حِينما يكون حاميها حراميها .. [ كيف يحفظ الضعفاء حقوقهم ] ؟!

الفـــارس · 11-06-2010, 07:23 AM

سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركـات ..

قدّر الله.. أن كان لي باع فيما يسمونه بـ(التصوير) !
كانت بدايات، فتحولت إلى إتقان - طبعاً إلى حدٍ ما ..

يمر علي أوقات كغيري من ذوي الهوايات.. تشتعل قريحتي وأبذل الوقت والمال والجهد للخروج بصورة جميلة أمتع ناظري بها.. كيف لا وهي جائت من نِتاج ذاك الجهد والتعب !

لن أطيل.. سأبدأ بقصة صورة من صوري لم تعد تصبح ملكي!
كونوا معي لأروي لكم قصتي ..

ذات مرة.. ذهبت مع أحد الزملاء إلى مشاوير خاصة به، وكنت على بداياتي في التصوير وقتها، وكنت أتمنى من قلبي أن أخرج بصورة متميزة لمدينتنا الحبيبة "بريدة"، فإذا بي أثناء تلك المشاوير أجد ضالتي في زاوية متميزة تجمع أهم معالم البلد، احتفظت بالمكان لنفسي، ولم أخبر صاحبي بالمكان الذي شدني خشيّة أن تضيع حقوقي قبل أن أحقق طموحي !

كانت وقتها إمكانياتي في التصوير متواضعة، ذهبت لوحدي إلى ذاك المكان ولم أخرج بنتيجة مرضية فلم أحبّذ أن أنشر الصورة دونما إتقان ورضى مني ..

مر عام كامل، وتلك الزاوية وذاك المكان مازالان يجولان بخاطري ..
سعيت بتطوير مهارتي في التصوير من حيث القراءة والاستشارة، وجمع العدة المناسبة؛ إلى أن جاء ذاك اليوم الذي توفرت فيه المهارة الجيدة، والوقت الرائع حيث كانت أيّام عيد والمدينة تتلألأ بالأنوار المحيطة بالمعالم !

اخترت وقت الفجر، كي أجمع بين زراق السماء، وتوفر الإظاءة، وبالفعل ذهبت في ذاك البرد الشديد حيث كانت درجة الحرارة تحت الصفر، والتصوير يحتاج إلى محاولات عديدة للخروج بالنتيحة المرضية، وبالفعل خرجت بهذي النتيجة التي أراها مرضية جداً، وجسدت الطموح الذي أرغب بالوصول إليه وتحقيقه بفضل من الله ..

كما هو الواضح أعلى الصورة، الحقوق منسوبة لي، وليتني لم أضعها !!
سأروي لكم قصّة سرقتها التي تكررت مرارا، وربما نسبت إلى أناس آخرين !

ذات يوم كنت في عمل تابع للصوت في أحد برامج أحد قطاعات الأمن، وحينما أردت الخروج بعد انتهائي من عملي، وقعت عيني على مطبوعات ذاك المنشط فرأيت الصورة تغطي غلاف المطبوعات ..
سررت بذلك لأن هذا يدل على نجاح الصورة التي تعبت من أجلها، فأخذتها معي وتصفحتها بعد ذلك فإذا حقوقي قد استبعدت منها، وتم نسبها إلى مصمم تلك المطبوعة !
غضبت من هذا التصرف، فذهبت لأوبخ المسؤولين عن ذاك القطاع على هذه الفعلة، فأخذ كبيرهم يسخر مني ويقول "هذا تصميم مو صورة، إذا هذي فعلاً صورة لبريدة بهاجر منها" !!
وبالطبع لم أخرج بنتيحة، ولمن أشكو و( حاميها أصبح حراميها ) ؟!

بعد هذا بفترة.. كنت قد حضرت بدعوة من أحد الأصدقاء أحد المحافل، وكان قد جاء ضمن برامج ذاك المحفل عرض عن مدينة بريدة، وجائت ضمن الصور هذه الصورة وقد تم انتشال حقوقي باحتراف، لمن أشكو والذي قام بهذه الفعلة أحد المؤسسات الإعلامية التي تنتمي إلى وزارة الإعلام المخولين بحفظ حقوق المصورين ؟!
ليس لي إلا أن أبتسم فلن أفلح إن سعيت في الأمر !!

