|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
![]() |
#1 |
كاتب مميّز
تاريخ التسجيل: Feb 2006
البلد: في مكتبتي
المشاركات: 1,537
|
مفهوم تحية المسجد , وموقف بعض الناس منها
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين " متفق عليه .
وعن جابر رضي الله عنه قال : أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فقال : صلِّ ركعتين " متفق عليه . هذان الحديثان أصل في تحية المسجد , وهي ركعتان يؤديهما المسلم عند دخوله المسجد قبل الجلوس . واختلف العلماء في حكمهما , فذهبت الظاهرية إلى القول بالوجوب لظاهر الحديثين , وهو أن الأمر يقتضي الوجوب , وذهب الجمهور إلى القول بالاستحباب وقد حكى النووي وابن حجر الإجماع على ذلك . ( نيل الأوطار للشوكاني 3/78 ) . ولستُ هنا بمقام الترجيح بين القولين , ولكن أردت التنبيه على أمر هام يُخطئ فيه كثير من الناس . لكي أبين هذا الخطأ يجب علينا أن نفهم ما هي تحية المسجد ؟ الجواب : هي ركعتان يؤديهما المسلم عند دخوله المسجد قبل الجلوس . سؤال آخر : هل ورد النص الشرعي بلفظ ( تحية المسجد ) ؟ الجواب : كلا لم يرد النص بذلك حسب بحثي المتواضع , ولا يوجد حديث لا صحيح ولا ضعيف ورد به لفظ تحية المسجد . وإنما هو مصطلح فقهي اصطلحه الفقهاء أخذا من هذه الأحاديث . وحين نرجع للحديث الشريف نرى اللفظ التالي : " فلا يجلس حتى يصلي ركعتين " الجملة هنا مبدوءة بنهي ( لا يجلس ) وعُلّق النهي بصلاة الركعتين , ونرى في سياق الحديث أن الركعتين جاءت بلفظ ( ركعتين ) أي بلفظ التنكير , والقاعدة الأصولية تقول : كل نكرة جاءت في سياق النفي فهي تدل على العموم . نستنتج من هذا التحليل اللغوي والأصولي أنه من دخل المسجد فإن عليه أن يصلي ركعتين أيا كانت هاتان الركعتان , سواء أكانتا فريضة أم سنة راتبة , أم سنة الوضوء , أم صلاة التراويح , أم تحية للمسجد . المهم ألا يجلس حتى يصلي ركعتين . وهذا التفسير لا خلاف بين أهل العلم فيه . ونفهم من هذا الكلام أن تحية المسجد غير مقصودة لذاتها , وإنما المقصود هو عدم الجلوس إلا بعد أداء ركعتين . وهي بذلك تشبه طواف الوداع للحاج , فهو غير مقصود لذاته فلو طاف الحاج طوافاً يريد به الإفاضة ثم خرج من مكة بعده لأجزأه عن طواف الوداع . قد يقول قائل : أين الخطأ الذي يقع فيه بعض الناس ؟ الجواب : الخطأ هو عدم الفهم الصحيح لمعنى تحية المسجد , فنجد بعض الناس يدخل قبل صلاة الفجر , فيصلي ركعتين تحية للمسجد , ثم يقوم ويصلي ركعتين سنة للفجر , وقد تقام صلاة الفريضة وهو لم يصل ركعتي الفجر , لانشغاله بصلاة التحية . وهذا خطأ ظاهر , لأن تحية المسجد هنا لا حاجة لها , فإن ركعتي الفجر تغني عنها . وكذلك سنة الظهر تغني عن تحية المسجد , وللأسف بعض الناس يصلي قبل الظهر ست ركعات , ركعتان للتحية , وأربع سنة راتبة , وقد تقام الفريضة وهو لم يستوفِ الراتبة .
__________________
وَمِنْ عَجَبٍ أنَّ الفتَى وهْوَ عاقِلٌ ,,, يُطِيعُ الهَوَى فِيما يُنافِيه رُشْدُهُ يَفِرُّ منَ السُّلوان وهْوَ يُرِيْحُـهُ ,,, ويأوِي إلى الأشْجانِ وهي تَكُدُّهُ [ محمود سامي البارودي ]
آخر من قام بالتعديل أبو سليمان الحامد; بتاريخ 11-06-2010 الساعة 06:30 PM. |
![]() |
الإشارات المرجعية |
|
|