[نقطة سـاخـنـة]

بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


... كان مما أخبر به المصطفى الكريم .. استمرار نعرات المفاخره بالاجداد والاجيال السابقة ..

ولقد وصل هذا الزمن مطلع لم يصل له من كان في الامس ... فصرنا نسمع نباح اقوام يتفاخرون بسرقة اجدادهم وغدر قبائلهم السابقة وليس هذا مدار الحديث ...


رزقني الله باناس بحثت فيب قواميس كثيرة لاجد مسمى لهم .. فعجزت الكلمات عنه وصفهم وانقلب اللسان خاسئن ذليلا عن النطق بهم . تجدهم في مدينة بريدة على سبيل العد لا الحرص .يسكنون في مساكن بريدة . ويأكلون من خيراتها ويشترون من اسواقها . بل ويتاجرون فيها " مما دونها "

ثم اذا جاء وقت الشكر ... بدأوا بالثناء على "قراهم الصغيرة " فهذا من الطرفية وهذا من الشقة وهذا من ووثال وهذا من القوارة .. وقس على ذلك من ديار ربما ندر ان تجد فيها متطلبات اساسية . ثم يتنكر للمدينة التي ضمته من فقر مصقعه . وسوء مسكنه ومع ذلك لا يزال يتشدق بها عن ما دونها .

وليت شعري . لو كانت تستحق هذه الحواري ذاك المديح . فلقد قررت مرة ان ارحل واشاهد تلك المدن الكبيرة ... فربما اشاهد فيها مالا اشاهده في نيويورك او باريس او لندن او حتى الرياض ومصر او غيرها ... وللاسف اني لم اجدهاحتى في الخارطة ... بل واخذ القارمن يسخر مني للذهاب الى هناك ..

ولم اعلم بدخولي فيه تلك الحواري الى اسامي البقالات التي سميت على تلك الضوائع .

فهنا سؤال يحز في خاطري لم ابحث له عن جواب ... مادامت هذه الديار غالية عليك لهذه الدرجة . فلماذا خرجتم منها اصلا ؟!!!! لماذا تركتموها للبوم والغربان .. او جعلتم زياراتكم لها على حياء في الاجازات او للاستراحات ؟!!

قطعا سوف يكون الجواب .. البحث عن لقمة العيش ... والتعقيب على ذلك .. لو كان في تلك الديار جزء مما تتكلمون فيه لما تركتموها ... ولجعلتم جزء بسيط من تجارتكم فيها ...

والاعجب من ذلك ولا تعجب ان الحنين الكاذب لهذه الديار يعطي مع الحليب والسريلاك لاطفالهم الصغار ... فتجد الطفل في يده رضاعته .. وبالكاد ترى اسنانه قد ظهرت .. ثم يتكلم عن عظمت تلك الديار وما فيها من روعة ...

ممزفين في ذلك اقل ذرة في عقولنا من العلم بتلك الديار ...

هنا توقفت جميع اللغات والقواميس والادباء والبلغاء عن وصفه هذه الفئة