|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
01-08-2004, 11:56 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Mar 2002
البلد: المملكة العربية السعودية
المشاركات: 903
|
(شاب على صفيح ساخن)ـــــــــــــــــ(قصة)
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
[line] شاب على صفيح ساخن (1) سمع صوت النغمة التي تشير إلى دخول أحد المستخدمين إلى المسنجر... بادرها ... = هلا... وبعد مدة ليست قصيرة ردت... = أهلين ((رد بأسرع من البرق خشية أن يفلت الصيد)) = ممكن نتعرف... =إيه ليش لا... = من وين... ثم سبحا في طوفان من الغرام ومقدماته... (2) أدار محرك الكامري حرك عصى ناقل السرعة ... رفع الجوال ثم لثمه طويلاً كأنما يريد أن يختزن فيه كل أحاسيسه ومشاعره الملتهبة التي زادها اضطراماً كلمات الحب ... أوقفته الإشارة الحمراء بعد أن قطع مسافة لا بأس بها ... إلتفت حوله لم يكن ثم غيره أدرك للتو فقط كم ابتعد عن منزله في حي البشر ... أوه ...كل هالمسافة وأنا ما دريت عن نفسي ... بنت الذين هبلتن . قال ذلك مخاطباً نفسه...كان سارحاً في خياله إذ ذاك يسئل نفسه كيف سيكون حديثها صوتها هل هو جميل مثل كلماتها الرياضية اللذيذة ، هل هي رومانسية ... رومانسية ؟ حلوة رومانسية هذي آخر زمن والله حاله . قال ذلك بصوت ممزوج بضحكة فيها شيء من الاستهتار بنفسه . مؤشر السرعة يتجاوز 120 إلى 130... 140 ... 150 ...حتى استقر عند 160 ولا زال عادل بلا شعور يعيش في منطقة اللازمان واللامكان ... يد على المقود ويد فيها الجوال يرفعه كل لحظه إلا لحظات تسرقه من الزمن يسافر معها دون أن يدري ، يرخي عنان خياله لها فيسيح معها في أفق بعيد متناهي البعد...يحلق معها في أطياف الماضي ويخترق فيها ذكريات مهجورة ... لايدري لماذا تذكر أبيه في هذا الوقت ...كم يكره أباه بالقدر الذي يحب فيه أمه ... إنتفض فجأة ... فتح زجاجة السيارة وصرخ بأعلى صوته : الله يلعن أبوووك ياصالح المحمد الله يلعنك من ألف لعنة ... عاد به شريط الذكريات إلى أخر غداء أكله مع أبيه وإخوته الصغار قبل إسبوعين ... ثم خاطب نفسه : يقال أبوك جايبن خبرك ، والله مادرى عنك الله يلعن اللي جابه ولد الكلب ...فتح العنان لذكرياته تألم بشدة ترجم الألم بضغطة دواسة البنزين وبدء فيلم الذكريات المرة بالعمل... الأب : عادل وتبن...وشبك طاقه هوجاس . يغرق عادل في صمت مطبق ينزل رأسه إلى الأرض تسقط الملعقة من يده إستعداداً لعاصفة من الشتائم التي لا تخلو من إصابة بكف أو ركلة على أي موضع توافقه قدم الأب الغليظة من جسد عادل ... الأب : ليش ماترد...بنت أنت ماتهرج... يواصل الأب : وبعدين تعال قلي ياولد الكلب ليش ماصليت الفجر اليوم بزران كبر فخذك قدام أبوتهم بالمسجد وأنت جالس تطاقع بفراشك يا حمار أو عليك العادة هاه قلي ... ثم يجيب صحن التمر وقد أحدث دوياً قوياً إثر إرتطامة بالجدار بعد هبوط مؤقت على هامة عادل ... أم عادل : الله يهديك ياصالح خل الولد يتغدى لا تنكد عليه أوجعته... أبوعادل : كولي تبن لاتتدخلين أنتى اللي خربتيه الله يلعن أبوك على أبوه يابنت الرفض... ثم وجه أبو عادل خطابه إلى عادل : أسمع ياوجه العنز والله وإيمان الله لو ما أشوفك قدامي بالمسجد إني لألعن سقافك سمعت ولا لا ... لا تحسبه حب بك أنت كلب ماتستاهل بس ماودي العدا يتشمتون...