[مدحت شوقي بريده]

شن الدكتور محمد العريفي، المتخصص في أصول الدين، هجوما أكثر حدة على من وصفهن بـ"المتبرجات من المعلمات اللائي يمثلن قدوة سيئة لتلميذاتهن". وقال العريفي، في الجلسة السادسة التي عقدت صباحا لاستكمال محور "المرأة والتعليم"، إن "أستاذات جامعيات لا يحترمن الأمانة التي يحملنها، ويتحدثن إلى طالباتهن بما لا يقره الشرع، ولا تقره النظم المعمول بها في البلاد". وتطرق العريفي، في مداخلة حملت طابع العصبية، إلى أكاديميات سعوديات كن قد تظاهرن (طالبن)، في نوفمبر عام 1990م، مطالبات بمنحهن الحق في قيادة السيارة، وحقوقا أخرى تتصل بالمرأة. وقال إن المتظاهرات (المطالبات) حصلن على عقوبة مخففة، ونجون من عقوبة مستحقة، متأسفا على استمرار بعضهن في أعمالهن.
وإذ تسببت مداخلة العريفي في حالة من الامتعاض بين صفوف المشاركين والمشاركات... تحدثت الدكتورة وفاء الرشيد، التي جاء دور مداخلتها مباشرة عقب دور العريفي، عما وصفته بالفكر الإقصائي الدافع للكراهية. وبدا صوت الرشيد حزينا، وهي تستعيد ذكرى الأحداث الإجرامية التي هزت العاصمة ومدناً أخرى، مضيفة أن "الفكر الذي قد يدفع إلى مثلما حدث في الرياض أمس، أجده أمامي اليوم". وقالت مستشارة ومديرة برنامج الأمم المتحدة في الرياض الدكتورة وفاء: "إنني بت أخاف على أبنائي وبناتي، وعلى وطني، إن لم نتخلص من هذا الإقصاء وتلك الكراهية". وتهدج صوت الرشيد وبكت، وقالت: "نحن نحظى باحترام الرجل في المحافل والمؤتمرات الدولية... فكيف يوجه إلينا مثل هذا الحديث، وكيف نعامل مثل هذه المعاملة؟".

(( الوثن ))