[أبو ريّـان]

في آواخر عصر هذا اليوم , كنت أتأمل السماء كيف هي ملبدة بالغيوم , مع ذلك لم ينزل في ذلك الوقت
إلا قطرات يسيرة ومتقطعة ..
وربما ليست على جميع جهات مدينتنا ..

عندهـا تذكرت حديث نبينا صلى الله عليه وسلم
( مفاتيح الغيب خمس لايعلمها إلا الله : لايعلم ما في غدا إلا الله، ولا يعلم ما تغيض الأرحام إلا الله
ولا يعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله ، ولا تدري نفس باي ارض تموت ولا يعلم متي تقوم الساعه إلا الله)
قال الشيخ ابن عثيمين /:
هذه مفاتح الغيب، وسميت مفاتيح :
(لأن كل واحد منها فاتحة لشيء بعده ) :
(إن الله عنده علم الساعة) فالساعة فاتحة للآخرة التي هي النهاية.
(وينزل الغيث) والغيث فاتحة لحياة النبات.
(ويعلم ما في الأرحام) فاتحة لحياة كل شيء.
(وما تدري نفس ماذا تكسب غداً،) فاتحة للمستقبل.
(وما تدري نفس بأي أرض تموت) فاتحة لقيامة كل إنسان بحسبه لأن من مات فقد قامت قيامته. أ.هـ
بتصرف يسير .


ماذا قال رسولنا /
( ولا يَعْلمُ مَتَي يَأتِي المَطَرُ أحَدٌ إلا الله )
يعلم الجميع أن المطر إما أن يكون رحمة أو عذاب
وإما نقمة أو نعمة وهذه أمور لايعلمها إلا الله ..
فالرحمة والعذاب , والنعم والنقم , كلها مستأثرة في علم الله سبحانه فليس بيد البشر أي سلطة أو إطلاع .. !

ومهما اجتهد العلماء وأهل الأرصاد الجوية في تحري نزول المطر ومكان نزوله وتحديد أماكن نشؤ السحب , فلن يستطيعوا إطلاقًا أن يجزموا بذلك .. !

وهذا عجب عجاب .. فلقد وصلت التقنية الحديثة
بالأجهزة الالكترونيّة المتقدمة ,إلى رؤية الجنين وهو يتقلب في بطن أمه
وتحديد جنسه من ذكر وأثنى ( طبعًا بعد أن يتكون ويتخلّق ويكون كذلك)
ورؤية سطح القمر والكواكب وأشكال النجوم , ومتابعة المذنبات
والغوص في البحار ,إلا أنهم بكل هذا التقدم لم ولن يستطيعوا أبداً الجزم بهطول الأمطار ..
مع علمهم بأماكن تراكم ونشأة السحب ..


حتى أن الغرب الكافر قد أذعن وخضع لهذا الأمر /:
فبالسابق كان الرجل الكافر, ينتظر نشرات الأخبار وأحوال الطقس , لمعرفة مدى إمكانية هطول المطر /:
فتقول أرصادهم: أن صباح اليوم سيكون هناك أمطار فليأخذ الجميع إحتياطاته وحذره
فيقوم الرجل ويأخذ معطف المطر , والمظلة الخاصة
ويذهب إلى مقـر عمله ويرجع ولم ينزل أي قطرة ..

ومن الغد تقول أرصادهم :
أن صباح اليوم لن يكون هناك أي مطر وغيث , فيرجع الرجل من عمله وهو مبتل الثياب وبحالة يرثى لها /:
وبالأخير أذعنت الأرصاد وأعلنت للشـعبِ
أنه لايمكن لهم الجزم بإمكانية هطول الأمطار ..
إنما ذلكم إحتمالات وتوقعات ربما تصدق وربما تكذب .. !!

وهذا دليل حسي قاطع على أن نزول الغيث أمره بيد الله وحده ..
ونحن نلاحظ هذا , فتجد الغيوم تتراكم فوق رؤوسنا لمدة أيام ومع ذلك لاينزل منها شيء

..فَسبحَانَ مَنْ بِيدِهِ مَفَاتِيحُ الغَيب ..

عبدالرحمـن