يالله قم إنقلع عن وجهي الله يلعن... ولم يتم الأب سبابه وإلا وعادل يغط في نوم عميق كعادته بعد المعارك الضروس مع والده . ضغط على الجوال بشدة كأنما ينفس عن قهره وضيمه من كلمات والده...رفع الجوال نظر في ساعته ثم نظر في ساعة السيارة كأنما يريد التأكد من أن الوقت قد قرب... فجأة رن جرس الهاتف الجوال إضطرب لم يرفعه كعادته...فقد كان متوتراً بشدة يحس أن قلبه سيقفز من صدره من شدة خفقانه... حدث نفسه بألف فكرة ودارت في ذهنه ألف خاطرة خاطب نفسه : ***إثقل عليها شوي أزين . ***لا لا أخاف تهون أو تمل . ***لا لا الثقل زين . كل هذه الخواطر ولم تنتهي الرنة الأولى لجرس الجوال بعد. رفع الجوال إلى أعلى نظر إلى الرقم فأصيب بخيبة أمل كبيرة تمت بكلمات مسموعة : أمي...أوه وش تبي ذي بعد...ثم إنتفض فجأة وصرخ برعب لا يصير أبوي... = سـ..سـ..سـم سم طال عمرك . = .... = أمي... هلا والله خير . = .... = لا...أبجي بعد شوي. = ... = توناالساع حدعش. = .... = لا طالعين بالبر ... = .... = لا مهيب برد . = .... = يمه تكفين أحتري مكالمة من واحد بسرعة... = .... = يمكن الساع وحده مع السلامة . تنفس الصعداء وإرتاحت نفسه قليلاً ثم قال بصوت مسموع : = أشوى أحسبه بن الكلب . وصل دوار جامعة الملك سعود تذكر شيئاً قلب في الدرج أخرج شريطاً قديماً قبيح الشكل أدخله في المسجل ضغط على الشريط بإصبعه إبتلع المسجل الشريط ثم أدار زر الإرجاع ورفع على مؤشر الصوت بصورة أليه لا إرادية من كثرة ماكررها.. وفي أثناء ذلك طاف في خياله أصدقائه في الجامعة كلهم يسمعون غير الذي يسمع ... أبو خشه : أذبحه عند نوال الزغبي وباسكال . أعرفه الباليه ذا مهوب حب بالصوت بس التكحيل ذابحه. فهد: يموت بشي اسمه خالد عبد الرحمن . زقم الديك: أمه وأبوه أحلام . أبو فتخه : ياكل ويشرب بنجوى كرم . إلا أنا أختلف عنهم .. .سمع تكه خفيف أعقبها صوت صدح بقوة : زمانك لو صفا لك يوم فلا تحسب صفا لك دوم وعينك لاهنت بالنوم ترى الايام غدارة رن الهاتف الجوال اهتز المقود في يد عادل تمايلت السيارة ذات اليمين وذات الشمال ... أراد إطفاء المسجل فضغط على زر التقديم ثم ضغط على زر إخراج الشريط فإشتغل الراديو على الأف أم ... أخيراً نجح في إقفال المسجل رفع الجوال هتف مخاطباً نفسه : = مفتاح الرياض...ريم سقط الجوال أسفل رجليه عند دواسة البنزين ...أوقف السيارة بعد جهد ثم رفع الجوال وضغط على زر الـ(( on )) وقال بصوت مرتعش وتوتر يملىء العشرين سنة قضاها في هذه الدنيا : = نع نع ..