|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-05-2010, 03:49 AM | #11 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
.
. أُخْتَنَْا الفَاضِلَة السَّلامُ عَليْكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتهُ بِدَايَةً أَسْال الله العَظيمَ أَنْ يُفَرِّجَ هَمَّكِ ويُذْهِب حُزْنَكِ ، وَيُسْعَدكِ دُنْيَا وَآخِرَة مَهْلاً مَهْلاً أَيَّتُهَا الكَريمَة .. هَوِّنيْ الأمْرَ على نَفْسكِ يُهَوِّنُهُ اللهُ عَليْكِ لاَ شَكَّ أَنْ مَا يُقْدِمُ الآبَاءُ عَليْهِ غَالِبَاً مِنْ أَخْطَاءٍ لا نُقِرُّهَا نَحْنُ ولا وَاقِعُنَا ولا مُجْتَمَعنَا بَلْ ولا دِينُنَا لَتُحْدِثُ جَرْحَاً دَاخِلَ قُلوبٍ صَامِتَة ، وَهذا واللهِ مَا يُحْزنُ القُلوبَ وَ يُدْمِعُ العُيون ، وَلَكِنْ حِينَمَا نَجْدُ أَنْفُسَنَا في مِثْلِ هَذهِـ المَواقِعِ لا بُدَّ أَوَّلاً أَنْ نَنْفِرَ لِخَالِقِنَا سُبْحَانَهُ وَتَعالى فَهُو الذيْ أَدْرى مِنَّا بِحَالِنَا وَما هُوَ خَيْرٌ لَنَا ، وَ نَسْألُه الخَيْرَ فيمَا كَتَبَهُ لَنَا وَقَدَّرَهـ ، ثُمَّ نُحَاوِلُ أَنْ نَأخُذَ النَّفْسَ بَعيدَاً عَنْ مَوَاطِن الشُّبَهَاتِ والمَلَذَّاتْ ، والتيْ يُملئُ عَليْنَا الشَّيْطَانُ مِنْ خِلالِهَا وَسَاوِسُهُ وَأعْمَالِهُ ، بِدَايَةً بِتَهْويِنِ أَمْرِ الخَطَأ والمَعْصِيَة بِسَببِ الجُرْمِ المُقْتَرَفِ بِحَقِّنَا ، لأنَّ ذَلِكَ بِدَايَةً لإسْقَاطِ النَّفْسِ مِنْ مَكَانَتِهَا العَزيزَةْ ، إِلاَّ أَنْ يَكُونُ المَرْءُ خِلالِهَا قَدْ حَصَّنَ نَفْسَهُ بِالإيمَانِ وَحُسْنِ الظَّنِ بِاللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعالى ، لأَنَّ ابْن آدَمَ ضَعيفٌ أَمَامَ رُكَامِ الفِتَنِ وَلَهيبِ الشَّهَواتْ . وَ صَدقِّينيْ أَيَّتُهَا الأخْتُ العَزيزَةْ ، أَنَّنَا لَسْنَا أَرَقَّ مِنْ قُلوبِ الآبَاءِ عَلى بَنَاتِهْم مَهْمَا ظَهَرَ مِنْهُم الجَفَاءَ وَذُقْنَا مَرَارَةَ أَخْطَائِهِمْ ، فَلِقُلوبِهِم مَفَاتِيحُ لا يَعْرِفُهَا سِوى مَنْ سَكَنَ قُلوبَهُم . لَعَلَّنَا نَأْخُذُ بِيَدِ هَؤلاءِ الآبَاءِ قَليلاً ، وَنَعْرِفَ نِقَاطَ ضَعْفِهِمْ ، تَارَةً نُحَدِّثُّهمْ وَنُصَارِحُهِمْ وَتَارَةً نُخَوِّفُهمْ بِاللهِ وَ نَحُثُّهم ..! إِنَّ المَفَاتِيحَ لِمثْلِ هَذهـِ القُلوبِ مُتَعَدِّدَةٌ وَأعْظَمُهَا هِيْ حِينَمَا نَطْرُقُ أَبْوَابَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالى وَنَسْألُهُ بِأَنْ يُحَنِّنَ قُلوبَهُمْ ، وَبَعْدَهَا وَحيِنَمَا تَتَسَنَّى لَنَا الفُرْصَةُ بِمُجَالَسَتِهِمْ نُخَاطِبُهم عَمَّا في قُلوبِنَا وَ عَلّ ذَلِكَ يُوقِظ إِحْسَاسَهُم ، فَلَرُبَّمَا شَغَلَ الأبُ وَعَكَّرَ صَفْوَا حَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِ لُقْمَةِ عَيْشٍ َبْحَثُهَا لأبْنَائِهِ ، وَلَرُبَّمَا زَادَ هَمُّهُ هَمَّاً أَكْبَرُ مِنْ هَمِّنَا لا نُدْرِكُهُ ، فَلَنْ يَحِنَّ قَلْبُ أَبٍ لأَبْنَاءٍ لَهُ في الدُّنيَا مِنْ أَجْلِ أَنْ يُعَذِّبَهُم