بريدة






عـودة للخلف بريدة ستي » بريدة ستي » ســاحـة مــفــتــوحـــة » تصفية الحسابات مع الشيخ يوسف الأحمد

ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول

 
 
أدوات الموضوع طريقة العرض
قديم(ـة) 24-03-2010, 10:13 PM   #1
البعد الرابع
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 306
تصفية الحسابات مع الشيخ يوسف الأحمد

تصفية الحسابات مع الشيخ يوسف الأحمد
الثلاثاء 23, مارس 2010

الشيخ سليمان بن أحمد الدويش

الحمدلله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد :

فلا أعتقد أن مسلما عاقلاً , يرى جهود الشيخ يوسف الأحمد الدعوية , وأعماله الاحتسابية , ورغبته في الخير ونشره , ووقوفه في وجه الباطل وأهله , سيتبادر إلى ذهنه أن هذا الشيخ الفاضل سيطالب بمنع شعيرة , أو تعطيل عبادة .

أنا أحد من استمع إلى التسجيل الذي تحدث فيه الشيخ عن إعادة بناء الحرم وتوسعته , وبما أن الحديث كان عن الاختلاط , فقد ذكر الشيخ مقترحه هذا , الذي سيساهم فيما سيساهم فيه , في منع الاختلاط إلى حدٍّ كبير , وليس أن المقصود في التوسعة منع الاختلاط وحده .

والشيخ فيما أعلم عنده بحث محكَّم , وله دراسة حول قضية التوسعة للحرم , مطافه , ومسعاه , ومواطن الصلاة فيه , وساحاته , وهو يرى تعدد الأدوار , لتستوعب أعدادا أكبر , وزواراً أكثر , وذلك لأن الحرم الآن يضيق بالناس , وهو محتاج إلى التوسعة , وهذا مما لاخلاف في صحته واقعاً , بل إن ضيق الحرم , خاصة في أوقات الذروة , يشكل هاجساً أمنياً مزعجاً , ويحتاج إلى علاج وتدخل , كما احتاجت الجمرات إلى علاج وتدخل , فكانت المشاريع , التي قضت على كثير من المخاوف ولله الحمد .

أما محاولة تأجيج الموضوع وتهويله , والمبالغة في تناوله , واتهام الشيخ بمالايليق , وتصفية الحسابات بدعوى الغيرة على الدين , وصيانة المقدسات , أو الانتصار للدين من الغلو والتشدد , فهذا لو جاء ممن له سابقة فضل ونصح , وممن عرفت منه الحمية والغيرة , لصدَّقناه وأحسنا الظن فيه , وقلنا لعله فهم خطأ , أو لعل الشيخ لم يوفق في إيصال وجهة نظره .

أما حين يكون الاعتراض من جاهل , أو منافق عليم اللسان , أو من مريد للشهرة , باحث عن المخالفة , أو ممن يريد أن يرتقي ولو بالنيل من الأخيار , أو ممن يريد أن ينتصر لرأيه الباطل , الذي دفعه إليه الهوى , وحب المنصب , ومصانعة الرؤساء , فلم يجد إلا أن يتهم مخالفيه بالجهل وعدم التعلم , أو ممن لايثبت على رأي , وإنما رأيه المصلحة الخاصة , وسعيه للدنيا وحطامها , فهو يدور معها حيث دارت , ممن تصدر بجهل , وتعاظم بزور , وظنَّ نفسه شيئا مذكورا , فنفخ إعلام الزور بزَوره , وأبرزه وسعى في ظهوره , فظن نفسه وحيد عصره , وفريد دهره , وهو أجهل من حمار أهله , وإن أجلب الشيطان معه بخيله ورجله , أو ممن هو كالذباب لايراعي إلا مواضع العلل , ولايفرح إلا بما يظن فيه الخلل , فيطير بما يسمعه , فيكون أفرح به من الكهان بما يأتيهم من مسترقة السمع , قبل أن تصيبها الشهب الثاقبة .

