|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#16 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
|
الجزء الثاني:
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(المشهد الثاني) (صفر) كان عادل يمخر عباب الكوبري المقطوع ضمن أرتال السيارات التي خرجت تلك الليلة ... كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، كان وحيداً لم يكن ثمة رفيق معه كالعادة ... شلة الجامعة أعدت العدة لقضاء إجازة نهاية الأسبوع في (عروق الطرفية)، وتخلف هو عنهم بسبب تحجير أبيه عليه ومنعه له من المبيت خارج المنزل . أحس بملل رهيب ... أحس بفراغ قاتل أحس بضيق في صدره لم يعهده من قبل ،كما لو كان ينتظر حدوث شئ رهيب... لم يجد سلوى في الدوران ولم يجد أنساً في متابعة حركات الشباب على طريق الربيعية... لا يدري لماذا تذكر قصيدة علي القحطاني في رثاء عيسى الأحسائي: لو البكا ينفع وكثر الحسايف لابكيك يا عيسى على طول الأيام هل لأن المقطوعة كانت تجسيداً للحزن الذي أصبح جزءاً من كيانه ...هل لأنها تمثل الألم الذي أصبح رفيقه الدائم ... هل لأنها تمثل المفقود الذي يبحث عنه في كل شئ وبأي شئ... لايدري لماذا... وسيظل لايدري لماذا حتى يحين الوقت... حرك يده ورفع مؤشر الصوت وتمايل طرباً مع فتى الشرقية (أبو نايف): على قدر ما تعطيني أعطيك على قدر ما ضحيت أضحي رجيتك وخيبت الرجا فيك أبي راحتك وتريد ذبحي أنزل مكبس النور إلى الأسفل وفتح الإشارة بإتجاه اليسار، ضغط على كابح التوقف ودار بإتجاه اليسار عائداً نحو مدينة بريدة ثم انعطف يميناً مع الدائري...متجهاً صوب المنزل وقد تذكر ريم بعد أن نسيها مدة أربعة أيام.... (1) تقلب على فراشه، أمضه الأرق، أطلق تنهيدة ساخنة ، إلتفت عن يساره رفع المنبه وقربه من وجهه وضغط على مصباح المنبه وتأفف بضيق : =أففففففف الساع ثلاث ونص ولا جان نوم وش هالبلوا... وضع المنبه في مكانه وانقلب على جنبه الأيمن وقعت عينه على وجه زوجته أم عادل التي كانت تغط في نوم عميق، تأمل وجهها كما لو كان يرثي لحاله، وحانت من زوجته إبتسامة بلهاء لا علاقة لها بعالم الواقع وإنما نبتت في عالم الأحلام... : =طاعونٍ يطعنك... من زين هالوجه تحلمين بعد. شح عليها حتى بالحلم أراد محاصرتها حتى في عقلها الباطن ...ما أقسى الرجل إذا نزع منه الإيمان والرحمة... تذكر ابنه عادل... لايدري أي ذنب يجعله يقسو عليه دائماً هل يريد له أن يقاسي الحياة كما عذبته هو، هل بخل عليه بحياة تخلو من المنغصات في شبابه... أسئلة تنتظر الإجابة وستظل واقفة أمام باب عقله دون إجابة...لان صالح المحمد نفسه لايعلم لها إجابة... سمع صوت موسيقى قادم من بعيد...أطلق تنهيدة حنق وضيق قال بتمتمه: =هالشاذي... إلا ما أروح هالحين أخليه قربة دم بفراشه ... كيف جاب لي الصمرقع...كيف هو أوزا بي...الله يقطع العيال وسنين العيال. ثم طاف في خاطره طيف من الماضي السحيق ،أوغل في الذكريات، ذهب بعيدأًبعيداً على مسافة أكثر من عشرين سنة مضت... تذكر فوزية...