بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » ** الإرهابي الصغير **

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 30-04-2004, 02:58 PM   #1
البتار
عـضـو
 
صورة البتار الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Jul 2002
المشاركات: 773
** الإرهابي الصغير **

استيقظ الصغير على أناة أمه المكتومة 00 اقترب منها وهو يرتجف من البرد 00 واستغرب حبات العرق على جبينها 00

سألها 00 اهو قلبك يا أماه ثانية 00 قالت نعم 00 تناول علبة الدواء ليعطي أمه منها 00 فلم يجد شئ 00 فلقد كانت فارغة 00

أسرع ليلبس حذائه 00 قالت أمه ملهوفة إلى أين يا بني 00 قال سأذهب إلى جارنا ليقرضني بعض النقود 00 قالت أمه لا يا بني فالجيران نيام الآن 00 فنحن بساعة متأخرة من الليل 00 قال : لا عليك فلقد أوصني عندما حضر عزاء أبي أنني متى ما احتجت إليه أطرق بابه ليلا أو نهارا

أسرع للباب فنادته أمه بني ارتدى وشاحي فالبرد قارس في الخارج والأمطار مازالت تهطل 00

لف الطفل الوشاح على جسده النحيل ورفعه عن الأرض خوفا من أن يبتل ولملم أطرافه 00 وما أن خرج خارج البيت حتى أهتز جسده من تيار الهواء البارد فشد الوشاح على جسده وغطى جزء من وجه وابتسم
عندما شم رائحة والدته 00

كانت البيوت قابعة في الظلام وكأنها أشباح والرياح تعوي 00 وزخات المطر تتساقط 00 تراء له أشباح أمامه فأبتسم ضاحكا وتذكر أباه عندما كان يوصيه بأن يرقي نفسه وهما في طريقهما إلى الحقل ليعملا فيه أخر الليل 00 الحقل الذي صودر من أباه لأن أرضه استراتيجية تطل على قريته 00 وبني مكانه ثكنة عسكرية لجيش العدو0

سار مغمض العينين لشدة برودة الهواء فأصدم بجسم أمامه 00 فتح عينيه فإذا هو أمام ثلاثة من الجنود المدججين بالسلاح 00

جذبه أحد الجنود بالوشاح حتى كاد أن يخنقه 00 صرخ الطفل 00 دعني أرجوك 00 دع وشاح أمي 00 ضحك الجندي عاليا 00 ماذا تفعل وبهذه الساعة المتأخرة من الليل 00 رد بصوت مرتبك خرجت لأحضر الدواء لأمي 00 ضحك الجندي بخبث وقال : وهل هذه شفرة بين أعضاء التنظيم 0 رد الطفل وأي تنظيم 00
قال له : اعترف من أرسلك يا فتي 00 ماذا طلب منك أباك 00 رد الطفل بنبرة يشوبها الخوف أبي مات 00 لقد قتلتموه بعد خروجه من صلاة الجمعة 00 صرخ الجندي في وجهه نحن لا نقتل أحد نحن لسنا إرهابيون 00 رد الطفل بسرعة وبارتباك أقصد سلاحكم قتله 00 صرخ الجندي ثانية سلاحنا لا يقتل 00 قال الطفل هو قتل نفسه 00 فقط دعوني اجلب الدواء لأمي 0