بعد فترة قصيرة من تلك "الخيبة" !
اتصل بي أحد الأصدقاء، وطلب مني فتح أحد المجلات التي تصدر بإشراف من وزارة الإعلام، وقال لي افتح صفحة 41، وبالفعل كانت المفاجأة أن الصورة قد سرقت ووضعت بعدما تم انتشال اسمي الصغير من زاويتها العلوية، وفي بداية المجلة تم وبكل تبجح وضع عبارة (التصوير الضوئي: فلان الفلاني ... أي أن الصورة نسبت للأخ فلان) !!
أعتذر بأني لن أخبركم بما حدث لي بعد ذلك، عِلماً أني طالبت بالتبرير عن هذه الفعل فحدث مالا أريد الإفصاح عنه؛ فيا للخيّبة

!

وآخرها في الأسبوع الماضي حيث جائني أحد الشباب بمطبوعات تابعة لأحد الدوائر الحكومية وقد وضعت هذه الصورة في مواضع منها دون حقوق مصورها، وللحق لم أسعى ورائها لأني لن أجد فائدة من ذلك ..

أخيراً، برأيك أخي القارئ، هل ترى أن حقوق المصور يجب أن تحفظ كحقوق الأدباء والكُتاب والشعراء وغيرهم ؟!
أم أن فن التصوير لا يستحق ذلك ؟! عِلماً أن التصوير يتطلب كاميرا جيدة، ووقت مناسب، وزاوية متميزة، أما فن الكتابة فلا يحتاج سوى الورقة والقلم، وجميعهن يتطلبان صفاء البال وتوفر الموهبة!
وبرأيك لماذا هذا التبلد وعدم الاعتراف بالخطأ، وإبدال الاعتذار بالسخرية والتهميش ؟!

ماهذا الموضوع سوى فضفضة، ومحاولة الحصول على أسباب هذا التطاول الحاصل والمنتشر بكثرة في مجتمعنا !
ولعل للإخوة المصورين الباع الأكبر في هذا الموضوع إذا أني لست من المتعمقين في هذا المجال كثيراً ..

أترك التعليق لكم ..
وأشكركم على الزيارة ..

عمر بن حمد ..

