|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
18-05-2010, 04:01 AM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Oct 2004
البلد: عَ ـــابرٌ إِلَى الجَنة
المشاركات: 6,346
|
شَعْبٌ يُقَطِّعُهُ الأَنِينْ مِنْ الأَلَمْ ..!
.
. شَعْبٌ يُقَطِّعُهُ الأَنِينْ مِنْ الأَلَمْ ..! قَالَ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ : [ اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ أَمْر أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ , وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْر أُمَّتيْ شَيْئَاً فَرَفَقَ بِهِم فَارْفُقْ بِهِ ] أَوْ كَمَا قَالَ عَليْهِ الصَّلاةُ والسَّلام *** لَقَدْ بَاتَتْ الشُّعوبُ الإسْلامِيَّةُ تَتَدَلَّى بَيْنَ أَنْيَابِ العَجزِ والفَقْر ، و حَيَاتٌ يَمْلئُهَا المَصيرُ المَجْهُولْ والأمَلُ الذيْ كُلَّمَا مُدَّتْ حِبَالِهِ قُطِعْ ، شَعْبٌ أَشْبَهُ مَا يَكُونُ بِذَاكَ الذيْ بُتِرَتْ يَدَاهـُ وَ قُهِرَ لِيَبْنيَ حَيَاتُهُ ، فَالألَمُ قَدْ بَدَا يُسْمَعُ بَعْدَمَا كَانَ سِنينَ طَويلَةٍ يَرُدُّ صَدَاهـُ قُلوبٌ ضَعيفَة صَامِتَةْ ..! سُحُبُ هَمٍّ مُتَرَاكِمَةٍ تُصَاحِبُ البَاحثَ عَنْ رِزْقِهِ ، أَبٌ فَارَقَ أبْنَائَهُ لِيُوفّرَ لِبَيْتِهِ مَا يُؤمِّنُ حَيَاتُهُم ، وَامْرَأةٌ مِسْكينَةٌ تَتَلَفَّفُ بِجِلْبَابُهَا تَحْتَ لَسَعَاتِ الشَّمْسِ المُحْرِقَة عَلَّهَا تَجِدُ مَا تَضَعَهُ لأيْتَامِهَا ، وَشَابٌّ مِسْكينٌ ذبُلَ قَلبُهُ وَهُو في رَيْعَانِ شَبَابِهِ مُحَاولاً إِرْكَازَ حَيَاتِهِ وَتَثْبيتَ مُسْتَقْبَله ..! صُوَرٌ مُؤْلِمَةٌ دَاخِلَ أَحْضَانِ شَعْبٍ فِيْ أَغْنى دَوْلَة ، وَ مِرْآةٌ تَعْكسُ صُوَرَ المَعِيشَةِ القَاسِيَةْ ، وَمَا يَزيدُ الألَمَ أَمْوال طَائِلَةٌ يَتَحَدَّثُ الإعْلامُ بِهَا في كُلِّ لَحْظَةْ ..! وَمَا يُؤلِمُ في الحَقيقَةِ أنَّ الشَّعْبَ يُقَابِلُ الأخْبَارَ صَبَاحَ مَسَاء عَلَّهُ يَجِدُ شَيْئَاً مَا يَشْفي غَليلُهُ ، فَيَزيدُ الهَمَّ غَمَّا ، تَسَلُّطَاً عَليْهِ ، وَتَهَجُّمَاً على رُموزِ دينِهِ ، وَاسْتِفزَازَاً لأَفْرَادِ مُجْتَمَعِهِ ، وَ سُخْريَةً بِعَادَاتِهِ وَتَقَاليِدِهـِ .! إِنَّ الشُّعوبَ لَتُحَاوِلُ دَائِمَا أَنْ تَتَجَرَّعَ مَرَارَةَ العَيْشِ فِيْ سَبيلِ حِفْظِ التَّوَازُنِ وَاسْتِقْرَارِ المُجْتَمَعِ وَ تَوْحيدِ الصَّف وَ الحِفَاظ عَلى بَقَاءِ الشَّريَعةِ وَمَا