[أبو ريّـان]

لاأحب الحديث عن هذه الأمور , ولابهذا الأسلوب , إلا أن تعلق ذلك الموقف في ذهني وعدم إندراسه من ذاكرتي جعلني أدون هذه السطور
فقد كان الموت قاب قوسيـن مني أو أدنى , لولا أن جعل الله في العمر فسحة , ورد الشر بلطفه وحمته , فانتهى الحادث بسلامة أصحابي وكسر بسيط أحمد ربي عليه ولاأسخط أبداً .
كان ذلك قبل سنتين تقريبًا

والسبب الرئيس في حدوث الحادث هو تهور صاحبي (أسأل الله أن يهديه)
صاحبي هذا طيب وظريف وأحبه , إلاأنه متهور جداً بقيادته للسيارة
جُنون في القِيَـادة لاأستطيع وصفه
لذا أخذت على نفسي عهداً على عدم الركوب معه , حتى تعتدل طريقته وتطمئن قيادته , ومازال حتى الآن على حاله
ولاأدري متى سيرعـوي وينزجـر رغـم مايراه من حوادث تذهل الألـباب وتؤسـف القلوب .. !
إن الحديد يحصد الأرواح , ولايفرق بين صغير ولاكبير , كم عائلة تشردت بسبب تهور وعدم مبالاة من أحدهم , أحد أحبابي رحل إلى الدار الآخرة بسبب حادث , وأطفال تيتموا بسبب قطع إشارة , ومخالفة لأنظمة الـسير
لاأخفيكم سراً أن قدمي تأطرني على السرعة أحيانًا إلا أنه سرعان ما أعتدل حينما أتذكر بعض المواقف المؤلمة والتي ذهب ضحيتها أحباب وأناس غالين على قلوبنـا ..

الأمر ليس فيه مثاليّة زائدة , بل تلك الحقيقة والتي لابد أن تكون, وثم ماذا لو تأخرت عن موعدي خمس دقائق , فذاك أفضل من أتأخر وأظل طريح الفراش أبد الآبديـن وعالة على أهلي
بعض الشباب يأبى إلا أن يكون عبرة للناس , أو يكون سبباً في تعاسة حياة غيره ..
وبعد أن يقع الحادث هل سينفعك الندم .. !
الحوادث أصبحت شيئًا روتينيًا إعتدنا عليه , والمقبرة قد فتحت فمها لإلتقاط الضحايـا من أكوام الحديد ..!

وقد قـيل :
من لم يعتبر بغيرهِ , كان هو عبرة لغيرهِ ..!

دمتم سالمـين

أخوكم /

.