حين يأتي الاعتراض من الجهلة والمغرضين , وأصحاب الأهواء , وأشباه المتعلمين من المتعالمين , فهذا لاقيمة له في واقع الحال , ولاحظَّ له من صحيح النظر والاعتبار .

إن من تأمل واقع الحرمين الشريفين , وماهما عليه اليوم , لايمكن أن يقول : إن الحرمين هما هما منذ بنيانهما , بل العقل السليم , والتفكير الصحيح , يدل على أن بنيانهما غير البنيان الذي تأسسا عليه , وهذا مما دونته الكتب , وجعلته من مفاخر ومناقب من قام به , ولم نقرأ أن أحداً عاب أحداً لتجديده بناء الحرمين , وعنايته بهما .

بل لم نقرأ في عناوين الصحف , ولافي مقالات المغرضين والمتعالمين , أن خادم الحرمين الشريفين هدم جزءا من الحرم المكي , حين أمر بتوسعة المسعى , ومعلوم أن المسعى كان داخل الحرم , وتم هدمه بالكامل , بل رأينا الإشادة والثناء , ولازال الإعلام والمتحدثون يشيدون بهذا في كل محفل , وفي أي مناسبة , ولعل آخرها ماكان في افتتاح الملك لدورة مجلس الشورى .

لا أدري ما مصلحة الإعلام , أو بعض مدَّعي الثقافة , من استخفاف وازدراء واحتقار الناس , ومحاولة التأجيج والتهييج , وتحوير الكلام على غير مراده , ومعلوم أن مراد الشيخ يوسف حفظه الله وأيده , توسعة الحرم , ولو بإعادة البناء , لأدوار متعددة , ولم يكن , بل ولايمكن أن يُتصور , أن قصده هدم الحرم لتعطيل الصلاة فيه , أوالطواف حول الكعبة , بل هو أغير على الكعبة والحرم , وأكثر برَّا بهما , وحبَّاً لهما , ومرورا عليهما , من تسعين بالمائة ممن انتقده , أو شنَّع عليه , كيف لا , وكثير ممن انتقد الشيخ وشنَّع عليه , هو من أكثر من يصرف الناس عن القبلة , ويدعوهم إلى أن يجعلوا قبلتهم أمريكا وقيمها الزائفة .

كم كنت أتمنى أن تكون هذه الحملة القذرة على الشيخ , ضد ذلك العفن الذي طالب بتدمير الكعبة , لابإعادة بناء الحرم للتوسعة على الناس , وحل كثير من المشكلات .

نعم ذلك العفن الأمريكي ريتش لوري , الذي خرس إعلام الزور , أن يتصدى لمطلبه القذر , ولزم الصمت تجاه تطرفه , بل طالعتنا صحيفة الوطن , التي شنع كثير من السفهاء فيها على الشيخ يوسف , وفي يوم الإثنين أول يوم من أيام رمضان المبارك , من عام 1429 هـ , بنشر مقالة له تحت عنوان " أوباما يزداد قوة " .

فأين تلك الغيرة يا أيها الكذبة المزورون ؟ , ولماذا خنستم عن النكير , وتصاغرت قاماتكم تحت حذاء هذا العلج الخنزير ؟ .

ترى لو خرج أحد الناصحين , وطالب بتوسعة المطاف , واقترح هدم الرواق العثماني مثلاً , أو إزالة البنيان الملاصق له , حتى يستوعب المطاف أعدادا أكبر , فهل سيقال بأنه يريد هدم الحرم , أو تعطيل الشعائر فيه ؟ .

سبحان الله العظيم !!

الشيخ يقترح مقترحا له فيه ما يؤيده علمياً , وعنده فيه بحث علمي محكَّم , وتم تقديمه للجهات المعنية , وهو مع هذا كله لم يتجاوز أبسط حق من حقوقه , التي يزعم المزوِّرون أنهم يطالبون بحمايتها , ويدعون إلى احترامها , وهي الكلمة , والتعبير عن الرأي , ومع هذا ضاقوا بالشيخ ذرعاً , واتهموه بمالايليق إلا بهم , وما ذاك إلا لأن مقترحه يهدد أقوى حجة يحتجون بها على مخالفيهم , من وقوع الاختلاط في الطواف .

