[صمت النار]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى قراءة الموضوع من أوله حتى آخره .... جمعته وكتبته لا لشيء .. وإنما لنـُحاسِب أنفسنا قبل أن نـُحاسَب .. ولكي نستفيد منه وأنا أولكم ..

يقول الله سبحانه وتعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُم بِالْغَيْبِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) ) سورة الملك


ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري


وقال عليه الصلاة والسلام : ( إن الحياء لا يأتي إلا بخير )


وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان )


وقال صلى الله عليه وسلم : ( إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء )


وإن الله سبحانه وتعالى يحب الحياء حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله حيي ستير ، يحب الحياء والستر )


والحياء يقود إلى الجنة حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( الحياء من الإيمان ، والإيمان في الجنة ، والبذاء من الجفاء والجفاء في النار )


وقد ضرب الرسول صلى الله عليه وسلم بأفعاله وأقواله المثل الأعلى في الحياء والدليل على ذلك قول الصحابي الجليل أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها، فإذ ا رأى شيئاً يكرهه عرفناه في وجهه ))


وروى ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل حضر مجلسه: ( إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والحياء)


وقد مرّ النبي صلى الله عليه وسلم برجل وهو يعظ أخاه في الحياء أي يلومه عليه فقال: ( دعه، فإن الحياء من الإيمان )



وقال بعض الحكماء: من كساه الحياء ثوبه لم يرَ الناس عيبه ..

وقال بعض البلغاء: حياة الوجه بحيائه كما أن حياة الغَرْس بمائه ..


وقد احسن البغدادي حين قال :

إذا قلَّ ماء الوجه قلَّ حياؤه **** ولا خير في وجه إذا قلَّ ماؤه

حياءَك فاحفظه عليك وإنما **** يدل على فعل الكريـم حياؤه


ويقول أحد الشعراء وقد أحسن القول :

إذا لم تخش عاقبة الليالـي **** ولم تستحْيِ فاصنع ما تشاء

فلا والله ما في العيش خير **** ولا الدنيا إذا ذهب الحـياء

يعيش المرء ما استحيا بخير ***** ويبقى العُود ما بقي اللـحاء


وقال أحد الحكماء : من عمل في السرّ عملاً يستحيي منه في العلانية، فليس لنفسه عنده قَدْر ...


ويقول أحد الشعراء :

وربَّ قبيحة ما حال بيـني **** وبين ركوبها إلا الحـياءُ

إذا رُزق الفتى وجهاً وَقاحاً **** تقلّب في الأمور كما يشاء



والآن وبعد كل ماتقدم هل ينطبق علينا نحن الكتاب ماسبق سواء في كتاباتنا أو في حياتنا ..

هل الحياء موجود بنا .. أم تخلينا عنه ..

بالتأكيد إن من لايستحي سيدعوه ترك الحياء أن يفعل مايشاء ويكتب مايشاء ...

إن الحياء لايأتي إلا بخير كما ذكر لنا هذا النبي صلى الله عليه وسلم ... والحياء خلق الإسلام ... والحياء يقود إلى الجنة ... والله سبحانه وتعالى يحب الحياء .. وكل هذا ذكره لنا الرسول صلى الله عليه وسلم ..


عندما نقرأ للبعض في أكثر المنتديات لنتعجب كل العجب مما يكتبون ... ونقول بين أنفسنا : الا يستحون ..
فمنهم من يجاهر بالمعصية ... ومنهم من يستهزء بالدين .. ومنهم من يسب العلماء ومنهم من يستهزء بهم .. ومنهم من يسب هذا وذاك .. ومنهم من يهوي نشر الفضائح .. ومنهم من يسعى لنشر الفساد .. ومنهم من يفعل المعصية ويعين على نشرها ... دع المعصية أو إفعلها بينك وبين نفسك لا أن تنشرها وتعين الغير عليها .. هناك الكثير .. وأنا وأنتم رأينا العجب العجاب من هؤلاء .. وخوفي أن نكون منهم ..

هذا بالنسبة للكتاب في المنتديات .. أما في حياتنا فحدث ولا حرج ... فإنه والله أرى الكثير وقد تخلا عن الحياء وأصبح كالبهيمة ... ولو أردت أن أكتب عن مانراه لإحتجت إلى صفحات لا صفحة واحدة ... وسأترككم أنتم تكتبون عنهم إن شئتم ...


إن مايهمني هو نحن الكُتاب وما نكتبه .. فيجب علينا أن نتمسك بالحياء وأن لانكتب إلا مايسرنا في الدنيا ويوم القيامة ... حيث يقول الشاعر :

وما من كاتب إلا سيفنى **** ويبقي الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفِّكَ غَيْرَ شيءٍ **** يسرُّك في القيامة أن تراه


ويقول الآخر:


كَتَبْتُ وَقَدْ أَيْقَنْتُ يَوْمَ كِتَابَتِي **** بِأَنَّ يَدِي تَفْنَى وَيبْقى كِتَابُهَا

فِإِنْ عَمِلَتْ خَيْرًا سَتُجْزَى بِمِثْلِهِ **** وَإِنْ عَمِلَتْ شَرًّا عَلَيَّ حِسَابُهَا



وفي الأخير ... اسأل الله أن يجعلنا من أهل الحياء ...

ورحم الله والديكم
.
.
.