[بندر 1430]

كوب قهوة .. صفحة مال وأعمال في جريدة ..

كان منهمكاً في قراءة آخر أخبار سوق الأسهم ..

"يااااااه المؤشر اليوم لا يبشّر بخير!"

.
.

نصفه الآخر في المطبخ تستعد لإستقبال ضيوفها بتحضير شتّى أنواع الحلويات ..

لا تريد الإزعاج .. لذا أمرت طفلهما الوحيد بأن يلعب في فناء المنزل ..

كان صوت إرتطام كرته بحائط غرفة الجلوس مطمئناً لقلبها و قلب والده ..

فهو تعبير عن إستمتاعه بوقته مع نفسه .. والكرة ..!

.
.

خبر إقتصادي سيء من النوع الثقيل .. "ماذا؟! سهمي الوحيد خسر ربع قيمته ..!"

" يا فلان .. قلّل من إزعاجك .. إذهب وإلعب بعيداً عن نافذة الغرفة" ..

خرج الطفل إلى الشارع .. حيث ملاذه الوحيد بعد أن سمع صراخ والده ..

.
.

مرّت نصف ساعة ..

هدوء يعمّ أرجاء المنزل ..

إنتهى الأب من قراءة الجريدة ..

حضّرت الأم الحلويات لضيوفها ..

الأب: "فلانة .. أين الولد؟ لقد وعدته بأن أذهب به إلى مدينة الملاهي"

الأم: "لا أدري .. كان يلعب في الفناء!"

خرج الأب إلى الفناء .. "فلان .. فلان" كان يناديه بأعلى صوته ..

لا أثر لطفله هناك .. بحث عنه في كل مكان حتى في غرفته الصغيرة ..

صمتٌ يعمّ أرجاء المكان ..

ماعدا صوت أنفاسه .. و ضجيجٌ في قلبه ..!

لم يكن يعلم بأن إبنه خرج للشارع لأن الباب حينها كان مغلقاً ..

وبينما هو كذلك .. طرق أحدهم باب الشارع بشدّة ..

ذهب مسرعاً بإتجاه الباب و فتحه ..

كان الطارق هو إبن الجيران ..

"خير إن شاء الله .. ماذا تريد؟ هل رأيت إبني؟ هل كنتما معاً؟"

أسئلة طرحها الأب على إبن الجيران و التفاؤل يملأ قلبه ..

أمّا إبن الجيران فكانت عيناه تشيران نحو سيارة مسرعة كانت ذاهبة بإتجاه الشارع العام و هو يقول بصوت مرتبك:

"لقد ذهب مع ذلك الرجل!" ..

.
.