[المفيد]

مجهولون يحقنون طفلة بإبرة في قرية الواصلي بجازان واستنفار المواطنين للقبض على الجناة
الطفلة فاطمة مغلط
جازان: محسن الخرمي
ترجح لدى عدد كبير من أهالي جازان ما تناقلته المجالس عن وجود مجموعات مجهولة تتنقل للقيام بحقن الأطفال بإبر خاصة لديهم بصورة سرية، وذلك بعد أن تعرضت طفلة في قرية الواصلي في جازان إلى قصة تؤكد تلك الأقوال الشائعة بين الناس، وكانت الطفلة فاطمة محمد عبدالله مغلط التي تدرس في الصف الثاني الابتدائي بمدرسة الواصلي الابتدائية للبنات في طريقها للعودة إلى البيت بعد انتهاء يومها الدراسي يوم الأربعاء 9 ربيع الأول الجاري عندما تفاجأت بمجموعة يحقنونها بإبرة بعد أن قاموا بتغطية عينيها ومنعها من الصراخ بالقوة، وذلك حسب تأكيدها وتأكيد شقيقها أحمد الذي روى القصة لـ "الوطن" بمرارة قائلا: "جاءتني فاطمة إلى البيت وهي تبكي وقد بدا عليها أثر الخوف والفزع الشديد، لم أستطع أن أعرف ما بها بسبب بكائها المتواصل إلا أن آثار ورم شديد قد بدا على خدها، حينها عرفت أنها تعاني من ألم ما في الخد، وبعد أن تكلمت فاطمة روت لي قصتها التي أفزعتها قائلة إن سيارة وقفت عندها وخرج منها رجلان يلبسان زي الأطباء ولكنهما متلثمان، وكذلك امرأتان متحجبتان، وقام الجميع بتقاسم الأدوار فمنهم من غطى على عينيها وآخر مسك على فمها ومنهم من قام بحقنها في خدها بكل قوة بمادة حادة، ومن ثم انطلقوا مسرعين على سيارتهم" ويضيف أحمد: "حينها قمنا بسرعة لمتابعة السيارة إلا أن الوقت لم يكن في صالحنا، فقد لاذوا بالفرار، وحاولنا تهدئة الطفلة إلا أن الموقف كان أكبر من أي تهدئة، فقد استمر بكاؤها لساعات طويلة، أمام ذلك نقلناها إلى مستوصف القرية الذي لم تمكنه تجهيزاته من استقبال الحالة، وقمنا بإبلاغ مركز الشرطة في وادي جازان" ويواصل أحمد سرد القصة بقوله: "توجهنا بفاطمة إلى قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد المركزي في جازان إلا أننا لم نجد أي استجابة ولم يتم الكشف على الحالة، اضطررنا وقتها إلى الذهاب لمستوصف خاص، حيث قاموا بحقنها بإبرة ونصحوا بتحويلها إلى المستشفى المركزي، ومن ثم ذهبنا لمستشفى أبوعريش العام الذي قام بتحويل الحالة إلى العيادات الخارجية في مستشفى الملك فهد إلا أنهم أعطونا موعدا بعد أسبوع لمعاينة الحالة، وبعد مداولات واسعة امتدت إلى مدير الشؤون الصحية في جازان قام المستشفى بتقديم الموعد وأخذ التحاليل اللازمة إلا أن النتائج لم يظهروها لنا إلى الآن "وحول دور الشرطة في القضية أكد أحمد أن شرطة الوادي سجلت البلاغ وتابعت القضية إلا أنهم لم يطلعونا على ما استجد من تحريات.
"الوطن" حاولت أن تنقل الطفلة فاطمة إلى مشهد الأربعاء المؤلم في حياتها لمعرفة التفاصيل بعمق إلا أن الخوف والاضطراب لم يمكناها من ذلك وكأنما تمنت أن تزول ورقة ذلك اليوم من تقويم حياتها إلى الأبد.
من جهة أخرى أكد مواطنون أن قرى الوادي تشهد حاليا تكثيفا في دوريات الجوازات، وقد أكد مدير الجوازات في جازان العقيد معيض الجعيد أن مشكلة المجهولين مشكلة مزمنة في منطقة جازان وأن الجوازات تقوم بدورياتها المكثفة والاعتيادية في كل يوم، راجيا من المواطنين التعاون في سبيل القضاء على هذه الظاهرة. من جانبه أوضح المقدم عوض العمري مدير مركز شرطة وادي جازان لـ"الوطن" أنه تم تلقي بلاغ المواطن وأنه في انتظار ظهور نتائج التحاليل اللازمة للطفلة فاطمة، وقد تحفظ العمري عن أي معلومات تذكر حول الإجراءات المتخذة بهذا الصدد. بينما أكد مصدر بالشؤون الصحية في جازان أن الجميع في انتظار نتائج التحاليل.
وفي موضوع ذي صلة شهدت قرية العشوة في جازان تجمعا للمواطنين بسبب دخول مجهولين إلى أحد البيوت بغرض تطعيم الأطفال على حد تأكيد أهالي القرية، وأكد المواطن (ع . ع) لـ"الوطن" أن أهالي القرية قاموا بالانتشار في القرية للبحث عن هؤلاء المجهولين كما تم إبلاغ الشرطة، وقد قامت الشرطة بالحضور للقرية وداهمت مجهولين وضبطت ما بحوزتهم من أغراض ليتم كشف ما وراءهم.
يذكر أنه انتشر في عدد من مدن المملكة أخبار تفيد بوجود مجموعات متنقلة تقوم بحقن الأطفال بالإبر وقد نشرت الصحف ذلك، كما أنه انتشر ذلك في جازان بعد سماع عدد من القصص، إلا أن قصة الطفلة فاطمة تبدو قصة مختلفة فقد أكدت عدد من معلماتها في المدرسة أن فاطمة كانت تعاني من ورم في خدها لعدة أيام بعد حكايتها لقصتها مع أولئك المجهولين.
من جهته أكد رئيس المختبرات في مستشفى الملك فهد المركزي في جازان محمد العطاس أنه تم أخذ عينة من دم الطفلة، لإجراء الفحص الشامل وفحص الفيروسات، مؤكدا أن هناك حقنا خاصة يجب أن يأخذها المصاب فور إصابته لمكافحة العدوى، مشيرا إلى أن مثل هذه الحالات يجب أن تتابع على مدى أشهر ليتم التأكد فعليا من خلوها من أي مرض، وبخصوص تأخر ظهور النتائج أكد العطاس أن مثل هذه الفحوصات تحتاج لمثل هذه المدة لإظهار نتائجها
المصدر جريدة الوطن العدد ( 1315 )