عند الغالب وإن لم أدخل دهاليز هذا العالم إلى الآن ولكني أبني هذا التصور من خلال بعض الزملاء المتزوجين وطريقتهم بالحديث عن حياتهم الزوجية .
إننا مجتمع يعرف حقوقه ويدركها كاملة ، ولكنه يغفل أو يتغافل عن واجباته المنوطة به ؛ فالزوج يسرد على زوجته قائمة طويلة تحوي واجبات الزوجة وحقوق الزوج ووووو .. ، ولم يكلف نفسه ذلك الزوج معرفة واجباته وحقوق زوجته عليه ، إنها الانتقائية التي أعمت الأبصار من رؤية الحقيقة .
عذرًا .. فقد استطردت في حديثي عن مجتمعنا الغريب وأبعدت عن حمى موضوعي الرئيس ألا وهو " الحب المفترى عليه " ؛ وما ذاك إلا لإدراكي بأهمية صنع ثقافة جديدة لدى المجتمع ليكون نواة جيل منفتح يسير في درب الثقافة والحضارة .

ولكم خالص ودي وتقديري ،،