أنا على يقين أن كثيرا ممن كتب منتقدا الشيخ , لو خُيِّر بين أن يزور مكة أو واشنطن , بل بين أن يبيت في مكة أو بانكوك , لاختار واشنطن وبانكوك على مكة وطيبة , ومع هذا ثارت ثائرتهم , ولجُّوا يعمهون , وكأنهم حماة الدين , وأنصار الفضيلة .

صدقوني لو أن الشيخ طالب بأن يهدم الحرم , ويبنى بدلا منه فنادق مختلطة , أو نوادي لتعليم الرقص , لربما رأيت أكثرهم يمتدح رأيه , ويهيل عليه من صفات الثناء والتمجيد , مالايخطر لك على بال .

لا نشك أن الشيخ الفاضل يوسف الأحمد , ما أراد إلا النصح , وما كان حديثه عن إعادة البناء لأجل مسألة الاختلاط , بل لأن الاختلاط كان هو محور الحديث , وطرأت شبهة الاختلاط في الحرم , فقد أجاب الشيخ عن هذه الشبهة , وذكر أنه لاحجة لمن أباح الاختلاط استنادا عليها , ثم ذكر أن الحلول لمثل هذه القضية موجودة , ولأنه صادق في نصحه , محب لأمته , فقد تقدم بما يراه مناسبا من الحلول .

لاعجب إن طار من طار بخبر كهذا , وأراد أن يصفي حساباته من الشيخ , بسبب وقوفه المتواصل أمام مخططه التغريبي التخريبي , وحاول تحوير الكلام , وتصويره على غير المراد الحقيقي , إلى مرادات تلتبس على العامة , وتثير الغوغاء , وتستنهض عواطفهم بلا وعي .

بل العجب من غباء هؤلاء , حيث يفتحون على أنفسهم الثغرات تلو الثغرات , ويهدمون ما بنوه بسنوات , بمجرد مواقف عابرة , قد ينساها الناس في أسرع مايمكن , وصدق الله ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ) .

ومن هنا فإني أطرح سؤالاً على هؤلاء المرجفين , وأقول لهم : دعونا نفترض أن الشيخ يوسف طالب بهدم الحرم , وسنسيء به الظن كما فعلتم , فأيهما أعظم جرما , من قال ذلك , أم من أشرك مع الله غيره فيه ؟ .

فإن قلتم : هما سواء , فقد كذبتم , وهذا من جهلكم .

وإن قلتم : الدعوة إلى هدم الحرم أكبر , فقد كذبتم وافتريتم , فإنه إن كان هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم , فمعاذ الله أن يكون التوحيد أهون عند الله من دم المسلم , والمسلم إنما يحل دمه بواحدة من ثلاث , ومنها الكفر .

وإن قلتم : بل الشرك أعظم – وهذا حق - , قلنا لكم : لماذا سكتُّم عمَّن يدعو غير الله , ويستغيث به , ويسأله المدد , وهذا واقع من كثير من الرافضة والمتصوفة , بل إنكم لو رأيتم من ينكر عليهم لجعلتموه غرضا لسهامكم !!! .

من المضحك , أن بعض من كتب منتقداً الشيخ , كان أحد من استنكر هدم بعض مواقع البدعة , وعارض التعرض لها , تحت ذريعة حماية الآثار , وهو هنا يكشف عن جهل يعيشه , أو حنق على الأخيار يعتمل في قلبه , وإلا كيف يجتمع في قلبه حفظ للبدعة , وحماية لسبل الزيغ , ودفاع عن موارد الشبهات , مع دعوى الغيرة على مقدسات المسلمين !!! .

ترى ماذا سيقول هؤلاء الأغبياء عن قادة المسلمين العظام , الذين أعادوا بناء الكعبة والحرمين , ومعلوم أن إعادة البناء تتطلب الهدم , فهل سيشنعون عليهم ؟ , أو يتهمونهم بالسوء ؟ .