وَيُشْقِيهِمْ ، فَقَسْوَةُ الحَيَاةِ عَلى المَرْءِ تُفْقِدَهـُ صَوابُهُ ، خُصُوصَا إِنْ كَانَ يَتَذَكَّرُ دَائِمَاً أَنَّ أَحَداً بِرَقَبَتِهِ مُعَلَّقْ .! أُخْتَنَا الفَاضِلَةْ .. أَعَلَمُ أَنَّ حَديثيَ مُمِلٌّ طَويلْ ، وَيَعْلَمُ الله أَنَّهُ لَو لَمْ يَطْرُقَ بَابَ رَسَائِليْ حَبيبٌ لَنَا هُنَا لَمَا دَلفَتُْ لِمَوْضُوعِكِ ، لأنَّنَا نَتأَلَّمُ لِمَا يُؤلِمُ غَيْرُنَا ، وَيَزيدُ أَلَمُنَا حِينَمَا تَكُونُ َأيدينَا خَاليَةٌ مِنْ الحُلولْ ، دَعينيْ أَخْتُم لَكِ بِهَذهـِ : أَبٌ أَعْرِفُهُ حَقَّ المَعْرِفَة ، كَانَ مِمَّنْ لا يَتَحَمَّلُ خَطأ وَلا زَلَّة ، ولا يُفَرِّقُ بَيْن الصَّغيرِ والكَبيرِ في تَعَامُلِهِ ، هُوَ مَنْ يُحَدِّثُنيْ لا غَيْرُهُـ يَقُولْ : أَخْطَأَتْ ابْنَتيْ ذَاتَ يَوْمٍ بَصنيِعٍ لَهَا فَشَرَّدْتُهَا بِـ بِنَهْرِهَا وَصُرَاخٌ في وَجْهِهَا ، حَتَّى أَحْسَسْتُ مِنْ شِدَّةٍ مَوْقِفِنَا أَنَّ الأرْضَ سَتُطْبِقُ عَليْنَا ، فَلَمْ أَعْرِفُ مَذَمَّةً وَلا شَتيمَةً إِلاَّ وَرَمَيْتَها بِهِ حَتَّى أَنيِّ شَتَمْتُ وَالِدُهَا وَهُوَ أَنَا الذيْ أَمَامَهَا ، وَ شَتَمْتُ أُمَّهَا التيْ هِيَ بِجَنْبِنَا ..! يَقُول : خَرَجْتُ وَصِرْتُ أَعُودُ كَشَيءٍ حَدَثَ في وَقْتِهِ وَوَلَّى ، فَلَمْ أُلْقِ بَالاً لِمَا كَانَ بَيْني وَبَيْنهَا في السَّابِقْ ، حَتَّى افْتَقَدتُ جُلوَسهَا بَيْنَنَا .. فَسَألتُ أُمَّهَا عَنْهَا فَقَالَتْ تُحِبُّ الاعْتِزَالَ عَنَّا ..! يَقُول : ذَهَبْتُ لَهَا فَسَألْتُهَا عَنْ عَدَمِ جلوسِهَا مَعَنَا ، حَتَّى رَمْتني بِجَوابٍ لا يُمْكِنُ أَنْ أَنْسَى أَلَمَهُ في حَيَاتيْ مَهَمَا أَسْعَدْتُهَا .. يَقُول كَانَ جَوابُهَا : " أُحسُّ أَنْ جُلوسيْ مَعَكَ يُضَايُقُكَ فَلا أُريدُ أَنْ يَتَضَايَقَ أَبي مِنْ شَيء " !! مَنْ رَأى مَعَامَلَتَهُ مَعَ أَبْنَائِهِ بَعْدَهَا ، يُحِسُّ وَكَأنَّ أَحَداً قَدْ قَالَ لَهُ بِأنُّهم سَيُؤخَذُونَ مِنْك ، هُوَ يَقُولْ " لِتَوٍّ أَحْسَسْتُ بِثَقليْ عَليْهِمْ في السَّابِق " وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ هُنَاكَ أُنَاسٌ بِلا آبَاءٍ يَعيشُونَ ، لا يَتَمَنَّونَ حنَاناً وَلا مُعامَلَةً حَسَنَةْ ، فَقَطْ لِيَتَذَوَّقَ طَعْمَاً بِقَوْلهِ " هَذا أبيْ " !! ، وَ لا بُدَّ أَنْ نَكُونَ يَقضينَ لِمَا حَوْلَنَا وَنُدْرِكَ ظُروفَ آبَائِنَا أَوْ إِخْواَنَنا فَلا يَجِبُ أَنْ نَكُونَ ضِيقَاً زِيَادَةً عَلى ضِيقٍ في الحَيَاةِ . إِنَّا للهِ وَإنَّا إِليْهِ رَاجِعُون ، لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلا بِاللهِ العَظيم [ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ] مَعْذِرَةً عَلى الإطَالَةٍ * مَا كُتِبُ هُنَا فَقَطْ مِنْ أَجْلِ هَذهـِ الصَّفْحَةٍ لا يُسْمَحُ بِنَقْلِهِ . .
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! آخر من قام بالتعديل قاهر الروس; بتاريخ 05-05-2010 الساعة 03:52 AM. |
الإشارات المرجعية |
|
|