|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
22-02-2010, 09:38 PM | #1 |
طائر .. أتعبته الهجرة
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822
|
" الليـلة الأخيـْرَة " | فيْ ديوَانيـّة بُـريْـدة سِتـيْ .. " د / ماسنجر "
شجنٌ وألحان .. وتغريدٌ ونَغم ، قَدمت متأخراً قليلاً عن الوقت المحدد للحضور ، نظرت إلى لوحة الفعاليات الإرشادية وعلمت أن الليلة هي ليلة النشيد العَذب ، هي ليلة الوداع ، هي اليوم الذي لن يجتمع فيه الأحبة إلا في السنة القادمة إلا من كان على وعدٍ مع آخرين ، كلي شوق لمشاهدة الصَّحب والخلان ، والأحبة والإخوان ، ولكن هل سأكتفي بتلك الليلة لحين قدوم الديوانية الرابعة في السنةِ القادمة ؟ ، هل تكفيني ضحكاتهم لتكون زاداً لصبر المشاعر وحتى السنةِ القادمة ؟ ، هل تستحق قلوبنا أن نسجنها وحيدة وحتى يوم الإفراج البعيد ؟ . الأصوَات عالية ، والتصفيق يتكرر مرات ومرات ، والابتسامة طير يرفرف في سماء الحضور ، هذا يصوّر ، وذاك يلتقط ، وآخر يمسك بذراع صاحبه لعمق الشوق ، وهذا يقف مستمعاً لذلك المنبعث من خيمة الفعاليات ، وهذا وهذا وهذا منشغلون بما هم فيه ، إن تلك اللحظة لن تتكرر إلا مرة في السنة ، بل ربما تحبسنا الظروف في سجنها الأسود وتلتهم الفرحة من بيننا كما يصطاد الطير لقمته . التفتُّ يميناً فإذا بأحد الشباب يشعل النار لتدفئ أجسادنا وأيدينا عن البردِ كما أدفئوا بمحبتهم قلوبنا ، التف الإخوة حولها وزعزع سكوني أحد الأماكن الخالية فأسرعت للجلوس بهِ لعلي أظفر بمكانٍ يجعلني أشاهد الأحبة براحةٍ تامة ، وبالفعلِ جلستُ وبعد دقيقتين تقريباً عبَرت من أمامي سلة صغيرة تحمل قطعاً من " الكليجا " وقد رماني أحد أعضاء الخدمة بفنجان من القهوة العربيةِ الصاخبة ، فعدّلت بمذاقه مزاجي وهدأت من فكري وهوّنت على حالي . بَشرٌ .. لم أراهم إلا في التلفاز ، وآخرين كانوا قد درسوا معي في الإبتدائية وربما المتوسطة وربما الثانوية وربّما عبرت ملامحهم من أمامي في بهو الجامعة أو الكلية ، وربما رأيتهم في إحدى المباني أو الدوائر أو الأسواق أو أي مكان آخر ، وآخرين يربط ميثاق الوصل قلبي بقلوبهم وأنا لم أراهم أو أعلم عن أعمارهم ولا أشكالهم ولكن عرفت أفكارهم وعلمت كيف هي مشاعرهم بل وتذوقت أحرفهم وسبحت في خيالهم واندمجت في هاجسهم دون أن يرون محيّاي ودون أن يمكثوا دقيقة واحدة معيّ ، ولكن هي الأسطر والأحرف جعلت منّا قلوباً إلكترونية تلتقي بالصحب بمجرد الاتصال اللاسلكي .. وتفتقد الصحب بمجرد عطل فنّي يُردي بالشبكةِ على الأرض .
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM] سَلمان
آخر من قام بالتعديل د / ماسنجر; بتاريخ 22-02-2010 الساعة 09:47 PM. |
الإشارات المرجعية |
|
|