[سجين الغربة]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اليوم احب ان اشارككم باحد مصطلاحتي الخاصة بي وهو الحقيقة الكاذبة

لعل بعضكم يتساءل كيف تجتمع الحقيقة مع الكذب او كيف يقوى الكذب على مواجهة الحقيقة بل ويلازمها ويصبح رفيقا لها بحيث يتحد معها ليكون مصطلحا واحدا.

انا كنت قبل عدة سنوات كنت اؤمن بان شمس الحقيقة دائما تحرق الكذب وتذيب جميع حباله المتصفة بالبرود والجمود. لكن اثبتت لي الايام بان هذه الحقيقة التي كنت اؤمن بها ليست كاملة.

كيف تجتمع الحقيقة مع الكذب ؟ سؤال يفرض نفسه ولعل المثال التالي يرسم لنا الاجابة حيث انا لا احب طرح الجواب ولكن احب استنباط الجواب:

المثال: لنفرض ان شخصا يدعى علي منّ الله عليه بالصحة والقوة ولكن بصره يختلف قليلا عن باقي البشر. فعينيّ علي ترى اللون الاصفر على انه لون اخضر وترى الاخضر على انه لون اصفر. يعني بالنسبة لعلي اللون الاخضر هو اصفر والاصفر هو اللون الاخضر. فمن صغره حين كان يرى الشمس يراها تشع خضراء وكان ابواه وجميع الناس يقولون له ان ماتراه هو اللون الاصفر. وكان عندما يرى العشب اصفر كان الناس يقولون له ان ما تراه هو اللون الاخضر. فكان علي لا يجد اي صعوبة في التعامل مع الناس لان ما اختلف معهم فيه فقط هي التسمية لا غير. فالبنسبة لعلي اللون الاصفر اسمه اخضر واللون الاخضر اسمه اصفر.

لكن علي كان يواجه تناقض داخل نفسه حيث حين كان الناس يحبون الربيع الذي دائما يجلب الخضرة معه. لكن بالنسبة لعلي فقد كان يكرهه لانه بالنسبة له هو لون اصفر كئيب. ولكن علي اضطر مع الزمن ان يجاري اهله والناس اجمعين ويحب الربيع ذو اللون الاصفر الكئيب ويكره الخريف ذو اللون الاخضر الجميل.

ارجو ان الجواب على تساؤلكم واضح من المثال السابق


في النهاية ادعوكم الى لحظة من التأمل:

انحطاط اخلاقي + تفسخ وانحلال ======> فن +ابداع

وقاحة +كلام فاحش =========> صراحة + جرأة

في النهاية يجب ان تصدق وتثق بما تؤمن به لان ما يؤمن به الناس قد يكون نوع من انواع الحقيقة الكاذبة. فالحقيقة الكاذبة اصبح يروج لها على انها هي السائد ليتم قبر الحقيقة الصادقة.