[الفدائي]

بسم الله الرحمن الرحيم

القرآن بين أيدينا نقرأه متى ما أردنا ولكن وللأسف نسرده سرداً وكأننا نقرأ قصة من تأليف أحد البشر فلا تدبر ولا تمعن وتمحيص ولا تدقيق فضلاً عن أن هناك أناس آخرون وللأسف الشديد والمبكي والله لا يعرفون يقرؤون آية بدون أغلاط بل الآية على قصرها تجد فيها ثلاثة أغلاط فادحة أو أكثر هذا دون اللحن والتشكيل والتجويد وغيرها .
لكن هناك سبب لذلك ألا وهو أننا ولله الحمد نشأنا وهو بين أيدينا ونقرأه ونحفظ منه ونحن أطفال ولكن لم نخبر عن إعجازه ، نعم كنا نسمع أنه معجز وقد أعجز قريش ولكن الذي أقصده أننا لم نعلم كيف هو معجز ولم ندرس بعض إعجازاته .
وأنا في هذا الموضوع بإذن الله سوف أتطرق إلا بعض مواضيع الإعجاز في القرآن لأنه معجز في كثير من المواضيع .
فهو معجز في الطب والبيان والبلاغة والتصوير والأعداد وفي السماء والأرض والكون وغير ذلك كثير .
وكل هذه الإعجازات دالة على أنه ليس من عند بشر بل هو من عند الله جل جلاله وتقدست أسماؤه .
وهناك قصة طريفة حصلت لأحد الأعراب اللذين لا يحفضون من القرآن شيءً وقد كان جالس عند الأصمعي وهو يتكلم فذكر آية من القرآن ألا وهي ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنْ اللَّهِ والله غفور رحيم ) فقام الأعرابي وقال كلام من هذا قال الأصمعي كلام الله هذه آية من القرآن الكريم فقال الأعرابي حاشا لله ليس هذا كلام الله فغضب الحضور منه لكفره بآية من آيات الله فقال لهم اءتوا بالقرآن فلما أتوا به وقرءوا وإذا بالفعل قد أخطأ الأصمعي في قراءة الآية فهي قوله تعالى ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالا مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) ) نرى أن هذه الآية تتكلم عن مذنبين وتتكلم عن قصاص وتتكلم عن شدة وقوة وغضب فكيف لله عز وجل أن ينهيها بالرحمة ويقول والله غفور رحيم لا بل يجب إنهاء الآية العزة والحكمة والله عزيز حكيم بهذا نرى الإعجاز ونرى كذلك أن القرآن غير متكلف فيه بل سلس بسيط النطق سهل الحفظ وأي واحد يعرف اللغة حق المعرفة فسوف يعرف إذا وقع بالغلط وهو يقرأ .
وهناك شيء آخر ألا وهو لماذا تأتي دائما والله غفور رحيم لماذا لا تأتي رحيم غفور هناك إعجاز آخر وهو أن الله لابد ليغفر للإنسان ذنبه ثم بعد ذلك يرحمه فيدخله الجنة لذلك لا يمكن أن يرحم ثم يغفر فسبحان من أنزل القرآن وأحكم آياته .
وهناك أمر آخر وهو قول الله تعالى موصياً الإنسان بوالديه ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) ) لقمان . وقوله تعالى ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ (15) ) الأحقاف . لماذا الآيتين توصي الإنسان بالوالدين ثم تتحول إلى الأم ثم ترجع إلى الوالدين هل هذا عبثاً أو صدفةً كلا والله إنه الله الحكيم الذي يضع كل شي في مكانه الصحيح بدون غلط وغيره السبب في ذلك والحكمة والله أعلم أن الإنسان يعلم فضل والديه ويرى فضلهما في كل يوم لكن هنا سؤال أريد له جواب من يتذكر يوم أن كان في بطن أمه وهي حاملة به تسعة أشهر أو وهي ترضعه ؟؟؟ يوم أن كان جسمها مثقلاً بك يوم أن حملتك وهْنا وتعباً أو يوم أخرجتك إلى هذه الدنيا بتعب شديد ، لا أحد منا يتذكر ذلك .

هذا وأرجو من الله أن ينفعني وإياكم بهذه الكلمات
وانتضروا المزيد من الإعجاز في القرآن إن شاء الله تعالى


تقبلوا تحياتي
أخوكم ومحبكم في الله الفدائي
أبو صالح