[عبدالله الصالح]

رحم الله والدي ووالديكم والمسلمين .. آآمين.
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::

أذكر قبل أكثر من عقد من الزمان وتحديداً في عام 1417هــ تقريبا وفي صيف قائض تحول والدي فجئة إلى كتوم ؛ دامع العين بخفاء ؛ منطوي على نفسه ؛ قل أكله وتناسى مجلسنا بل إن والدتي ــ حفظها الله ــ القريبة منه أكثر منّا إحتارت فيه .. ومكث قرابة الأسبوع واللغز محيّر مجهول .. لم يكن بصحته شيء ولايشكوا من مرض لكنه مكلوم يئنّ بخفاء!! والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا به؟؟

وبعد أسبوع أتت الحكاية بل الصدمة التي عذرناه فيها ؛ وأشركنا أنفسنا معه وإن لم تكن قلوبنا للحقيقة بطراوة قلبه ؛ حيث إن أختي رجعت في أحد الأيام من المدرسة وسألت أمي : ماذا وجد أبي في المسجد؟؟ وكيف ؟؟..
كانت أسئلة كبيرة على أختي ذاك الوقت وكانت أمي بحيرة حيث لم تسمع من والدي شيئا .. ولما سألته وألحت عليه كانت الحكاية وإليكم إياها تفصيلا:

دخل والدي ــ رحمه الله ــ المسجد ليؤذن النداء الأول في ثلث الليل الأخير وعندما هم بإنارة المصابيح سمع صوت نفس ضعيف فلما أشعل الأنوار وجد طفلاً لم يكمل الساعات القليله بخروجه للدنيا وضع في المحراب ومعه حليب ومئة ريال؟؟؟؟!!!!!!

عندها بكى رحمه الله بكاء كثيراً وبلّغ الجهات المختصة وحضر الهلال الأحمر لإستلام الطفل وفحصه وكان يحثهم بسرعة إنهاء الأمر ليكون السر له وحده فيبقيه معه ويرحل به لكن تأخرت الإجرائات لإستكمال كل شيء وأخذ البصمات وغيرها وخرج الفجر فنادى للصلاة وقبل أن يغادر الإسعاف والشرطة حضر بعض الجماعة لصلاة الفجر فجرى الحديث وسار ولم نعلم والله إلا من كلام الناس بعد أن إنتشر بين البيوت .. رحمه الله وعفى عنه ..

ومن هنا يأتي السؤال : لماذا أصبحت الصحف تتسابق إن كانت ورقية أو إلكترونية لنشر حوادث الأطفال اللقطاء .. لماذا لايغلّب جانب الستر .. فذلك من الصفحات السوداء في المجتمع.. كم أتمنى من المسئول ومن يهمّه الأمر النظر للأمر بعين شامله ومنع نشر تلك الأخبار وجعلها حبيسة الأوراق الرسمية سيّما وأننا مجتمع مسلم نعلم كيف يكون أثر تلك الأخبار على كل مقتنص لهذا الدين ومجتمعنا المحافظ .. والله أسأل أن يسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض... آآمين.

كونوا بخير.