التي كان صوتها يدخل قلبه بلا استأذان...الحب الضائع كما كان يسميها... خفق قلبه بشده عندما تذكر مرارة الألم والأسى الذي تجرعه عندما أجبره والده على الزواج من لطيفة بنت عمه..والتى ما أحبها ساعة قط : =الله يرحمك يبه... الله يهديك بس.. إلتفت إلى لطيفة التي لاتزال غارقة بكل براءة في النوم ،وكأنه لايعنيها من أمر الدنيا شئ... تأمل وجهها بشئ من القرف...قال مخاطباً نفسه : =الله يرحم حالي...ناه يا ناس تقل بقرة مضيعة وقت الحلاب...ياربيه إلا ذي براطم يا جماعة الربع ذي شطايا ضب مهيب براطم... آهه... الله يلعن اللي كفر... ثم صرف نظره عنها متأففاً وعاد عامداًإلى الغرق في خياله مرة أخرى... تذكر فوزية ...بدأت تتضح على محياه ابتسامة طالما نسيت الطريق إلى وجهه داخل البيت...بدأ يترنم بمقطوعة سمعها من خاله أبو فوزية: انتفخ لصتك غرامي وفقع على وليفٍ من شافه طقع أدعج العينين لكنه ضرير مشيته درهام وطبوعه دلع لم تكن فوزية بذلك الجمال... ولكن الممنوع مرغوب كما في أدبيات ونفسيات القصمان ، فقد صور له خياله الذي نسجته فاتنات القنوات، أن فوزيه الخبوبية ذات جمال لايقاوم وقِدٌ ميّاس،وغنج ودلال...فقط لأنه أجبر على غيرها ... وكانت الضحية أولاً لطيفة وكانت الضحية آخراً أبناؤها. أحس بريقه يمتنع عن الصعود والنزول...شعربالعطش ، نزل من سريره...عدل وضع الفانلةالعلاقية، أنزل كم سروال (السنة) الذي التف على فخذه، وخرج من غرفةالنوم قاصداً برادة الماء... (2) كان عادل منهمكاً في الدردشة على النت نسي ما حوله أحس بحركة خلفه لكنه لم يعرها أي اهتمام البته... ع=اتصلي الأن حياتي... ر=اصبر شوي ما اقدر... ع=لا انا ملزم مشتاق لصوتك ر=دايم عنيد انت ع=يالله انا انتظرك...باي ر=خلاص..باي اقفل المسجل ...مرت لحظاتخاطفة... رن هاتفه الجوال ضغط عادل على زر فتح الخط ثم طبع قبلة ساخنة على سماعة الجوال: =هلابحياتي = لا تحاول انا زعلانة...اتصل فيك ودايم الرقم خارج الخدمة =انا اسف عمري توني والله مسدد الفاتورة وسلف بعد علشانك =خلاص سامحتك..وين اللي وعدتني فيه =حبي اول الصور اللي ارسلت وش رايك بهن =جنان الله يخليك لي يا بعد روحي =يضيع الكلام مني حياتي ما اقدر... وفجاءة اسودت الدنيا بعيني عادل أحس بدوار شديد سقط على الأرض...صرخ بكل قوته... تناثرت فوق رأسه وصدره القطع الباقية من الجوال بعد أن أخطأت الضربة رأسه لتستقر على بعد سنتميترات قليلة من وجه عادل... أدرك أن أباه كان السبب...انكشف المستور...بعدها غاب عن الوعي.... أفاق إلتفت يمناً وشمالاً وجد أمه قد اسندت رأسه إلى رجلها.... أحس برعب شديد،أحس بالجوع ،أحس بالعطش ،أحس بكل شئ ،أراد أن يحتمي بأي شئ من أبيه، تمنى لو أصيب بالشلل أو العمى أو الموت حتى...كي يخرج مما ينتظره... نهض نفسه قليلاً... =بسم الله عليك يا وليدي =...