|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
17-05-2004, 04:05 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Apr 2002
البلد: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,405
|
== وترجل المجاهد البطل (( ماجد )) تقبله الله في الشهداء ==
لمْ يزلْ وجهُه الشاحبُ ، وعُيونهُ المغرورقةِ بدمعاتٍ منْ أجل ِأمتهِ تدور بِخَلدي مُنذُ أنْ وصَلني خبرُ وفاةِ الأخِ " ماجد الهقص " رحمه الله رحمة واسعة ...
ماجدَ .. مفخرةٌ للأمةِ في زمن القاعدين ... للهِ ابوهُ منْ ولدٍ صلبِ النفسِ ،وجلْدِ المعَاني ، وصَادقِ العزيمةِ .. ارتحلَ منَ الدنيا .. ويَمّمَ نَحوَ الآخرةِ .. ارتحلَ مِنْ حائلَ .. إلى العِرَاقِ .. يَسيرُ وخَلفَ ظَهرهِ وَحِيدَتُهُ " نورة " تلكَ البُنيةِ التي لم تبلغَ الشَهرَ السابعَ .. يسيرُ وقد بَاع نَفَسه للهِ – نَحْسَبُه واللهُ حَسيبهُ – وهو يَسمعُ صرخاتِ ابنتهِ في أذُنَيهِ ، فيتعامَى عنْها ، وهيَ لَهْفُ قَلْبِهِ ولْوعَةُ فؤادهِ .. يَسيرُ ، فيأتيه الطارقُ ليقول له يا ماجد : أمكَ .. بُنيتكَ .. شَبَابُكَ .. حَياتُكَ .. متعُتكَ وزَهرةَ ُعُمركْ ... لمَ الرَحِيلُ يَا " ماجدُ " وفي الأمَلِ فُسْحةٌ .. لمَ العراقُ ، وفي سُهولِ حَائلَ مغْنَى ؟؟ لمَ القتالُ .. وفي مُتْعَةِ الحياةِ أمَلاً وحُلُمَاً جَميلاً ..؟ يسيرُ .. فاذا صَوتُ أُمّهِ يَنْتَحِبُ خَلفَهُ ويقول : يا لَوْعَةَ قَلْبيَ .. ويَا حَشَاشَةَ نَفْسيَ يا بُنَيَ . مَالي أراكَ ذَهَبتَ وتَركْتَني .. يأتيه صوتُ الأُمِ الرءومِ بِحَشْرَجَاتِهِ ليَنْسَلَّ إلى النفسِ كسَهمٍ يَمَانيِّ يحّرقُ الحَشَاشَةََ ، وهو الابنُ البَارُ بِهَا ، الحَاني عَليها ، والذي لا يَسرّهُ أنْ تُشَاكَ بِشَوكَةِ ، أو يَأتيهَا ما يُنَكِدُ عَليها لحْظَةً ... يا بُنَيَ يَا مَاجِدَ : أنتَ لمْ تَزلْ عَريسَاً .. زوجَتُكَ لمْ تُكْمِلُ مَعَكَ عَامَهَا الثَانيَ ..! بُنَيَتُكَ ..لِمَ تُيَتِمُهَا ؟؟ ليسَ لها بَعْدَ اللهِ ألا أنتَ ... آهٍ ، فوَاللهِ إنيَ حينَ أتَصورُ هذهِ النِدَاءاتِ - التي يَغْلُبُ على ظني أنَها قد دَارتْ في خَلَدهِ مَرَاتٍ وَمَراتٍ ...- لأجْزُمُ أنَهُ " ماجدٌ " مِنْ أمَاجِدِ الأمّةِ الأبْرَارْ .. حَيَاتُهُ ؟؟ ومَاهِيَ حَيَاتُهُ عِنْدَ حَيَاةٍ سَرْمَديّةٍ أبَديةٍ في مَقْعَدِ صِدْق ٍعِندَ مَليكٍ مُقْتَدرٍ .. زَوجَتُهُ ؟؟ ماهيَ زَوجَتُهُ عِندَ سَبْعينَ مِنَ الحُورِ العِينِ ، الوَاحدةُ مِنْهُنَ لو اطلعتْ عَلى أهلِ الأرْضِ لمَلأتْ مَا بَينَ السَمَاءِ والأرْضِ طِيبَاً .. ولنَصيفُهَا عَلى رأسِها خَيْرٌ مِنَ الدنْيَا ومَا عَليها ... بُنًيَتُهُ ! .. مَاذا أقولُ عَنْ بُنَيَتِهِ .. إني لأُدْرِكُ مَعْنَى اليُتْم .. فَليَ إخوةٌ صِغَارٌ قَد تَرَكهم أبي أيتاما أذا رأِيتُهُم كادَ قَلبيَ ينْفَطرُ ..لأنَ الابَ لا يُعَوّضُ .. وَضَمتُهُ الحانِيَة ُ تَعْدِلُ الدنْيا وَمَا عَليهَا ... ولكنْ ... ألَيسَ" لمَاجِدَ" سَلفٌ ؟؟ اولئكَ العُظَمَاءُ الأبْطَالُ مِنْ أجْيَالِ الأُمّةِ عَلَى مَدَارِ التَاريخِ .. مِنْ زَمَنِ الصََحَابَةِ الكِرَامِ إلى يِومِنَا هَذا ..ألمْ يُضَحْوا بأنْفِسِهِمْ في سَبِيلِ الحَق والأيمانِ؟ ألمْ يُيَتَمْ أطْفَالُهمْ مِنْ بَعْدِهِم .. كَيفَ هُوَ حَالُ الأمةِ لو كلُ أبنَائِها اقْعَدَتْهُم أهلوهُمْ وأبنَاؤهم عن التَضْحِيةِ .. هل يبقى فيها أحدٌ يَرفَعُ رَايتَها .. وينْصرُ قَضيَتَها ، ويُضَحيَ بالغالي والنَفيسِ في سبَيلِ أن تَكونَ كَلمةُ اللهِ هِيَ العُليا ..ويَنْصُُُُر ضَعيفَها ، وينَتَصِرُ لمَظلومِهَا ؟؟ لقَدْ تَقَرَرتْ هَذه ِالمَعَانِيَ العَظيمَةَ في قَلبِ " مَاجِدَ " فَقال بِصَوتٍ مُنْكَسِرٍ : ( وَعَجِلتُ ألْيكَ رَبِ لتَرْضَى ) ،وهُوَ مُقبِلٌ غَيَر مُدْبرٍ ، وقَْد وَضَعَ رُوَحَه عَلى كَفِهِ مُتَجِهَاً نَحوَ العِزَةِ الخَالِدَة ِ، وَالفَخْرَ العَظيمِ الذي لا يَعْدِلُهُ فَخْرٌ .... لقدْ رَأيْتُ " مَاجِدَ " قَبلَ عَام ٍ... رَأيْتُهُ فَقُلتُ في نَفْسي إنَ هذا الوجْهَ لوَجهَ مُوَدِعٍ .. إنَّ هَمْهَمَاتٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ ، وتَنَهُدَاتٍ تَخْرُجُ مِنْ فُؤَادِهِ تَدُلُ عَلى أنّهُ عَلى وَشَكِ ارْتِحَالٍ مِنْ هَذهِ الدُنيا ، وهُوَ وَاقفٌ مَعي يَتَحَدثُ عَنْ جِرَاحَاتِ الأمّةِ الكبِيرةِ .. والتي أصْبَحتْ هَمّهُ الكبيرُ الذي لا يَعْدِلُهُ هَمٌ .. أنْظُرُ إليهِ ، فَأذا الصَفَاءُ يَنْبَعِثُ مِنْ نَظَرَاتِهِ وَكَلمَاتِهِ ..وَالصِدْقُ يَسْري إلى الفُؤَادِ وَيَتسللُ إليهِ بِلا رَقيبٍ ولا حَسيبٍ ...