[السامي البريداوي]

لم تكن أمتنا خير الأمم إلا بكونها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر

قال تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)

وإن ذهبت هذه الصفة تلاشت معها تلك الميزية وهي الخيرية

لذلك أوجدت الدولة رعاها الله هذا الجهاز ليتحقق الخيرية وحتى لا تنتشر المنكرات وإلا عدمها من

المستحيلات الذي لايدركه البعض

وفي السنوات الأخيرة كثر الكلام عن هذا الجهاز

فمن هؤلاء من يريدون إقافة وهم معروفي التوجه ولا يريدون إلا الإفساد وهؤلاءليسو موضوعنا

ولكن موضوعنا من هم يحبون هذا الجهاز ولكنهم يسؤن له من حيثوا ارادوا الأحسان

وهم المتعاونين أو بعبارة أدق كثير من المتعاونين وليس جميعهم

نعم هم أناس أحتسبت وتعاونت مع هذا الجهاز العظيم الذي يشكي قلة العدد والعدة

هؤلاء البعض أخذتهم الحماسة للإمربالمعروف والنهي عن المنكر وجعلتهم يتصرفون بتصرفات لا تنم

عن علم بل فعلا أكثرهم لا يوجد عنده مخزون علمي ولا يعرفون القواعد الفهقية التي لها علاقة بالأمر

بالمعروف والنهي عن المنكر.

ومن الأخطاء التي يقع بها هؤلاء جزاهم الله خير الأنكار على الظن المجرد.

وأورد لكم تلك الحادثه كان لي قريب يحب أن يلبس البنطلونات عندما يريد الخروج من البيت

وكان ذات ليلة خارج لتسوق في أسواق النخيل وكان مشبك يده بيد زوجته فجاءه أحد هؤلاء المتعاونين

وقال له هل من هذه المرأة التي معك فغضب صاحبنا غضبن شديدا فقال له هذا المتعاون لا تغضب

يجب أن تفرح لأنها إذا كانت زوجتك فستشكرنا على محافظتنا عليك وإلم تكن كذلك فسوف نردك عن

منكر كدت أن تسقط به !!!!

لا يمكن لعقلي أن يصدق هذا الكلام لو أنني لم أذهب في احد السنوات في ليلة من ليالي العشر الأواخر

حيث الزحام الشديد ذهبت مع أحد هؤلاء المتعاونين الذي حمسني لهذا الموضوع

فخرجت معه إلى سوق الصناعة ومع كون الرجل جزاه الله خيرا حريصا على التذكير باالله وبالإلتزام

بالحجاب في تلك الليالي الفاضلة ؛ إلا أنه أزعجني بأتهامه الناس بمجرد الضن ممادعاني للخلاف معه

ثم أنصرفت لما عرفت أن إنكارنا قد يجلب منكرا آخر.

قال تعالى ( يايها الذين آمنوا اجتنبوا كثر من الظن ...) وفي الصحيح (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث)

هذا وإن إنكار المنكر على مجرد الظن يقع بسببه أضرار ومخاطر كثيرة ويتهم أناس أبرياء

وهذا منهج مخالف للمنهج الشرعي المعتدل الذي يوجب التحقق والتثبت من وجود المنكر قبل الإقدام على الإنكار

ولهذا وجدنا أناس ينتقدون الهيئة إنتقادات حادة والسبب ليس الهيئة بكثير من الأحوال وليس أفراد

الهيئة معصومين ولكن أخطائهم أقل لأنهم يتسلح معظمهم بالعلم والخبرة ومعرفة الأنظمة والقوانين

ملاحظة مهمة :إذا قوي الظن ووجد مايعززه من القرائن فإننا لا نقول أنه ظن ... بل تلك القرائن مسوغ لنا

للإقدام على إنكار المنكر.... كمثل لو رأينا إمرأة ورجل يدخلان في ساعة متأخرة من الليل بيتا خربه

ملاحظة أخرى : لتزود أكثر حول قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الرجوع إلى كتاب قيم

أستفدت منه كثيراً هنا وهو ( مباحث في الأمر بالمعروف..لسعد الحمادي)

وتقبلوا تحيتي المعطرة ...