[مُعارض]

بمناسبة إقتراح التجميد لـ12 سنة الذي قدمه وزير الخدمة المدنية ( لكسر تجميد موظفي الدولة على السلم العام - حسب زعمه - )




فقد قررت ان اصبح سارقاً وحرامياً يقف لي الكبير قبل الصغير احتراماً .. قررت ان استقطع شئيا من ماتصل اليه يدي .. فهنأ يحترم الحرامي .. وهنا يعيش الحرامي بكرامة

اعذرني فقد قررت ان لا اسعى للمنصب بشرف وامانة بل اجعل المنصب يسعى لي ويطلب ودي ورضاي لانني ... حرامي

ساقتطع بالمناصفة اي كعكة تدخل الى مكتبي كما يفعل حرامية وطني الشرفاء

ماذا استفدت من الامانة التي تشدق بها ابي امامي وبدوري نقلتها لابنائي سوى الفقر والعوز وراتب ضئيل لايكفي نصف شهر ومصاريف تكسر الظهر وارتفاع بالاسعار وكل هذا لتمتلي ارصدة حرامية بلدي الشرفاء

لماذا لا اكون مثلهم وانعم بما ينعمون ولا انتظر راتب الوظيفة فهناك من سوف يتكفل بكل صغيرة وكبيرة بمجرد شخطة قلم

ساجعل التجار يسعون خلفي كملك متوج من ثلة حرامية وسوف اتمنى فقط الشي وسأجده امامي ففي بلدي كل شي ممكن حتى لبن العصفور

ساتحرر من قيود الامانة واخرج للفضاء وسالعب بالنقود وستمتلي ارصدتي بالملايين واقضي اجازتي بين النمسا وسويسرا بدل ان اقضيها في بر الصمان .. ساجعل ابنائي يفطرون في تايلاند ويتغدون في باريس ويتعشون في جدة

ساركب سيارة فخمة وساشتري لكل واحد من ابنائي سيارة وسأبني لكل منهم فيلا وعمارة يبيعون شققها تمليك بدون رقيب وبأسعار عالية لتأويهم من غدر الزمان ..

لن اجعلهم يعيشون كما عاش ابيهم فقيرا معدما بسبب امانته .. لن اجعلهم يقطنون مساكنهم بالايجار

سأجعل لهم مخططات تهدى اليهم ليتم تسويقها بالمليارات ولا يهمني ان كان هذا المخطط في مجرى سيل او مجرى دراجة نارية المهم هو ماستجلبة هذه الاراضي من مال

سأجعل من ابنائي شرفاء وسأرسلهم للخارج ليتعلموا وقبل ان يتخرجوا من جامعاتهم سأفصل لهم وظائف بمستواهم

لن اجعل منهم اناس يطلق عليهم عاطلون عن العمل

لن اجعلهم يقفون بملفاتهم الخضراء يبحثون عن وظائف تحت اشعة الشمس لكون اشعة شمس بلدي حارقة

ساسرق حتى اجعل ارصدتي البنكية تصاب بالتخمة .. ساسرق حتى اجعل من شخصي شخص محترم

ساسرق حتى تصبح البنوك في بلدي تسعى لاقراضي بدون فائدة تقصم ظهري

لن ارحم ورقة ترمى على مكتبي بدون ان استقطع منها شئيا

ولن ارحم ابناء بلدي ممن يدعون الامانة وساجعلهم يدفعون ضريبة سرقاتي رغم انفهم

ساسرق اراضيهم وساسرق رواتبهم وساسرق البسمة من شفايفهم وبعد كل هذا سابتسم ابتسامة المنتصر واحنوا عليهم بفتات خبز بارد ليتقاسموه

سانزع الرحمة من قلبي واستبدلها بالشدة وغلاضة القلب وموت الضمير فهذه الضماير ليس لها مكان في وقتنا الحالي وفي وطننا هذا

عذرا ياولي الامر فقد قررت ان اصعد السلالم وان اختلط بعليه القوم وليس لي طريق لذلك الا ان اكون حرامي وربما في يوما من الايام ساصبح وزيراً لتكبر معي سرقاتي وكلما كبرت سرقاتي زاد شرفي وكرامتي وتمتعت بمزايا الوطن وبمزايا كبار السراق




شكراً معالي وزير التجميد ( على إرغامنا على خيانة ديننا ووطننا )