وحَديثُ رُوحهِ يَفْهَمُه ُالقَلبُ ، لأنّهُ أتَاه ُ مِنَ القَلبِ : حَدِيثُ الروحِ للأرْوَاحِ يَسْري ** فَتُدْرِكُهُ القُلُوبُ بِلا عَنَاءِ لقدِ اخْتَارَ " مَاجِدُ " الطَريقَ ، رَغْمَ مُحَاوَلةَ الكثيرون ثَنْيَهُ عَنْهُ . أليْسَتْ نَفْسَهُ التَي خَلقَها اللهُ لَهُ .. لقد بَاعَهَا لله ، واللهُ اشْتَرَى .. رُبَمَا يَقولُ البَعضُ .. ومَاذا لو عَاشَ الفَتَى سُنَيّاتٍ أسْعَدَ أُمَهُ وَرَبّى ا بْنَتَهُ ؟؟ فأقولُ ... لقدْ قَالَ " مَاجدُ " ما قاله عَليُّ بنُ أبي طَالبٍ رَضْيَ اللهُ عَنهُ : أَيُ يَومَيَّ مِنَ الموتِ أَفرْ ** يَومَ لا قـــُدّرَ أمْ يَـــــومَ قُدِرْ يَوْمَ لا قُدّرَ لا أرْهَـــــبَهُ ** ومِنَ المَقْدُورِ لا يِنْجُ الــحَذِرْ فَيَا أمَّ " مَاجِدَ " صَبْراً جَميلاً ، فإنَ الدُنيِا أمَدُهَا قَصيرٌ ... ألمْ تَعْلَمي يَا أمَ " مَاجِدَ " أنّ الشهيدَ يَشْفَعُ لسَبعينَ مِنْ أقَارِبِهِ ؟؟ وأنهُ لا يَشعُرُ بألمِ الموتِ إلا كَمَا يَشْعُرُ الإنْسَانُ بالقَرْصَةِ ؟! حُقّ لَك أنْ تَرْفَعي رأسَكِ عَالياً ، فَإنّ ابنَكِ لمْ يَذْهَبْ ضَحِيةَ ( تَفْحيطٍ ) مَعَ شَبابٍ لاهثينَ وراءَ المُتعةِ الزائفةِ ... ولمْ يَمُتْ بَعدَ أنْ ضَرَبَ في وَريدهِ إبْرَةً أزْهَقتْ رُوْحَهُ بَعدَ إدْمَانِ مُخَدِرٍ ، وَلمْ يِمُتْ عَلى خَشَبَةِ مَسْرَحٍ ... وَلمْ يَمُتْ عَلى فِرَاشِهِ كمَا يَمُوتُ البَعيرُ ..ولكنهُ مَاتَ مُقبلاٍ غَيرَ مُدْبِرٍ في مَعْرَكةٍ صَافيةٍ بَينَ الكفرِ والإسْلام ِ..مَاتَ وقدْ أخَذَ في طَريقهِ مَجْمُوعَةٌ مِنْ عُلُوجُ الرُومِ الغَازيةِ الذينَ اسْتَذلوا المُسْلمينَ وقَتَلوهمْ وقَهَروهمْ فَعَزَمَ عَلى نُصْرَةِ إخْوَانهِ الذينَ حَرّقَ مُصَابَهم قلبَهُ ، فَهَبَ هَبّةَ أسَدٍ هَصُورٍ ليَنْصَرَهم ْ... نَصَره اللهُ وَعَوّضَهُ خَيراً في الفِرْدَوسِ الأعْلى ... حُقَ لكِ .. وأهلَ حَائلَ إن تَفْخَروا بِماجِدَ ، فَبِمثلهِ فَليَفْخَرِ المُفتَخِرون .. إن الشَبابَ تَتَخَطَفُهُمُ المَنايَا في حَوادثَ الدَهْرِ الكثيرةِ .. ولكنَّ مِيتَهَ ( مَاجِدَ) مِيتَةَ خَاصَةً ، سَيُسَطِرُها التَاريخُ في أسْفَارِ العِزِ الخَالدةِ ..وسَيذكرهُ مَعَ الأبْطَالِ الكِبَارِ ..وسَتلهِجُ الألسُنُ داعيةً له أنْ يَكُتَبَه اللهُ في عِدادِ الشُهَداءِ الأبْرَارِ ..وأنْ يُعَوضَكِ خَيراً .. ويُلهِمَكَ الصَبْرَ والسلوانَ ، وأن يَجمعَكِ بِهِ في جَنَاتٍ وَنَهرٍ ، في مِقْعًدِ صِدقٍ عندَ مَليكٍ مُقْتَدرٍ ... اللهم آمين .. اللهم آمين !
__________________
[/c] |
الإشارات المرجعية |
|
|