[إبراهيم الفهد]

سقوط النشيد في بحر الظلام



عهدنا على ان النشيد الاسلامي هو الوسيلة الفذة المناسبة في شتى المجالات

في حياتنا من الترويح عن النفس وتصفية الذهن وتجديد البال وإبعاد الأكدار

وسماعها في الليل والنهار ، في الماضي كانت العرب تسمع للشعراء ويقفون

على الاطلال ويشعرون ويبعدون عن ما وقع في نفوسهم ، وامتد هذا الامر ليصل

إلى الاسلام كما فعلو الصحابة في الخندق وهذا حسان في يشعر في مسجد النبوي

وهذا شاعرأ من هنا واخذ بالتوسع والتنوع والتاريخ الادبي مليئ بقصصها ،

وندخل في عصرنا من حيث التنوع الغير المسبوق والامور المختلفة والتي لم نسمع

عنها من قبل وهو النشيد الذي يلبس لباس الغناء الخالص ولا اجد مبرر لها إلا ان

الهوى استحكم على صانعيها واخذوا يتتبعون الرخص ويصطادون من الماء العكر

ويتركون ورائهم العلماء الثقات وجدنا غناءً يسمونه نشيد ، وانتشر هذا الامر ووصل

مرحلة خطيرة والمنشدين ( لا اقول الكل ) ان بعض النساء افتتنت بالمنشدين واخذاو

اعجابهم حتى اصبح الامر ظاهره وانتم تعلمون كيف وصل هذا الانحطاط واصبح النشيد

الماضي الهادف بكلماته إلى كلمات لامعنى لها بالرقي ولامكان لها في الدعوة والمصيبة

انها اصبحت غاية وبينما كانت عابر سبيل وترويح عن النفس ( نزهه ) كتعبير

افضل والان بعد تعدد القنوات اصبح الغناء ( كما يسمونه نشيد ) له قناة خاصة وظرب

بالموسيقى او الايقاع او الطبول او الدفوف ! ومع ان الدفوف خاص للنساء فقط وقت

الاعياد والافراح دون غيرهن والان حلال عندهم ولاريب فيه ! والمصيبة الاكبر ان

بعض المنشدين اراه يتجمل بطريقة يلفت النساء ويظهر لنفسه بطولي ويفتح صدره

واصبح غزلاً اكثر من انه نشيد .



حقيقة لست انا بمفردي اتكلم عن هذه الظاهرة ولا اول من يتكلم بل ان الكثير من الدعاة

والمفكرين من اكبر مني شأن وعلم شددوا حول هذا الامر وانكروه اشد النكران وإذا كان

الغناء محرماً والموسيقى محرم كذلك يكون التحريم اشد حرمة الغناء وحرمة الموسيقى !

فما نقول عن الاصوات التي تحدث مع الذي يسمونه نشيد ! وإذا كان الجرس الذي

على العنز لايجوز وان احد الصحابة يسد أذنيه حتى لايسمع الجرس ماذا سيقول

عن الموسيقى او النشيد كما يقولون ؟ والله المستعان .


فيا اخواني هل لهذا الامر ان يتوقف وهل له ان يرجع إلى توافقه مع

الشريعة الاسلامية ؟ امر يتطلب ان يتحد فيه الاخوة

وخاصة القائمين في هذا المجال .