تبادل الجنود النظرات وغمزو لبعض ثم ارتفعت ضحكاتهم عاليا فلقد كانوا في سكرا تام 0

والطفل بينهم كورقة في مهب الريح 00 يرتجف من الخوف والبرد 00

نظرا أحد الجنود إليه نظرة كلها حقد وقال له : أنت مسلم 00 رد الطفل : نعم !! جذبه الجندي الثاني إليه بقوة وقال إذا إرهابي 00 رد الفتى : لا
أنا مسلم ولست إرهابي 00 فضربه الجندي الثاني بعقب بندقيته على رأسه فسال الدم من فمه وهوى على الأرض يترنح من شدة الضربة وقبل أن يلامس الأرض التقطه الجندي الأول 00 وعندما رفعه إليه 00 قال له وما هذا الوشاح 00 وشاح امرأة 00 رد الطفل بصوت متهجد 0 هذا وشاح أمي المريضة 00 سحبه الجندي منه و ألقى به في مستنقع ماء قريبا منه 00 فأندفع الطفل ليرفع وشاح أمه 00 فقبض الجندي الثالث على رقبته الصغيرة فعصرها 00 فصرخ الطفل من الألم فوكزه الثاني بعقب بندقيته على بطنه 00 فتبول الطفل 00 وابتل بنطاله وأخذ يرتجف من البرد 00فمزقوا قميصه من على جسده النحيل وخلعوا بنطاله وسكبوا على جسده الماء البارد 00 أهتز جسده من البرد ونقل بصره بشيء من الشرود بين الجنود الثلاثة 00

نظر الجندي الثاني إليهم وقال لهم 00 كم قلوبكم قاسية 00 صحيح أنه غدا عندما يكبر سيكون إرهابي لكن الآن دعوه فهو مازال صغير00 إنه يرتجف من البرد 00 نظر الطفل إلى الجندي الثاني 00وملأ عينيه الرجاء والتوسل والشكر لهذا الجندي 00

وسأله الجندي بنبرة حزينة : هل تشعر بالبرد يا سليل الإرهاب 0
رد الطفل : نعم 00 نعم
سأله ثانية وبنفس النبرة 00 هل تريد أن أبعث في جسدك النحيل العاري الدفيء 00 رد بسرعة : نعم أرجوك 00

فأستل بندقيته وأخذ يطلق الرصاص بين قدميه والطفل يقفز وكأنه يتراقص والجنود يتضاحكون 00 فأصيب الطفل بطلق ناري في قدمه فسقط على الأرض 00 لينهالوا عليه بوابل من بنادقهم ومزقوا جسده الطاهر 00

لحظات وأفاق الجنود من سكرهم وجسد الطفل أمامهم أشلاء ممزقة 00

خاف الجنود من افتضاح أمرهم 00 فأسرع أحدهم وأحضر جالون بنزين وسكبه على الطفل وأشعل فيه النار 00 وهربوا قبل أن يفيق الناس على صوت الرصاص 00

وعندما هموا بالهرب 00 لمحوا خيال شخص يراقبهم 00
لقد كان صحفي من دولة أخرى حضر لهذه القرية لكثرة الاضطرابات فيها وللأعداد الهائلة من الأستشهاديين من هذه القرية 0

كان متابع للطفل لحظة خروجه من منزله 00 وسجل كل الأحداث بكميرة الفيديو التي يحملها 00

وعندما شعر أنه ملاحق أخرج شريط الفيديو وقذفه في فجوة منزل مر به وركب شريط آخر خالي 00 وتابع الجري حتى وصل إلي أقرب مركز تفتيش 00 فأنسحب الجنود الثلاثة متراجعين 00 طلب الصحفي مقابلة القائد العسكري للمنطقة 00

وفي الغد دخل على القائد الذي استقبله بالحفاوة والتكريم 00 فأخبره بالقصة 00 فتجهم وجه القائد وقال له : هؤلاء أعداء 00 وإرهابيون 00
أنت لا تعرفهم 00 دع عنك هذا الكلام 00

قال له ولكنكم بذلك تنشئون قنابل مؤقوته داخل صدورهم من جراء أفعالكم تلك 00 وستنفجر بأي لحظة عندها لن تستطيعوا فعل شئ 00

نظر إليه القائد 00 نظرة تفحص وأطال النظر إلى حقيبته 00 عرف الصحفي مغزى تلك النظرة وقال : لا لم أصور المشهد ولكنه مازال عالقا في ذهني 00
فقال له القائد : إذا تحتاج أن تكون في ضيافتنا حتى يزول ما علق في ذهنك 00 صرخ الصحفي ماذا تقول ؟؟ هل ستسجنني 00 رد القائد بتهكم : لا ليس سجن ولكنك ستكون رهن الإقامة الجبرية 00 حتى ننظر في أمرك 00