ماذا يسقولون عن همِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم الكعبة , وإقامتها على قواعد إبراهيم عليه السلام ؟ , وهو الأمر الذي لم يمنعه منه إلا عهد القرشيين الحديث بالكفر , وإلا فلو قام حاكم بذلك , لكان موافقا للحق , مصيبا للسنة , محققا رغبة خير البرية .

هنا يبرز جهل هؤلاء المنافقين من جهة , ويبرز من الجهة الأخرى حنقهم وحقدهم , وعداوتهم لأهل الخير , خاصة المحتسبين منهم , ممن قعدوا لهم كل مرصد , وكشفوا حيلهم وأباطيلهم , وأزاحوا عنهم أوراق التوت , التي وارت عوراتهم المفضوحة .

ما صدر من الشيخ لايعدو أن يكون رأيا علمياً , قصد منه التوسعة على المسلمين , ومنع بعض المظاهر المخالفة , وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين للصلاة والعبادة والطواف , ومراعاة مصالح ذوي الاحتياجات الخاصة , ولم يكن له غير ذلك , وهو ليس معنيا بأراجيف المبطلين , ولا بتأويل الحمقى , ولا بتصفية الحسابات , ولا بجهل الجهلاء , أو غباء الأغبياء , ومعاذ الله أن يكون الشيخ يقصد غير الخير , أو يدعو إلى سوء , فمن عرفه , وعرف غيرته ونصحه , فلن يتردد في ظن الظن الحسن به , واتهام محرفي قوله لمقاصد دنيئة بمايبرأ الشيخ منه .

ثم أتوجه إلى الشيخ الفاضل يوسف الأحمد قائلا : سر في طريقك وفقك الله , ولاتلتفت لأقوال المرجفين والمخذلين , فلقد عرفناك ناصحا صادقا , محبا للخير , باذلا للمعروف , محتسبا على أهل الباطل , تشهد لك مواقفك الخفية والمعلنة , بصدق الطاعة , وحسن الولاء , والنصح بالحكمة واللين والمعروف .

واعلم أن هؤلاء لم يجلبوا عليك إلا لدغل في أنفسهم , ولمحاولة التشغيب عليك لصدك عن مواجهتهم , بل عليك أن تستبشر بما رأيت , وأن تعلم أنه معيار واضح , تستدل من خلاله على عظيم نكايتك بهم , حتى أخرج الله أضغانهم , ونصبوا مشانق التهويل , واتهموك بما كنت تحاربهم من أجله , فلقد كنت تحاربهم لصدهم الناس عن البيت , فإذْ بهم يتهمونك بذلك , فسبحان من نصرك عليهم , وجعل فيما أرادوا النيل منك به , وبالا عليهم , وفضيحة لهم .

ثم إني رأيت تصريحا في صحيفة الكذب " الوطن " , منسوبا للقاضي عيسى الغيث , تطاول فيه على الشيخ يوسف , وقلَّ أدبه معه , وكتبت في ذلك ردا مختصرا , بعثته برسالة إلى إحدى المجموعات البريدية " مجموعة د/ عبدالعزيز قاسم " , ورأيت من المناسب إدراجها هنا , لكشف زيف المزيفين , وبيان الحق للطالبين , والله المستعان وهو سبحانه المعين , وكان نص الرسالة : ( لم أصدق هذا الكلام حينما بلغني ولم أكن أتوقع أن يصل الأمر إلى هذا الحد، فهذا يعني أننا وصلنا إلى مراحل خطيرة لم يتوقعها أحد ولو من أكثر المتشائمين، ولكن للأسف ثبت هذا بالمقطع الذي رأيته، وعليه يجب أخذ موضوع الغلو والتنطع بكل جدية، ولابد من اتخاذ الخطوات العملية العاجلة لحماية الدين والوطن من هذا الفكر الخطير.

