|
|
|
14-03-2010, 12:40 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Sep 2003
البلد: بين دفات الكتب !
المشاركات: 11,880
|
ثقب باب منزلي [ جائع ] !
.
بعد أن عدت قافلاً من طلعة خفافية ، كنت مُحملاً بالكثير من الأغراض ، أولجت المفتاح في ثقب الباب ، أدرتُ المفتاح بقوّة ، سقطت يدي، تأملتُ المفتاح ، وإذا بمعظمه قد التهمه ثقب الباب ، أنا في منتصف الليل ، لا يوجد من يستطيع مساعدتي في هذه الساعة ، عدة الإصلاح الخاصة بوالدي أخذتها منه قبل أيّام ، من أين آتي بعدة أخرى ؟ اتصلتُ بأحد أصحابي الذين كانوا معي قبل ساعة ، لقد كان على مشارف النوم ، طلبت المساعدة ، أتى بالعدة وركب معي ، حاولنا كثيرًا إصلاح المشكلة ، لم نستطع ، طلبتُ منه العودة للنوم ، لديه دوامٌ في الغد ، وليس مثلي ، ليس لدي سوى النوم والتجطل أمام الشاشات ، اتصلت ببنقالي المسجد ، كان صوته خافتاً هادئاً كما لو كان قد استيقظ للتو ، هل أنت نائم ؟ بالطبع ! حسناً أنا آسف لإزعاجك يا سيدي ، باي باي ! بعد محاولات عديدة واجتهادات من سماحتي ، لم أتمكن من فعل أي شيء ، مالي إلا هالبنقالي في تالي الليل بعد الله ، اتصلتُ بهِ ، ردَ بنفس نبراته السابقة ، سألته عما إذا كان بإمكانه مساعدتي في هذه الساعة المتأخرة ؟ أجاب بالطبع ! ما أجملك من بنقالي متفاني في خدمة مؤذنك ، أعطيته العدة ، أخذ يعمل بجد واجتهاد ، كان صبوراً ، حاولَ بشتى السبل ، لم يستطع ، ساعدته ، تكللت مساعدتي وعمله بالفشل ، ركبت السيارة وأشغلت المذياع ، بينما البنقالي مستمر في العمل ، بدأت آثار الخيبة تبدو على محياه ، شعر بأن محاولاته مهما بلغت ستحظى بالفشل ، التفت بانكسار وقال : ليس هناك حل سوى الكسر ! حسنًا ، ولكن يا سيدي ليس بإمكاننا الرنع في هذا الليل البهيم الأليلِ ، بينما الناس في غطيط عميق ، لم تمر سيارة منذ شرعنا بالعمل ، ماهذا الصمت المخيف ، بالرغم من أن منزلي في حارة تكتظ بقطيع من البشر ، غير أن أحداً لم يمر من هنا ، ما أسهل وظيفتكم أيّها اللصوص ، شكرتُ البنقالي ، ودفعتُ له براتب غسيل سيارتي الشهري ، سألني عما إذا كان في البيت أحد يستطيع فتح الباب من الداخل؟ ، أجبته : البيتُ فارغ يا صاحبي إلا من الجن ، ألا يتكرم أحدهم بفتح الباب بدلاً من العبث في غسالة الحمام كالعادة؟ دقيقة من وقت أحدكم أيها الجن ، بل ثانية من وقتكم يا أصحاب القدرات الخارقة ! ما هذا الحرص العظيم على اللهو ، أليسَ منكم رجلٌ رشيد ؟ ودعت البنقالي ودموع الحسرة على فراقه تنزل من على عينيّ ، والله من الصدز ، أخذت أجول بسيارتي بين شوارع الحارة ، أتفقد البيوت والسيارات ، هل من لصٍ فأقبضُ عليهِ ؟ هل من هاربٍ فأبطحهُ أرضًا ؟ انقدحت في بالي فكرة ، لا شك أن موظفي الدفاع المدني فارغون هذه الساعة ، 992 اتصلتُ بالرقم ، لم يرد أحد ، تذمرتُ وغضبت ، كيف لرقم حكومي مهم لا يردُ على اتصالٍ في هذا الوقت الخطير ، كررت الاتصال ، رد أحدهم نعم ؟ شرحتُ له الحالة ، قال : أتدري بمن أنت متصل ؟ قلت ألستم الدفاع المدني ؟ قال بجفاسة : لا ، سألته : كم رقم الدفاع المدني ؟ قال : لا أدري ، قلتُ : ورقم من هذا الذي اتصلتُ أنا بهِ ؟ طوط طوط طوط ، أغلق الاتصال في وجهي ! حسناً يبدو أن الدوام في هذا الوقت المتأخر أمرٌ يدعو إلى العصبية والتشنج ، لا بأس يا عزيزي ، استمريتُ في التسكع ، توقفت عند ميد وجلبتُ فيشارًا مفلفلاً حارًا بالإضافة إلى زجاجة بيبسي باردة ، وذهبت إلى بيت والدي ، لأفتح صفحة وأدوّن هذه الحروف ، لأبعثها عبر الأثير، ولا أزال حتى ساعتي هذه محرومٌ من العودة إلى منزلي ! بينما البنقالي وبقية البشر في نوم عميق ،، السبت 27/3/1431هـ قبيل أذان الفجر !
__________________
[POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM]
آخر من قام بالتعديل عبدالرحمن الشايع; بتاريخ 16-03-2010 الساعة 01:59 PM. السبب: حتى يظهر الختم مع الكلام |
الإشارات المرجعية |
|
|