آه... =ما تشوف شر ان شا الله =وينهو... =يا وليدي... لم تستطع الأم اكمال القول بكت بكاءاً مراً. نظر عادل وإذا بآثار اصبعين على خد الأم.. =ابن الكلب يمد يده عليك... =يا ولدي لاتفضحنا... اندفع الباب وارتد سريعاً بعد أن ضرب الجدار ودخل أبو عادل والشرر يتطاير من عينيه... =أخيراً وقعت ولا حدش سما عليك... ثم قال مخاطباً ابنه الأصغر: =يالله يا فهيد انقل الكمبيوتر للمجلس =سم سم يبه أخذ فهد الجهاز ونقله على دفعتين كما أمره والده بذلك ثم عاد الأب مرة أخرى وأمر الأم بتحضير القهوة والشاي لأن أبا سعد سوف يحضر بعد قليل... وما أن سمع عادل اسم أبي سعد حتى دخل في نوبة بكاءٍ شديدة. (3) نفث أبوسعد دخان سيجارته في وجه فهد...سعل فهد بشدة إذ شرق ببعض الدخان الخارج من فم ضيف أبيه...وحاول إبعادالدخان عن وجهه وأنفه بكلتا يديه دون جدوى.. =وين أبوك وراوه تأخر. =الحين يجي =وش هالزين =هذا كمبيوتر عادل =وين عادل رح نادوه =عادل مريض... دخل أبو عادل وابتسامة عريضة تحتل معظم وجهه: =يا هلا والله وغلا اسفرت وانورت =هلا والله المهلي ما يولي وش عندك نابزن بهالفجور =حرام عليك يابو سعدالساع ثمان =اليوم خميس الفجر الى الساع وحده الظهر او ما دريت =فهيد وجع يوجع كبدك قاعد بعد يا ثور قم جب القهوة وتقذرف عن وجهي... =وراك على الولد ؟ ارفق شوي. =ياشيخ جابو لي البلا عزرو بي ...الله يلعن ابو العيال والعرس كله =ايه خربوك اللي على بالي... = من تقصد انت وخشك اللي كنه حلقة قرد =ما يخالف ...وعدك الليلةعند العيال = هاه جبتو لنا شي. =ايه فلم على كيف كيفك...من القهر مهوب سكس الا ثيرتين. =سنايدي انت يا بعد كبدي ...طيب... توقف أبو عادل عن الكلام فجاءة...تقدم فهد وضع القهوة بطرف كسير خجلاً من أبي سعد... زبره الأب بنظرة حجرية ألهبت النيران في خدي فهد وصدغيه... =يا لله تقرفع عن وجيهنا الله لايردك. خرج مسرعاًيجر أذيال القهر ويتعثر بخطاه خوفاً وحنقاً... =آمر ياابوعادل وشو الموضوع اللي تبين بوه. =ابد بس ابيك تشوف وش بوسط هالجهاز... =فيه شي خربان... =لا...بس هالتعبان طحت بوه يغازل البارح وودي اعرف وش ورا ابن الكلب... =طيب الجهاز فيه كلمة سر ... =وش سره ما عنك خافي يا ابو سعد اطلق ابو سعد ضحكه عالية وقال مخاطباً أباعادل : =والله انك درنقه ... رح انشد الولد قله وشي كلمة السر وهين... خرج ابو عادل وغاب قليلاً ثم عاد ...وقال قبل أن يدلف من باب المجلس : =ما فيه شي يا بوسعد... إلا أن أبا سعد لم يعره أدنى اهتمام ...اقترب ابو عادل جعل الجهاز بينه وبين ابي سعد الذي تسمرت عيناه أمام الشاشه وبدا متجهماً وكأنه يقاسي ألماً ما...قال أبو عادل : =خير... =أثر الولد مهوب سهل تعال شف اللي ما صار ولااستوى... قفز ابوعادل وجلس بجانب ابي سعد... وهتف بحماس: =هلا بيك هلا وبجيتك هلا...وش ذا... =هذا ...عالم الأودم الحيه...ناظر الأرزاق =أويل كبدك كيف ما طحنا به مبطي... في هذه الأثناء كان فهد يتلصص على ابيه وضيفه ويسمع كل ما يدور بينهما بكل وضوح.... وللمأساة بقية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله ![]() آخر من قام بالتعديل جدس البأس; بتاريخ 01-07-2002 الساعة 01:30 AM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|