استدعى القائد الجنود الثلاثة ووبخهم وقال لهم : نحن لا نريد أن نثير الرأي العام والمجتمع الدولي ضدنا 00 كان الأجدر بكم توخي الحذر وفحص المكان قبل القيام بذلك العمل 00 كم أنتم أغبياء 00 ستنقلون إلى منطقة أخرى 00

وأم الطفل لم يتحمل قلبها صوت الرصاص ووحيدها الصغير خارج المنزل فتوقف قلبها 00


أما الأهالي فخرجوا مسرعين على صوت الرصاص 00 فشاهدوا النار وليس حولها أحد فعادوا إلى بيوتهم 00

وفي الصباح وجدوا الجثة المحترقة بالقرب من الشال وتعرفت أحد النسوة على الشال 00 لم يرد أحد في بيت الطفل فدخلوه عنوة ووجدوا الأم وقد فارقت الحياة 00 ولم يعرف أحد القصة وسجلت ضد مجهول 0

وشريط الفيديو عثرت عليه ربة البيت 00 وأعطته أبنها الذي كان على وشك السفر ليكمل دراسته خارج وطنه 00 وتناوله وقال أف لهؤلاء الصغار لا يكفون عن العبث 00 ووضعه في حقيبته 00 وكان قد صور عدة اشرطه لقريته حتى تكون له سلوى له في غربته 00

بعد أسبوع 00 حس الشاب بحنين إلى قريته فأخرج الأشرطة ووجد من بينهم شريط ليس له 00 فوضعه في الجهاز وذهل لما رآه 00 فقام بنسخ الشريط عدة مرات 00 ثم وزعه على عدة منظمات ووسائل الإعلام 0

قام العالم لذلك المشهد 000
وكذبت أجهزة العدو ذلك الشريط 0وادعوا أنه لا أساس له من الصحة0

أما الصحفي فلقد صور له عدة مشاهد وأخذت له صورة تدينه 00 حتى تكون بمثابة تهديد له إن هو نطق أو فتح فمه بكلمة وأخلى سبيله 00

وأنتشر الشريط والصحفي بالمطار ينتظر موعد إقلاع رحلته 00 أعيد من الطائرة وبدأ التحقيق من جديد ولكنه هذه المرة بأسلوب آخر 00

أسلوب التحقيق مع ما يسمونهم الإرهابيون أي المسلمين 00 ورأى ما يشيب له رأسه من أساليب أقل ما يقال عنها أنها لا إنسانية 00

اعترف الصحفي بكل شئ 00

أسرع الجنود إلى بيت المغترب 00 ودمروه بالكامل وأخذ أهله جميعا إلى الحجز 00

قتل أباه الشيخ الضرير من شدة التعذيب 00 وماتت أمه كمد من هول ما رأت 00 أما أخاه الصغير الذي لم يتجاوز الست سنوات 00 فلقد قال للجنود 00 عذبوا كما تشاءون 00 فلنا يوم سنلتقي فيه إن لم يكن معي فسيكون مع غيري فنحن أمة واحدة وجسدا واحد00 إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى 00

وصل خبر الصحفي إلي دولته 00 فطالبت به ولم يهدأ لها بالا حتى أخرجته من براثن العدو 00 الذي أخبر بكل ما حصل له 00 وفي أول يوم له في بيته أصيب برصاصة طائشة لا يعرف مصدرها 0

وادعت وسائل أعلام العدو أن المسلمين أرباب الإرهاب قد صفوه لأنه انتهى دوره في هذا المشهد 00 وحتى لا يهددهم ويفضح الدور الذي قام به 00

مرت أيام ونسى العالم الطفل وشال أمه 00 كما نسوا بالأمس محمد الدرة 00 وبدأت قصة أخرى لتنسى 00 ونبقى نحن المسلمون إرهابيون
الصور المرفقة
نوع الملف: jpg ba20.jpg‏ (37.2 كيلوبايت, عدد مرات التحميل: 70)
البتار غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 03:24 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)