يُؤمِنُ بِهِ ، غَيْرَ أَنَّهُ لَنْ يَتَحَمَّلَ تَجْريحَاً بِهِ وَبِحَيَاتِهِ وَمَنْهَجِهِ ..! وَلَمْ تَكُنْ بَعْضُ الشُّعوبِ المِسْكِينَةُ التيْ لَطَالَمَا كَانَتْ تَبْحَثُ عَنْ لُقْمَةِ عَيْشِهِا بَيْنَ مَخَاطِرِ الحَيَاةِ أنَّ أَحَداً مَا سَيَحْسُدُهُـا حَتَّى عَلى فَقْرِهِـَا ، فَتُؤخَذُ الأمْوالُ مِنْهَا بِغَيْرِ حَق ..! إِنَّ إبْقَاءَ الشُّعوبِ تَحْتَ سِيَاسَةِ التَّجويعِ والقَهْرِ لَهيَ التيْ تَجْعَل أُسُسَ المُجْتَمَعاَتِ هَشَّة ، ويَنَتَشِرُ في الظُّلمِ والفُحْشِ والتَّعديَّ والانِحْلالْ ، و صُور هَذهـِ المُجْتَمَعاتِ مَا زَالَتْ ظَاهِرَةْ ، حَتَّى أَصْبَحَ الغَنيُّ يَعيشُ عَلى حِسَاب الفَقيرِ ، والفَقيرُ يَأكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأرْضْ ..! لا بُدَّ مِنْ إِكْسَابِ الشُّعوب الثِّقَةَ في نَفْسِهَا ، وَ مُرَاعَاةِ حَيَاتِهَا وَأُسُسِهَا وَعَادَاتِهَا ، وَ بَسْطِ اللينِ في التَّعَامُلِ مَعَهَا ، وَ إِظْهَارِ الحَقَائِقِ لَهَا ، وَ إسْداءِ المَعْرُوفِ لَهَا عَنْ غَيْرِهَا ، لِتَعيشَ الأمَّةُ أَجْمَع عَلى تَكَافُلٍ وَكَلِمَةٍ وَاحِدَةْ ، وَ تَزَيدُ قُوَّةُ الدَّولَة كُلَّمَا قَوي المُجْتَمَعْ ، وتَتَرَكَّزُ فِيِه مُجْتَمَعَاتِنَا المُسْلِمَةَ عَصْرَاً حَافِلاً بالرَّخاءِ والنَّزَاهَةِ والكَرَامَةِ ، وَتَظْهَرُ حَيَاتِنَا بِوَجْهٍ حَسَنٍ يَتَمَنَّى الكُلُّ مُقَابَلَتُه ..! يَا أَيُّهَا العُلمَاءْ .. لِتَكُونُوا يَدَاً حَانِيَةٍ صَادِقَةً أَمِينَةً تَأَخُذُ يَدَ الوَالِيَ وَتَضَعُهَا عَلى جِرَاحِ رَعيَّتِهِ ، وَ مِنْبَرَ حَقٍّ يَدْفَعُ الشَّر عَنْ المُجْتَمَعِ وَيُنْقِذُهُـ . يَا مَعْشَرَ الحُكَّامِ والسَّاسَةْ .. لا تُصْدِرُوا القَرَارَاتِ في النَّظَرِ لِحَالِكُم ، لأنَّ الشَّعْبَ يَشْرَبُ مِنْ مَجْرَى المَاءِ وَأنْتُمْ مِنْ مَنْبَعه ..! *** كُلُّنَا أَمَلٌ بِاللهِ ثُمَّ بِعُلمَائِنَا وَحُكَّامِنَا .. أُمورٌ للهَاوِيَةِ تَقُودنا أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ . .
__________________
إِنَّ دَمْعيْ يَحْتَضر ، وَ قَلبيْ يَنْتَظِرْ ، يَا شَاطِئَ العُمرِ اقْتَرِبْ ، فَمَا زِلْتَ بَعيدٌ بَعيدْ رُفِعتْ الأشْرِعَة ، وَبدتْ الوُجوهـُ شَاحِبَةْ ، وَدَاعَاً لِكُلِّ قَلبٍ أحببنيْ وَأحبَبْتُهُ ..!! يَقول الله سُبحَانَهُ [اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ ]!! |
الإشارات المرجعية |
|
|