[بندر 1430]

عندما وصلني خبر وفاة خالي رحمه الله وذلك قبل أربع سنوات قلقت على صحة والدتي إن هي سمعت بذلك الخبر لأنها كانت شديدة التعلّق به ..

حيث كانت تعتبره الأب والأخ والصديق .. كانت تقول لنا دائماً بأنه كان يمنحها ما عجز عن منحه إيّاها والدها و والدتها .. و والدي أيضاً ..!

إلا أنها حين سمعت خبر وفاته لم تحزن كثيراً .. فقد كانت قويّة مع نفسها لدرجة أنّي لحظتها لم أصدق ذلك بالرغم من إيماني العميق بأنها مؤمنة بقضاء الله وقدره ..

مع مرور الأيام بدأت والدتي تشبّه بعض من تراهم من الرجال في مختلف الأماكن بخالي وكانت تقول لنا: سبحان الله يشبه أخوي!

أيضاً كانت تشبّه أصوات البعض بصوت خالي رحمه الله ..

كنتُ و قبل أن أدرك الحقيقة التي كانت غائبة عن ذهني أقول لها بأنها تتوهّم ذلك و أحاول أن أجعلها تقتنع بوجهة نظري ظنّاً منّي بأنّي أساعدها ..

لكن الحقيقة والتي لم أدركها إلا بعد فترة من الزمن أن خالي لم يمُت بالنسبة لوالدتي لذا فهي تشاهده و تسمع صوته كلما إشتاقت له ..

كذلك هو السبب في عدم بكائها أو الحزن الشديد الذي توقعته منها بعد وفاته ..!