نعم. = ألو. = أخ أخ أخيراً ... (3) كان عادل يمخر عباب الكوبري المقطوع ضمن أرتال السيارات التي خرجت تلك الليلة ... كانت الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ، كان وحيداً لم يكن ثمة رفيق معه كالعادة ... شلة الجامعة أعدت العدة لقضاء إجازة نهاية الأسبوع في (عروق الطرفية)، وتخلف هو عنهم بسبب منع أبيه له من المبيت خارج المنزل . أحس بملل رهيب ... أحس بفراغ قاتل... أحس بضيق في صدره لم يعهده من قبل ،كما لو كان ينتظر حدوث شئ رهيب... لم يجد سلوى في الدوران ولم يجد أنساً في متابعة حركات الشباب على طريق الربيعية... لا يدري لماذا تذكر قصيدة علي القحطاني في رثاء عيسى الأحسائي: لو البكا ينفع وكثر الحسايف لابكيك يا عيسى على طول الأيام هل لأن المقطوعة كانت تجسيداً للحزن الذي أصبح جزءاً من كيانه ... هل لأنها تمثل الألم الذي أصبح رفيقه الدائم ... هل لأنها تمثل المفقود الذي يبحث عنه في كل شئ وبأي شئ... لايدري لماذا... وسيظل لايدري ... حرك يده ورفع مؤشر الصوت وتمايل طرباً مع فتى الشرقية (أبو نايف): على قدر ما تعطيني أعطيك على قدر ما ضحيت أضحي رجيتك وخيبت الرجا فيك أبي راحتك وتريد ذبحي أنزل مكبس النور إلى الأسفل وفتح الإشارة بإتجاه اليسار، ضغط على كابح التوقف ودار بإتجاه اليسار عائداً نحو مدينة بريدة ثم انعطف يميناً مع الدائري... متجهاً صوب المنزل وقد تذكر ريم بعد أن نسيها مدة أربعة أيام.... (4) تقلب على فراشه، أمضه الأرق، أطلق تنهيدة ساخنة ، إلتفت عن يساره رفع المنبه وقربه من وجهه وضغط على مصباح المنبه وتأفف بضيق : =أففففففف الساع ثلاث ونص ولا جان نوم وش هالبلوا... وضع المنبه في مكانه وانقلب على جنبه الأيمن وقعت عينه على وجه زوجته أم عادل التي كانت تغط في نوم عميق، تأمل وجهها كما لو كان يرثي لحاله، وحانت من زوجته إبتسامة بلهاء لا علاقة لها بعالم الواقع وإنما نبتت في عالم الأحلام... : = طاعونٍ يطعنك... من زين هالوجه تحلمين بعد. شح عليها حتى بالحلم أراد محاصرتها حتى في عقلها الباطن ...ما أقسى الرجل إذا نزع منه الإيمان والرحمة... تذكر ابنه عادل... لايدري أي ذنب يجعله يقسو عليه دائماً هل يريد له أن يقاسي الحياة كما عذبته هو، هل بخل عليه بحياة تخلو من المنغصات في شبابه... أسئلة تنتظر الإجابة وستظل واقفة أمام باب عقله دون إجابة...لان صالح المحمد نفسه لايعلم لها إجابة... سمع صوت موسيقى قادم من بعيد...أطلق تنهيدة حنق وضيق قال بتمتمه: =هالشاذي... إلا ما أروح هالحين أخليه قربة دم بفراشه ... كيف جاب لي الصمرقع...كيف هو أوزا بي...الله يقطع العيال وسنين العيال. ثم طاف في خاطره طيف من الماضي السحيق ،أوغل في الذكريات، ذهب بعيدأً بعيداً على مسافة أكثر من عشرين سنة مضت... تذكر فوزية...التي كان صوتها يدخل قلبه بلا استأذان...الحب الضائع كما كان يسميها... خفق قلبه بشده عندما تذكر مرارة الألم والأسى الذي تجرعه عندما أجبره والده على الزواج من لطيفة بنت عمه..والتى ما أحبها ساعة قط : =الله يرحمك يبه... الله يهديك بس.. إلتفت إلى لطيفة التي لاتزال غارقة بكل براءة في النوم ،وكأنه لايعنيها من أمر الدنيا شئ... تأمل وجهها بشئ من القرف...قال مخاطباً نفسه : =الله يرحم حالي...ناه يا ناس تقل بقرة مضيعة وقت الحلاب...ياربيه إلا ذي براطم يا جماعة الربع ذي شطايا ضب مهيب براطم... آهه... الله يلعن اللي كفر... ثم صرف نظره عنها متأففاً وعاد عامداًإلى الغرق في خياله مرة أخرى... تذكر فوزية ...