[دعبل نجد]

المتعالمون , , وهوس الظهور ..!!

رأينا مؤخرا سباق المتعالمين في حلبة الإعلام مقروءاً أو مرئيا أو مسموعا بقصد الظهور فقط لا غير , هم كغيرهم من نجوم الفن والكرة الذين يظهرون إعلاميا فقط من اجل الظهور ولئلا ينساهم الجمهور بعد طول الغياب ..
ما يحدث مؤخرا مزري ومخجل والصمت المطبق من المراجع الموكلة بإلجام مثل هؤلاء أشد عجبا , وسعي الإعلام الحثيث لإظهار هؤلاء وغرائبهم وإخفاء الكلام العلمي الموثق للرد عليهم كما شهد بذلك كبار العلماء وبعض أفراد العائلة الحاكمة وصمت الوزارة المعنية عن مثل هذه التجاوزات أيضا أشد عجبا ..
عندما ترى الوزارة هذه التجاوزات ثم تلزم الصمت فإن هذا إقرار , وعندما يرى المرجع الشرعي المخول بالإفتاء من قبل ولي الأمر تجاوزات نجوم الإعلام المتعالمون ويلزم الصمت فإنه إقرار والمقر للشيء كالآتي به ..!
بعيدا عن المهاترات ورمي التهم يمنة ويسرة نقف منهم ومن آرائهم وانتصاراتهم لبعض الأقوال الشاذة المردودة نقلا وعقلا وقفة تساؤل محيرة جد محيرة ..
هل نزل إسلام جديد بقرآن جديد عليهم فعلموا ما جهله غيرهم وأقدموا على أمر توقف أمامه منائر العلم والصلاح , أم أن غياب الرقابة الشرعية الرادعة فسحت لهم المجال ليهجموا بقضهم وقضيضهم على أمور كانت بالأمس من مسلمات المسائل , أم أن عدم المبالاة بعلمائنا الكبار له الدور الكبير في ذلك ..!
وليت شعري هل في الشريعة ما يجوز أن يساوَم به من أجل منصب أو جاه , ,
ماكنا نستنكره بالأمس من بعض الجهات العلمية خارج المملكة هو اليوم ما نشكو منه وكأننا على خطاهم نسير , ,
أعلم يقينا أن العذر في مسائل الاجتهاد كبير ولكن ينبغي أن تكون المسألة مسألةً اجتهادية , وأن يكون القائل بها ممن تتوفر فيهم أدوات الاجتهاد وأظنهم قلائل في عصرنا الحاضر معدودون في أصابع اليد ..!
أما حينما لا تكون المسألة من مسائل الاجتهاد إنما من مسائل الهوى والشهوة ويكون القائل بها ممن لا يعرف بقدر من العلم يمكنه من الاجتهاد بها فلا يجوز بأي حال من الأحوال الصمت ولا يجوز للجهات الرسمية الإذن له بالفتوى ولا يجوز للجهات الإعلامية تصديره للناس وتلميعه ..!
ولا أعلم ما هي مهمة الجهة المخولة بالإفتاء والبحث حينما نلجأ لغيرهم في بعض المسائل الشائكة لنأخذ منهم ما نريد نحنُ لا الشرع وما نهواه نحنُ , نلمحه لهم إلماحا في السؤال ونترك لهم الباقي فهم به أدرى ..!
المفتي يحذر من بعض هؤلاء المتجاوزين والمفتي هو رئيس اللجنة التشريعية في هذه البلدة التي تحكم بالشريعة وينبغي لها أن تقف سدا مانعا أمام المتربصين , ومع ذلك يضرب به وبقوله عرض الحائط ولا يؤبه به ولا برأيه ويستمر مسلسل الاستهتار بالسماح لهؤلاء وأمثالهم بالظهور وإبداء عجائبهم وخزعبلاتهم ..!
إن عدم مبالاة الجهات الرسمية بهيئة الإفتاء وعلمائها هو مبرر لغيرهم بعدم اعتبارهم وعدم الأخذ منهم وعندما نفقد الثقة بعلمائنا الرسميين فليكتب على الناس السلام ..!