[لسـ المواطن ـان]

يعتقد البعض أن الله لا يحاسب الجاهل على جهله ..!! ولا الضعيف على ضعفه ..!!

ومن يعتقد بهذا الإعتقاد المطلق فهو بلا ريب خاطئ مخطئ .

ولو أن هذا الاعتقاد سليم لما أمر الله عز وجل نبيه وبدأ معه الرسالة بـ " إقرأ " مع العلم أن هذا النبي أمي لا يقرأ ولا يكتب .. ولكن الله أعلم بأن جعل مئآل كلامه محفوظاً في كتاب واحد نقرأه آنا الليل ، وأطراف النها ... وهو اليوم قائم على القراءة والتدبر .

فهذا هو الدين الذي ندين به لله عز وجل يحث ؛ وبأول آياته على الخروج من الجهل بما يحيط بنا ، ونتعرض إليه من أقوال وأفعال ... فهذا برهان قوي على ضرورة البحث عن المفيد في بطون الكتب ما دام الله قد أنعم علينا بنعمة القراءة ... وقد حرم منها الكثير ممن هم قبلنا ... فهذه نعمة صرفها البعض في غير مصرفها ... إما بالصف والمجلات .. أو ما شابه .

فتجد القارئ يدعي الجهل في أمور الدين فقط دون غيره ... متجهاً لهذا أو ذاك طلباً للفتوى عن هذه المسألة أو تلك ... أو أنه يسير على فتوى من الفتاوى المغلوطة وهو عالماً بهذا الغلط فيها ... ولا يزال يدعي جهلاً أنه قد " جعل بينه وبين النار شيخ أو مفتي "..!!

فهل يعتبر هذا جاهلاً ..؟

أنا لا أظن لكن والله أعلم أنه عاصي على بصيرة مستهتر بدين الله وحسابه عظيم عند ربه .

أما الضعيف ... فلو أن صاحب الضعف عن حقه يعذر لما أمر الله نبيه بإعداد العدة والجهاد في زمن كان المسلمون فيه أقل عدداً وعده ... ومع هذا أمر الله نبيه بالدعوة جهراً ، والجهاد ... وغضبه عز وجل على المتخلفين من المسلمين كما جاء عمن تولى يوم الزحف .. أو من كذب بالدعوة لدينه .

واليوم نجد كثيراً من الضعفاء أو من لبس ثياب الضعف في محل قوة ... ومن هذا أمثلة كثيرة ... كالرجل في بيته ضعيف أمام المعاصي التي قد تكون في منزله .. والحجة أن هذا أصبح من الضروريات ... أو .... أو... حتى نصل إلى دول وعلماء ادعو الضعف أمام العدو بحجة كذا وكذا .

أو أنا وأنت أخي الكريم عندما نجد شيءً نظن أنه خطأ فنقول : " أن الأمر لا يعنينا وله أهله " فهذا قد نحاسب عليه إن لم نذكر المعني عن هذا الخطأ .. فالدين قائم على النصيحة ... كما أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الدين والنصيحة .

السؤال :

هل الجاهل من هؤلاء جاهلاً ... ومدعي الضعف ضعيف ..؟

دمتم بحفظ الله وأمانه .