[الارقم]

منذ ان كانت الصحوة الاسلامية قبل ربع قرن تقريبا وأخذت بالانتشار مبشرة برؤى وتصورات جديدة تنطلق من التصور الاسلامي للعديد من القضايا في شؤون الحياة المختلفة لم يكن خافيا على رموز هذه الصحوة والمبشرين بها اهمية الاعلام كأداة توجيه وارشاد وطرحه باعتباره بديلا لما يعتقد الكثير انه مخالف لأدبيات الشريعة والتصور الاسلامي .
البداية كانت في الشريط الاسلامي من خلال الخطبة والمحاضرة وقراءة القرآن ثم الاناشيد والاهازيج ولم يمض الوقت كثيرا حتى كان هناك العديد من المطبوعات والصحف والمجلات الاسلامية ايضا على تفاوتها في الطرح والاهتمام ثم يجيء اخيرا الاعلام المرئي من خلال عدد من المسرحيات والمهرجانات وافلام الرسوم المتحركة والاناشيد المصورة .

كل هذه الفترة والخطوات لم تكن لتأتي لولا بعض الخطوات الجريئة التي قام بها البعض ليقفز خطوة للامام بمسار الانتاج الاعلامي الاسلامي (خارجا به عن اطار التقليد والكلاسيكية) مما ادى في النهاية كما يبدو الىافتتاح اول قناة فضائية اسلامية من شباب هذه الصحوة ذاتها ( قناة المجد).

وبين كل هذه التطورات كانت الاشكالية الحاضرة دوما بين اصحاب الاتجاه التقليدي الذين يرفضون الكثير من عمليات التجديد والتحديث في الاعلام الاسلامي بحجة المحافظة على هوية العمل الاسلامي في اغفال شديد لطبيعة التغيرات الاعلامية والتقنية المعاصرة وشروط المزاحمة ان كان هناك بالفعل قناعة بـ(البديل الاسلامي)....
ثم هناك الاتجاه الاخر والذي يشكله الأقلية كطبيعة لاي فكرة نخبوية جديدة تهدف الى مواكبة العصر واستغلال معطيات التقنية الحديثة ... وبقدر تأخر هذا الاتجاه في طرح تحديثه وتجديده للاعلام الاسلامي بقدر مايؤخر هذا عمليا قدرة الانتاج الاسلامي على المنافسة ومواكبة العصر حيث ان قناعتنا بكون الاعلام الاسلامي يشكل بديلا مزاحما لكافة الاتجاهات الاعلامية الاخرى يفرض علينا تلقائيا تطوير وسائل هذا الاعلام وقدرته على الوصول لمختلف الشرائح الاجتماعية وتفوقه في الاتصال مع المتلقي مع المحافظة بطبيعة الحال على شرعية العمل وفق نظريات فقهية متعددة تغلب (جلب المصلحة ودفع اشد الضررين) .

وباعتقادي فان الخطوة التي قامت بها (مؤسسة ابداع) من خلال تنظيم المهرجانات الانشادية والمسرحية وتفعيل (الفكرة الاسلامية) من خلال النشيد والملحمة الشعرية والمسرح هي خطوة جريئة ورائعة بجميع المقاييس نفضت شيئا من غبار التقليدية والسكون الذي كان عليه مسار العمل الاسلامي في الانتاج الاعلامي وأعطت مفاهيم جديدة في منهجية الطرح والاتصال مع المتلقي ونجحت في كسب شرائح جديدة في المجتمع فضلا عن الاقبال الجماهيري مما يؤكد على تشوق المتابعين للعمل الاسلامي لهكذا انتاج .
ولن اجحف بحق الاخرين فهناك محاولات اخرى تبنتها بعض المؤسسات الاسلامية الا انها لم تأخذ مثل هذا البريق الاعلامي بسبب مشكلة التردد في الطرح وعدم حسم الامر في هذا الاتجاه ...

ومن وجهة نظري الخاصة فان هناك خطوات اخرى مازالت بانتظار الاخوة في (مؤسسة ابداع) وغيرهم ممن يتبنى هذا الاتجاه التجديدي في العمل الاعلامي تحفزهم على الاعتزاز بمثل هذه الخطوات وعدم الالتفات لمشاغبات الاخرين .

تحيات : السندباد

منقول من منتدى الإعلام الاسلامي