[باب توما]

ليس هذا ضربا من الخيال وليس هو نوع من العقوبات النظامية وليس حكما بالأعمال الشاقة لمجرمة سجن !!!!
لكن ماحصل أنه في يوم السبت١٠/٥ وعلى بركة الله وبعد إجازة طالت حتى أصابنا الملل وكدنا نضيع
طريقنا إلى المدرسة _ قاتل الله النسيان فكم فوت علينا من الفرص و ,
إلا أنه هذه المرة معذور فطول الإجازة سببه ( إذن هو نسيان طبيعي )

بدأنا مشوارنا وكما هو حال كل أحد منا بدأت الاستعداد ليومي الجديد بلبسي النظيف بل والجديد وتجهيز كل مستلزمات ( الترزز والتكشخ )
ذهبت ومن شدة حماسي نسيت فطوري إلاأنني بفضل ربي لم أنس الشاي مماخفف الوطء عاملا بوصية أبي العلاء
خفف الوطء ماأظن أديـــــــــم هذه الأرض إلا من هذه الأجساد

وصلت مدرستي وكان أول المهنئين لي على سلامة الوصول وأكثرهم ترحيبا السيد /غبار فقد استقبلني عند عتبة الباب وصحبني حتى وصلت مقر إقامتي في فندق غرفة المعلمات فئة ٥ نجوم الذي بزغ فيه نجم المكيف الـ( اسبيلت ) الجديد فصار ٦ نجوم ( من قدنا )

المهم إن السيد غبار اعتلى كل شي وحشر نفسه في كل صغيرة وكبيرة من فندقنا المحترم.
وقد كنا نتوقع أن تحظى بنظرة يتيمة ممن أوكل لها أمر التنظيف
أو من صانعي القرار إلا أن شيئا من ذلك لم يحصل .
وليس من باب ( أنا مرة ماأصبر ) بل من باب
( الضرورة تبيح المحرمات)
طبعا المحرمات المهنية والبرستيجية ( حلوة البرستيجية هذه الظاهر إني أحلم )
بدأنا بحمل المكانس والمناشف ونجحت العملية ومات الدكتور أقصد الديكور .
وصعدنا للفصول في أول يوم دراسي نشرح :
قم للمعلم وفه التبجيلا
صبحنا وأصبح الملك لله , اليوم الأحد ...
طلبت مني مديرة الفاضلة وبحكم أني رقية المكتبة عفوا أمينة المكتبة .
( اعذروني فنحن مابين حصة وأمينة وعمو طلعت/ة ضيعنا حتى أسماءنا )
طلبت مني تنظيف المكتبة وترتيبها خاصة بعد إحضار خزانات كتب حديدية جديدة وتصريف الأولى بعد رمي الكتب على الأرض وكأن تسونامي جديد دمرها أو إعصار كاترينا آخر شتت شملها وأصبحت بحالة تحتاج فيها إلى معونات من الدول الغنية أو نظرة ممن يملك أخلاقا إنسانية !!!

يجب عليّ السمع والطاعة ولا يصح غير ذلك فمدرستنا من المدارس الفقيرة فهي لا تملك إلا مستخدمة واحدة ( وماتدري وش تبدي )
مسكينة مدرستنا لم يكن قدرها أن تكون من المدارس النامية فضلا عن الغنية .
توكلت على ربي واستعنت ببعض الطالبات لكن انتبهي ( لا يحملن شيئا كبيرا ولايترددن طويلا ولا تأمرينهن كثيرا ) فمصلحة وراحة الطالبة فوق كل اعتبار
( أعتنق هذا المبدأ وأستميت في الدفاع عنه ولكن تذكروا أن فاقد الشيئ لا يعطيه )
بدأ العمل وثلاثة أيام على التوالي حتى وصلت إلى اللمسات الأخيرة وأخذت في تنظيف أرضية المكتبة وقد وصل الغبار منتصف ملابسي من أسفل وتلوثت يداي بعد حمل أكوام المخلفات .
تعاطفت معي تلميذاتي الصغيرات وحاولنا مساعدتي على ( الكنس) إلا إني مانعت بحجة هذا لايجوز وبالفعل هو لايجوز لطالبة لم تتعد الـ١٢ من عمرها لتخوض غبار أنظمة هوجاء وقدأفتت وزارتنا الحبيبة بجواز تعليق الدراسة في حال سوء الأحوال الجوية حفاظا على صحة أبنائنا وبناتنا الطلبة ! عفوا وزارتنا الحبيبة مدرستنا تحتاج إلى تعليق دائم فسوء أحوالها الجوية صار أرضية ودائمة.
نادتني تلميذتي الصغيرة بكل أسى : ( أبلا.. أبلا.. تنورتك توسخت وملابسك انحاست ليش أنت الي تنظفين )
قلت لها: حبيبتي أماعلمت أن وزارتي الحبيبة حولتني إلى عاملة نظافة غدا سوف أنظف مقعدك ومكتبك وأرضيتك فلا تعجبي من ذلك لكنهم على أقل تقديرليتهم صرفوا لنا نحن المعلمات بدل تنظيف مرافق مثلما وفروا لغيرنا من الموظفين عمال نظافة وصانعي شاي , وخدمات أخرى !!!!
وقم للمعلم