أوضح الغيث أنه في السابق كان يستبعد الكثير من الأمور، ولكن بعد هذه التطورات أصبح كل شيء واردا من هذه الفئة .. فمن تكفير بالجملة إلى دعوة لهدم المسجد الحرام، قائلا: حسبنا الله ونعم الوكيل.

أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ويوفق ولاة الأمر لاتخاذ القرارات الحاسمة ضد هؤلاء قبل استفحال الأمور.

وأشار الغيث إلى أنه سبق وحذر من هذا التوجه ولم يؤخذ تحذيره مأخذ الجد، وأكد أن الدافع لمثل هذه الآراء هو الشبهة والشهوة والهوى والظلمات إذا اجتمعت مع بعض، وقبل ذلك الغلو في الدين. وعن الحل لإيقاف "سيل" التشدد، قال الغيث لا موقف يمكن تنفيذه بنجاح سوى وقف هؤلاء عند حدهم وإحالتهم إلى محاضن لإعادة تربيتهم وتعليمهم من جديد وتوعيتهم وتوجيههم وهدايتهم إلى الصراط المستقيم وكف البلاد والعباد من شرهم القولي والفعلي والتنظيري والتطبيقي وعدم السكوت عنهم الذي لا يعد - بعد وصول هؤلاء لهذه المراحل - من الحكمة والحلم في شيء )

الأخ عبدالعزيز قاسم حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

فالكلام أعلاه جاء تعليقا على مقترح الشيخ الفاضل يوسف الأحمد حول إعادة بناء المسجد الحرام ليسهم في علاج كثير من المشكلات التي يعترف بها العقلاء , ويتطلع الناصحون لحلها , ومن بينها الاختلاط في الطواف , والتصاق الرجال بالنساء بشكل مقزز , خاصة في أوقات الذروة .

مما يؤسف له أن الكلام أعلاه , الذي يجعل قائله بين احتمالات الجهل , أو العجلة , أو سوء الفهم , أو التحامل , أو الهوى , لم صدر من صحفي , ولا من ليبرالي حانق على الشيخ يوسف لأنه احتسب على أحد أفكاره التخريبية , بل هو كلام منسوب لأحد من أوكلت له مهمة الفصل بين الناس , وهو مؤتمن على حقوقهم وأموالهم وأعراضهم !! .

حقيقة لا أدري من أين أبدأ , ولا أين أقف , إذا كان فهم القاضي عيسى الغيث حسب الكلام المنسوب إليه في جريدة الوطن , المذكور أعلاه , قد أصابه العيُّ عن فهم مراد الشيخ , فمثل هذا الفهم البطيء كيف سيتعامل مع قضايا الناس المعقدة ؟ .

وإذا كان قد دفعه لقوله التحامل , فلست أدري أي نفس يمكن الوثوق بها للفصل بين الناس , وهي بهذا القدر من الدغل والغل ؟ .
وإذا كان دفعه الهوى , فلا حيلة والحال هذه مع من اتبع هواه , والله جعل من اتصف بذلك من الظالمين .

وإن كانت العجلة هي التي دفعته لهذا الحمق , فتعست العجلة , وأولى بمن هو في مقامه أن يوطِّن نفسه على التؤدة , وإن كان لابد من العجلة فليجعلها في الخير , وليقصر نفسه عن الشر , فإن كان لا يحسن , فقد عذره الله " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " , وليدع هذه الأمور لمن يحسنها وهو لها أهل .

الشيخ يوسف اقترح أن يعاد بناء المسجد الحرام بشكل هندسي , وهو مقترح مبني على دراسة علمية , قدَّم فيها بحثا محكَّما , وهو بهذا مجتهد , ومن سمات هذا المقترح أنه يحد من الاختلاط بشكل كبير , فما علاقة هذا بالتكفير؟ , وكيف تحول البناء في فهم القاضي إلى هدم ؟ . بل ما علاقة هذا بالغلو والتنطع ؟ , وما الصلة بينه وبين حماية الوطن والأفكار الخطيرة ؟.

