أم سالم .. معاناة إمرأة في حيّ السادة!

بندر 1430 · 08-05-2010, 07:34 AM

أم سالم .. تسكن هي و إبنها الصغير في السنّ في منزل قديم في حيّ السادة ..

راتبها الشهري من الضمان الإجتماعي سددت به فاتورة الكهرباء ولم يبق منه سوى ريالات قليلة لا تكفي لشراء الطعام حتى نهاية الشهر ..

أم سالم لم تكن في حيرة من أمرها أبداً قبل ذلك اليوم في موسم الصيف الحار مع سمومه التي تلهب الجوف قبل أن تحرق الوجه ..

ففي الوقت الذي تحرص على ألا يكتشف إبنها أمر ذلك (القِدر) والذي وضعته على النار لكي تغلي ما بداخله من ماء حتى تقنعه ولو بكذبها عليه مضطرة بأن هناك وجبة غداء سينعم

بها كغيره من أطفال الحيّ .. فهي أيضاً لا تريد أن تفرغ أنبوبة الغاز ..

أمّا بالنسبة للثلاجة فهي محكمة الإغلاق بواسطة قفل حتى لا يرى ما بداخلها من نِعم قد يسرقها (الحرامي) كما أخبرت إبنها بذلك ..!

كان الإبن يلعب في الشارع مع أصدقائه قبل أن تحضر سيارة الآيس كريم وليس لديه ما يطفئ لهيب كبده سوى (برادة) المسجد بارك الله فيمن وضعها ..

ركض الأطفال بإتجاه سيارة الآيس كريم ليشتري كل منهم ما يريده حسب ذائقته .. تظاهر ذلك الإبن بأنه نسي نقوده في أحد أدراج غرفته و طلب من البائع أن ينتظره ..

وعلى الرغم من صغر سنّه إلا أنه كان يحرص على عدم إرهاق والدته بكثرة طلباته .. والدته أيضاً كانت تبادله ذلك الشعور وذلك بعدم إرهاق روحه برفض ما يطلبه منها ..

عندما أخبرها بأدب وببراءة الأطفال عن رغبته في شراء آيس كريم مثل أصدقائه وافقت بدون تردد و قالت له حتى تخلّص نفسها من مأزق ذلك اليوم فقط ..

"سأمنحك النقود لكي تشتري ما تريده من الآيس كريم على أن نؤجل وجبة الغداء للمساء حتى تأكلها و لديك الرغبة الكاملة في ذلك" ..

لم يتردد إبنها و هزّ رأسه بسرعة ليبلغها عن عدم إعتراضه على تلك الفكرة .. وإستمتع في تلك الظهيرة بوجبة خفيفة باردة أطفأت لهيب كبده و روح والدته ..

إلا أنّ ذلك كان مؤقتاً حتى حلول المساء ..

تُرى مالذي ستفعله أم سالم حينها؟

وكيف ستتصرّف كل أمّ محتاجة تمرّ بموقف مماثل؟

أحبتي .. لما لا نحاول وضع أنفسنا في مثل تلك المشاهد؟

برأيكم .. ألا يستحق الأمر أن نقف وقفة جادة تجاه المحتاجين خاصة مع إقتراب موسم الصيف؟

08-05-2010, 07:34 AM	#1
بندر 1430 كاتب مميّز تاريخ التسجيل: Oct 2009 البلد: بريدة المشاركات: 4,723	أم سالم .. معاناة إمرأة في حيّ السادة! أم سالم .. تسكن هي و إبنها الصغير في السنّ في منزل قديم في حيّ السادة .. راتبها الشهري من الضمان الإجتماعي سددت به فاتورة الكهرباء ولم يبق منه سوى ريالات قليلة لا تكفي لشراء الطعام حتى نهاية الشهر .. أم سالم لم تكن في حيرة من أمرها أبداً قبل ذلك اليوم في موسم الصيف الحار مع سمومه التي تلهب الجوف قبل أن تحرق الوجه .. ففي الوقت الذي تحرص على ألا يكتشف إبنها أمر ذلك (القِدر) والذي وضعته على النار لكي تغلي ما بداخله من ماء حتى تقنعه ولو بكذبها عليه مضطرة بأن هناك وجبة غداء سينعم بها كغيره من أطفال الحيّ .. فهي أيضاً لا تريد أن تفرغ أنبوبة الغاز .. أمّا بالنسبة للثلاجة فهي محكمة الإغلاق بواسطة قفل حتى لا يرى ما بداخلها من نِعم قد يسرقها (الحرامي) كما أخبرت إبنها بذلك ..! كان الإبن يلعب في الشارع مع أصدقائه قبل أن تحضر سيارة الآيس كريم وليس لديه ما يطفئ لهيب كبده سوى (برادة) المسجد بارك الله فيمن وضعها .. ركض الأطفال بإتجاه سيارة الآيس كريم ليشتري كل منهم ما يريده حسب ذائقته .. تظاهر ذلك الإبن بأنه نسي نقوده في أحد أدراج غرفته و طلب من البائع أن ينتظره .. وعلى الرغم من صغر سنّه إلا أنه كان يحرص على عدم إرهاق والدته بكثرة طلباته .. والدته أيضاً كانت تبادله ذلك الشعور وذلك بعدم إرهاق روحه برفض ما يطلبه منها .. عندما أخبرها بأدب وببراءة الأطفال عن رغبته في شراء آيس كريم مثل أصدقائه وافقت بدون تردد و قالت له حتى تخلّص نفسها من مأزق ذلك اليوم فقط .. "سأمنحك النقود لكي تشتري ما تريده من الآيس كريم على أن نؤجل وجبة الغداء للمساء حتى تأكلها و لديك الرغبة الكاملة في ذلك" .. لم يتردد إبنها و هزّ رأسه بسرعة ليبلغها عن عدم إعتراضه على تلك الفكرة .. وإستمتع في تلك الظهيرة بوجبة خفيفة باردة أطفأت لهيب كبده و روح والدته .. إلا أنّ ذلك كان مؤقتاً حتى حلول المساء .. تُرى مالذي ستفعله أم سالم حينها؟ وكيف ستتصرّف كل أمّ محتاجة تمرّ بموقف مماثل؟ أحبتي .. لما لا نحاول وضع أنفسنا في مثل تلك المشاهد؟ برأيكم .. ألا يستحق الأمر أن نقف وقفة جادة تجاه المحتاجين خاصة مع إقتراب موسم الصيف؟ آخر من قام بالتعديل بندر 1430; بتاريخ 08-05-2010 الساعة 07:40 AM.