[صمام الأمان]

بسم الله الرحمن الرحيم ..

الحمد لله الذي خلق العباد لغاية ، وقضت حكمته البالغة أن لكل بداية نهاية ، وصلاة ربي وسلامه على خير نبي وأشرف هادٍ ، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .. وبعد ..

غالبا ما تكون نظرة المحبة والشفقة سابق إلى قلب المؤمن الغيور تجاه أي تصرف أو فعل أو رَدته من تيار معاكس أو متقاطع أو حتى مضاد ، ولطالما تقود تلك النظرة بطبيعة الحال إلى نظرات وقرارات تأتي تبعا ، تماما بما يقتضيه العقل الصالح والحكمة المتزنة ، وهكذا تسير الحياة ، تاركة بين طياتها أناسا كانوا في عداد الموتى وإن كانوا مدرجين في قائمة التعداد الأخير الذي قامت به وزارة الشؤون البلدية والقروية ، هذا بوجهة نظري المتواضعة ..!

وإذا ما كان موضوع كهذا قد وقع عليه الاختيار وإن كان لا يستهدف إلا فئة قليلة من المجتمع ربما يسهل عدّها بأصابع الأطراف ؛ قد يثير جدلا أو استغرابا ! ؛ إلا أنه بالفعل وبشفتي التاريخ ؛ يملك التغيير في كثير من الآراء والتوجهات والقناعات بزاوية قد لا تستسيغها المقالات والكتب والموسوعات برمتها !

الكاريكاتير

هو فن ساخر من فنون الرسم ، وهو صورة تبالغ في إظهار تحريف الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما ، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي والسياسي ، فن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً . ( ويكيبيديا )

لمحة تاريخية عن الكاريكاتير

ظهرت أول رسوم كاريكاتيرية مهمة في أوروبا خلال القرن السادس عشر الميلادي. وكان معظمها يهاجم إما البروتستانتيين وإما الرومان الكاثوليك خلال الثورة الدينية التي عرفت بحركة الإصلاح الديني. وأنجبت بريطانيا عددا من رسامي الكاريكاتير البارزين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. وقد اشتهر وليام هوجارث برسوماته الكاريكاتيرية التي انتقدت مختلف طبقات المجتمع الإنجليزي. وأبدع جورج كروك شانك، وجيمس جيلاري، وتوماس رولاندسون المئات من الرسوم الكاريكاتيرية اللاذعة حول السياسة والحكومة في إنجلترا . ( ويكيبيديا )

وفعلا ، أكاد أجزم أن رسام الكاريكاتير بقدوره التام أن يصنع فكرة ويؤيد توجها ويوجه رأيا ويختلق جدلا ويصطنع مشكلة بأقل جهد وكلفة ، بالوقت ذاته الذي لا يقرأ فيه كثير من القراء مقالة برمها أو زاوية بأبعادها بنفس الوهج الذي تسرق فيه أنظارَهم صورة ٌ كاريكاتيرية !

وإن كان هذا هو الحال فعلا ، فالمجتمع يتعامل مع رسام الكاريكاتير معاملة صاحب المذهب والتوجه والرأي ، وهذا هو الأصل إذ نحن لا نستقبل أفكارا من لا شيء ، ولكن الغريب هو كثافة الفئة المستهدفة والتيقن بوصول الفكرة إليهم على مختلف طبقاتهم ، وهنا تكمن النقطة !

رسام الكاريكاتير ، شخص عاقل ، وموظف مواظب بالوقت نفسه ، ولا يجد الواحد منا إرهاقا في نفسه في استنتاج ذلك إذا ما أبصر جميع صحف العالم فيها في كل عدد صورتين كاريكاريتين على أقل القليل ، فالجانب المادي له دور في استقطابهم ..

نكون قد جانبنا العدل إن وصفناهم جميعا بالانحراف الفكري أو الليبرالية بصريح العبارة ! ، ولكن الصواب أن كثير منهم لبينة من لبنات المجتمع يوصل صوته إلى كثير من مناصب الدولة سياسية كانت أم اجتماعية ..

وهنا نأت إلى مربط الفرس ، وإلى شرذمة من رسامي الكاريكاتيرات الذين لا يمثلون سوى قليل كثير هنا ، فنبصرهم يلمزون الرموز الدينية تارة ، وأخرى يخبطون ويخلطون ، وإذا كانت الموجة على الهيئة فـ ( مع الخير يا شقرا ! ) وإن كانت على الحجاب فـ ( الفضاوة تدّهر ) ، وإن كانت على زواج الصغيرات فـ ( عز الطلب ! ) ! وعلى هذا فقس !

والتلميح هنا خاصة حتما يغني عن صاحبه ، لكن من الصعب أن نصنف هؤلاء إلى هنا وأؤلئك إلى هناك ، فكثير منا يثق تمام الثقة أن فيهم من يصدق عليه ( دابة سليمه ! ) أو ( لا له ولا عليه ! ) أو ربما ( ما يدري وين الله حاطه ! ) كل ذلك وبعضه يفيد القارئ إن شاء الله ، ولعل نسخة قد ضلت طريقها لتسقط بين يدي واحد من إخواننا رسامي الكاريكاتير ..!

أخيرا ، يعلم الله أن القصد من كل ذلك مداعبة بعض الأرواح ، وترسيخ مفهوم أن رسام الكاريكاتير لبنة ومنهج وتوجه وقناعة وتيار ! ، وابحثوا أنتم أحبتي عن وصف كل واحدة منها ..

دمتم بحفظ الله ورعايته ، فما كان من صواب فمن ربي وحده ، وما كان من خطأ فمن نفسي المقصرة والشيطان ، والله ورسوله منه براء ، نقدي وسام على صدري بطريقه !

محبكم ..