|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
05-05-2010, 08:30 PM | #1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
الحوار داخل الجامعة
الحوار داخل الجامعة :
يشكل الحوار بين الطالب وأستاذه ركناً أساسياً من أركان التعلُّمِ والبناء الفكري , وبه يَنْشَطُ العقلُ , وتتلاقح الفِكَرُ . وحين تسود أركان العملية التعليمية مثل هذا الحوار القائم على الاحترام المتبادل بين الأستاذ والمتلقي فإن النتيجة ستكون ثماراً يانعة من الجيل الفاهم الواعي المتعلم . ولعل أبرز منابر الحوار التي ينبغي تغذيتها , والحرص على سقيها , قاعات الجامعات , وزوايا الكليات , حيث الأساتذة المثقفون , والشباب المتطلعون , والمناهج المتراكمة حد التخمة . فالطالب الجامعي يدخل الجامعة في زمن الفتوة وشرخ الشباب , على حين تذبذب فكره , وازدواجية مشاعره , وفي هذه الحالة فإنه يحتاج إلى من يناقشه ويحاوره بالتي هي أحسن , ويأخذ على يده للقول الحق عن قناعة ويقين . وحين ترى الشاب الجامعي يمتلك الشجاعة للحوار والأخذ والرد باحترام متبادل , فإنك ستجني شعباً طيب الأعراقِ , مكتمل الأخلاق . أما حين تغلقُ في وجهه أساليب الحوار , ويقوم الأستاذ أمامه بشعار : ما أريكم إلا ما أرى , فإن الخواء الفكري سَيُعَشِّشُ في رأس الأغلبية , وسيصاب الشاب بالصدمة الاجتماعية التي يرى أن أساتذة الجامعة - وهم من فئة الصفوة - يمثلون قمة الدكتاتورية والجبروت الفكري . وحينئذ يلجأ الشاب إلى من يقبل حواره , ومن يقتنع بفكره , فينتج الانحراف , ونصطدم بأجيال من جهة اليمين أو من جهة الشمال ما كان لها أن تُصادِمَ لولا أنها وجدت السبيلَ لاحتواء عقولِها ضيقاً , والبابَ لإنتاج فِكْرِها مُوصَداً . من خلال عملي في الجامعي أجد أن الطلاب يصارحونني بتبرهم من أساتدةٍ ومشايخَ يغلقون الطريق أمام الحوار والنقاش , وما عليك أيها الطالب إلا السمع والطاعة , وليس لك الحق في أبداء رأيك أو مخالفة أستاذك . إذن لماذا سميتموها : مُحاضرة ؟ أليست المحاضرة مُفاعَلةً من الطرفين ؟ أتمنى أن يتنزل الدكتور الجامعي ويتواضع ليحاوِرَ طلابه , ويستفرغ شحنات الحماس بداخلهم , لكي نحصل على رجالٍ كملت عقولهم , وتهذبت أخلاقهم , واستقامت أفكارهم , وأثمرت ثقافتهم , وأينعت بضاعتهم العلمية , وحينئذ يستحق الصرح العلمي الكبير أن يسمى : جامعة .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
|
الإشارات المرجعية |
|
|