11-06-2010, 07:23 AM	#1
الفـــارس عـضـو تاريخ التسجيل: Jul 2006 البلد: بريدة ، المشاركات: 4,970	حِينما يكون حاميها حراميها .. [ كيف يحفظ الضعفاء حقوقهم ] ؟! سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركـات .. قدّر الله.. أن كان لي باع فيما يسمونه بـ(التصوير) ! كانت بدايات، فتحولت إلى إتقان - طبعاً إلى حدٍ ما .. يمر علي أوقات كغيري من ذوي الهوايات.. تشتعل قريحتي وأبذل الوقت والمال والجهد للخروج بصورة جميلة أمتع ناظري بها.. كيف لا وهي جائت من نِتاج ذاك الجهد والتعب ! لن أطيل.. سأبدأ بقصة صورة من صوري لم تعد تصبح ملكي! كونوا معي لأروي لكم قصتي .. ذات مرة.. ذهبت مع أحد الزملاء إلى مشاوير خاصة به، وكنت على بداياتي في التصوير وقتها، وكنت أتمنى من قلبي أن أخرج بصورة متميزة لمدينتنا الحبيبة "بريدة"، فإذا بي أثناء تلك المشاوير أجد ضالتي في زاوية متميزة تجمع أهم معالم البلد، احتفظت بالمكان لنفسي، ولم أخبر صاحبي بالمكان الذي شدني خشيّة أن تضيع حقوقي قبل أن أحقق طموحي ! كانت وقتها إمكانياتي في التصوير متواضعة، ذهبت لوحدي إلى ذاك المكان ولم أخرج بنتيجة مرضية فلم أحبّذ أن أنشر الصورة دونما إتقان ورضى مني .. مر عام كامل، وتلك الزاوية وذاك المكان مازالان يجولان بخاطري .. سعيت بتطوير مهارتي في التصوير من حيث القراءة والاستشارة، وجمع العدة المناسبة؛ إلى أن جاء ذاك اليوم الذي توفرت فيه المهارة الجيدة، والوقت الرائع حيث كانت أيّام عيد والمدينة تتلألأ بالأنوار المحيطة بالمعالم ! اخترت وقت الفجر، كي أجمع بين زراق السماء، وتوفر الإظاءة، وبالفعل ذهبت في ذاك البرد الشديد حيث كانت درجة الحرارة تحت الصفر، والتصوير يحتاج إلى محاولات عديدة للخروج بالنتيحة المرضية، وبالفعل خرجت بهذي النتيجة التي أراها مرضية جداً، وجسدت الطموح الذي أرغب بالوصول إليه وتحقيقه بفضل من الله .. كما هو الواضح أعلى الصورة، الحقوق منسوبة لي، وليتني لم أضعها !! سأروي لكم قصّة سرقتها التي تكررت مرارا، وربما نسبت إلى أناس آخرين ! ذات يوم كنت في عمل تابع للصوت في أحد برامج أحد قطاعات الأمن، وحينما أردت الخروج بعد انتهائي من عملي، وقعت عيني على مطبوعات ذاك المنشط فرأيت الصورة تغطي غلاف المطبوعات .. سررت بذلك لأن هذا يدل على نجاح الصورة التي تعبت من أجلها، فأخذتها معي وتصفحتها بعد ذلك فإذا حقوقي قد استبعدت منها، وتم نسبها إلى مصمم تلك المطبوعة ! غضبت من هذا التصرف، فذهبت لأوبخ المسؤولين عن ذاك القطاع على هذه الفعلة، فأخذ كبيرهم يسخر مني ويقول "هذا تصميم مو صورة، إذا هذي فعلاً صورة لبريدة بهاجر منها" !! وبالطبع لم أخرج بنتيحة، ولمن أشكو و( حاميها أصبح حراميها ) ؟! بعد هذا بفترة.. كنت قد حضرت بدعوة من أحد الأصدقاء أحد المحافل، وكان قد جاء ضمن برامج ذاك المحفل عرض عن مدينة بريدة، وجائت ضمن الصور هذه الصورة وقد تم انتشال حقوقي باحتراف، لمن أشكو والذي قام بهذه الفعلة أحد المؤسسات الإعلامية التي تنتمي إلى وزارة الإعلام المخولين بحفظ حقوق المصورين ؟! ليس لي إلا أن أبتسم فلن أفلح إن سعيت في الأمر !! بعد فترة قصيرة من تلك "الخيبة" ! اتصل بي أحد الأصدقاء، وطلب مني فتح أحد المجلات التي تصدر بإشراف من وزارة الإعلام، وقال لي افتح صفحة 41، وبالفعل كانت المفاجأة أن الصورة قد سرقت ووضعت بعدما تم انتشال اسمي الصغير من زاويتها العلوية، وفي بداية المجلة تم وبكل تبجح وضع عبارة (التصوير الضوئي: فلان الفلاني ... أي أن الصورة نسبت للأخ فلان) !! أعتذر بأني لن أخبركم بما حدث لي بعد ذلك، عِلماً أني طالبت بالتبرير عن هذه الفعل فحدث مالا أريد الإفصاح عنه؛ فيا للخيّبة ! وآخرها في الأسبوع الماضي حيث جائني أحد الشباب بمطبوعات تابعة لأحد الدوائر الحكومية وقد وضعت هذه الصورة في مواضع منها دون حقوق مصورها، وللحق لم أسعى ورائها لأني لن أجد فائدة من ذلك .. أخيراً، برأيك أخي القارئ، هل ترى أن حقوق المصور يجب أن تحفظ كحقوق الأدباء والكُتاب والشعراء وغيرهم ؟! أم أن فن التصوير لا يستحق ذلك ؟! عِلماً أن التصوير يتطلب كاميرا جيدة، ووقت مناسب، وزاوية متميزة، أما فن الكتابة فلا يحتاج سوى الورقة والقلم، وجميعهن يتطلبان صفاء البال وتوفر الموهبة! وبرأيك لماذا هذا التبلد وعدم الاعتراف بالخطأ، وإبدال الاعتذار بالسخرية والتهميش ؟! ماهذا الموضوع سوى فضفضة، ومحاولة الحصول على أسباب هذا التطاول الحاصل والمنتشر بكثرة في مجتمعنا ! ولعل للإخوة المصورين الباع الأكبر في هذا الموضوع إذا أني لست من المتعمقين في هذا المجال كثيراً .. أترك التعليق لكم .. وأشكركم على الزيارة .. عمر بن حمد .. __________________ من التقاطاتي التي أفتخر بها لمدينة بريدة .. آخر من قام بالتعديل الفـــارس; بتاريخ 11-06-2010 الساعة 07:35 AM.