ثم إن هذا كله يهون عند اتهام الشيخ بما مُتهمه أولى به منه , من الشبهة والشهوة والهوى والظلمات , فضلا عن المطالبة بإعادته للتربية ومحاضن التعليم .

مما يفسد على منتقصي الشيخ يوسف أن المسعى جزء من الحرم , وقد تم هدمه بالكامل , وبني من جديد بالصورة التي رأيناها , وممن أشاد بهذا العمل عيسى الغيث , فهل كان يرى أن هدم بعض الحرم ( المسعى ) امتداد للتكفير بالجملة ؟ , أم هذا مما يجب أن تتظافر الهمم لتأييده وتمجيده ؟ .

هل يرى عيسى الغيث أن إعادة بناء الحرم سيكون بهدمه وإغلاقه ومنع الناس من الطواف فيه والصلاة , أم إن عملا كهذا سيكون على مراحل مدروسة , تراعى فيها كل تلك الأمور , وتؤخذ بالاعتبار ؟ .

إن كان يظن أن إعادة البناء تتطلب إغلاق الحرم عن الزوار ومنع العبادات , فهذا مما لا يقول به عاقل , ولا أعتقد أنه يفهمه كذلك إلا الأغبياء .

وإن كان يعلم أن إعادة البناء ستكون على مراحل , كما حصل في بناء المسعى بعد هدمه , فما المشكلة في ذلك ؟ , ولماذا هذا التشنيع على الشيخ يوسف ؟ , ولماذا كل هذه التهم المجازف فيها , وغير الموزونة بميزان الحكمة والعدل والمنطق السليم ؟ .

ترى هل كان الغيث كارها للتوسعة على الناس , حتى يتحامل على الشيخ يوسف , أم إنه لا يرى أن الحاجة داعية لذلك في هذه الأزمان ؟ .

إن كان لا يرى التوسعة على الناس فهذا لا حاجة لنا بالحديث معه , أما إن كانت الأخرى فالواقع يشهد أن الحرم يضيق بالناس , ومن أنكر ذلك فقد خدع نفسه وخادع الناس . أ . هـ .

اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين .

اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .

اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصرمجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .

اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .

اللهم أرنا الحق حقاوارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولاتجعله ملتبسا علينا فنضل .

اللهم أصلح أحوال المسلمين وردهم إليك ردا جميلا .

اللهم أصلح الراعي والرعية .

اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا رشدا , واحفظ عليها دينها , وحماة دينها , وورثة نبيها , واجعل قادتها قدوة للخير , مفاتيح للفضيلة , وارزقهم البطانة الناصحة الصالحة التي تذكرهم إن نسوا , وتعينهم إن تذكروا , واجعلهم آمرين بالمعروف فاعلين له , ناهين عن المنكر مجتنبين له , ياسميع الدعاء .

هذا والله أعلى وأعلم , وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم .

وكتبه
سليمان بن أحمد بن عبدالعزيزالدويش
أبومالك

mamal_m_s#hotmail.com
(يمنع وضع البريد الإلكتروني)


http://lojainiat1.3utilities.com/ind...------id=36204
__________________
لماذا نتضايق من سؤال الوالدين عن أماكن خروجنا مع علمنا بلهفتهم علينا؟!
موظف بريد يقول: طلبت مني عجوز أن أكتب لها رسالة لابنها الذي سافر وانقطعت أخباره،ولما فرغت من كتابتها طلبت منها العنوان، فأعطتني صورة ابنها وقالت:"لهذا"وانهارت باكية!

{واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا} المصدر جوال زاد
البعد الرابع غير متصل  


 

الإشارات المرجعية


قوانين المشاركة
لا يمكنك إضافة مواضيع
لا يمكنك إضافة ردود
لا يمكنك إضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

رمز [IMG] متاح
رموز HTML مغلق

انتقل إلى


الساعة الآن +4: 10:44 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd

المنشور في بريدة ستي يعبر عن رأي كاتبها فقط
(RSS)-(RSS 2.0)-(XML)-(sitemap)-(HTML)