بدأت تتضح على محياه ابتسامة طالما نسيت الطريق إلى وجهه داخل البيت...بدأ يترنم بمقطوعة سمعها من خاله أبو فوزية: انتفخ لصتك غرامي وفقع على وليفٍ من شافه طقع أدعج العينين لكنه ضرير مشيته درهام وطبوعه دلع لم تكن فوزية بذلك الجمال... ولكن الممنوع مرغوب كما في أدبيات ونفسيات القصمان ، فقد صور له خياله الذي نسجته فاتنات القنوات، أن فوزيه الخبوبية ذات جمال لايقاوم وقِدٌ ميّاس،وغنج ودلال...فقط لأنه أجبر على غيرها ... وكانت الضحية أولاً لطيفة وكانت الضحية آخراً أبناؤها. أحس أبو عادل بريقه يمتنع عن الصعود والنزول...شعربالعطش ، نزل من سريره...عدل وضع الفانلةالعلاقية، أنزل كم سروال (السنة) الذي التف على فخذه، وخرج من غرفةالنوم قاصداً برادة الماء... (5) كان عادل منهمكاً في الدردشة على النت نسي ما حوله أحس بحركة خلفه لكنه لم يعرها أي اهتمام البته... ع=اتصلي الأن حياتي... ر=اصبر شوي ما اقدر... ع=لا انا ملزم مشتاق لصوتك ر=دايم عنيد انت ع=يالله انا انتظرك...باي ر=خلاص..باي اقفل المسجل ...مرت لحظات خاطفة... رن هاتفه الجوال ضغط عادل على زر فتح الخط ثم طبع قبلة ساخنة على سماعة الجوال: =هلا بحياتي = لا تحاول انا زعلانة...اتصل فيك ودايم الرقم خارج الخدمة = انا اسف عمري توني والله مسدد الفاتورة وسلف بعد علشانك = خلاص سامحتك..وين اللي وعدتني فيه = حبي اول الصور اللي ارسلت وش رايك بهن = جنان الله يخليك لي يا بعد روحي = يضيع الكلام مني حياتي ما اقدر... وفجاءة اسودت الدنيا بعيني عادل أحس بدوار شديد سقط على الأرض...صرخ بكل قوته ألماً... تناثرت فوق رأسه وصدره القطع الباقية من الجوال بعد أن أصابت الضربة رأسه لتستقر على بعد سنتميترات قليلة من وجه عادل... أدرك أن أباه كان السبب... انكشف المستور... بعدها غاب عن الوعي.... أفاق إلتفت يمناً وشمالاً وجد أمه قد اسندت رأسه إلى رجلها.... أحس برعب شديد،أحس بالجوع ،أحس بالعطش ،أحس بكل شئ ،أراد أن يحتمي بأي شئ من أبيه، تمنى لو أصيب بالشلل أو العمى أو الموت ... حتى يخرج مما ينتظره... نهض قليلاً... = بسم الله عليك يا وليدي =...آه... = ما تشوف شر ان شا الله يا جنيني = وينهو... =يا وليدي... لم تستطع الأم اكمال القول بكت بكاءاً مراً. نظر عادل وإذا بآثار اصبعين على خد الأم.. =ابن الكلب يمد يده عليك... =يا ولدي لاتفضحنا... اندفع الباب وارتد سريعاً بعد أن إرتطم بالجدار ودخل أبو عادل والشرر يتطاير من عينيه... =أخيراً وقعت ولا حدش سما عليك... ثم قال مخاطباً ابنه الأصغر: = يالله يا فهيد انقل الكمبيوتر للمجلس = سم سم يبه أخذ فهد الجهاز ونقله على دفعتين كما أمره والده بذلك ... عاد الأب مرة أخرى وأمر الأم بتحضير القهوة والشاي لأن أبا سعد سوف يحضر بعد قليل... وما أن سمع عادل اسم أبي سعد حتى دخل في نوبة بكاءٍ شديدة. [line] وللحكاية بقية قريبة [line] والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________
إهداء من الغالي المبدع باسل عبد العزيز حفظه الله |
الإشارات المرجعية |
|
|