[أبو ريّـان]

( خصائص الطفولة )
لكل مرحلة في عمر الإنسان خصائص وعلامات .. من الطفولة إلى الشيخوخة ..
لذا لابد لنا أن نعرف ماهي الخصائص التي تتميز بها الطفولة
ومعرفة هذه الخصائص تجعلنا نتفهم نفسيات الأطفال , حتى لو ظهر منهم أي تصرف خاطئ وإذا بنا نعرف ماهي دوافع هذا التصرف ..
وماهي الأسباب التي جرتهم لفعل هذه الأسباب . .

من ذلك . .
( البراءة )
طهارة القلب . . ونزاهة النفس . . والتفكير المحدود . . والنظر إلى الأمور بسطحية وبساطة . .
تراه مبتسمًا بكل براءة . . . لم يدري مايجري في الأكوان

فتجده حينما يصحو من نومه يبتسم في وجهك !
وقد تكون في عزاء أو في مستشفى أو في وقت عصيب , وتجد الطفل يبتسم ويضحك , وكأن شيئًا لم يكن ..
وهذا الذي يزيد من حبهم في قلوبنا
وهي نعمة من الله , أن الطفل لايستوعب مشاكل الحياة في مقتبل عمره
فلك أن تتخيل أن ابن الـ 3 سنوات يفهم الخطاب كما يفهم الرجال , بالطبع لن يكون لطفولته أي نكهة . . !
إننا بمعرفة هذه الخصيصة بالذات , يجعلنا ننظر إلى الأطفال نظرة شفقة ورحمة , إذابدر منهم أي خطأ أو زلل فنعذرهم لأنهم لايعون مايفعلون , لاأقول لايعون ولايفهمون مطلقًا , بل يفهمون بعض الجزئيات في حياتنا . .
فلو أخطأ الطفل , يتم تأديبه لاعلى سبيل الإقتصاص منه , بل على سبيل التأديب والتهذيـب .

وأيضًا :
( النشاط الحركي )
الأصل في الطفل أنه حركي , وهذه من خصائص الطفولة المهمة التي لابد للوالدين معرفتها
فلو وجدنا طفلاً منزويًا لايتحرك ولايلعب كثيراً فإن هذا قد يثير الشك , ويلزم منا فحص حالته , ومعرفته سبب قلة الحركة لديه . .
الشباب في سن المراهقة لديهم نشاط فكري . . وكلما زاد عمرهم زاد نشاطهم الفكري , وتقاعس نشاطهم الحركي
والأطفال يتميزون بالنشاط الحركي ويقل عندهم معدل النشاط الفكري
مـثلاً في الصلاة : تجد الطفل يلتفت يمينًا وشمالاً , ويرفع بصره إلى أعلى وينظر إلى المصلين ويعبث في يديه وهلم جرا
وأما كبار السن لايتحركون بتاتًا لكن هل هذا يدل على أنهم خاشعين
لا بل إن النشاط الموجود لديهم هو التفكير ( أنواع الهواجيس )
إننا بمعرفتنا لهذه الخصيصة , يجعلنا نطمئن كثيراً حينما نرى أطفالنا يلعبون ويسرحون بالمنزل . .
كما يجدر التنبيه على أن الأكل والسعرات الحرارية والسكريات تزيد من طاقة الطفل
لذا فالنشاط الحركي لدى بعض الأطفال يزيد عن المعدل المحدود بسبب هذا الأمر لاسيما إن كانت مساحة المنزل لاتعطي القدر الكافي لأن يمارس لعبه ومرحه
وإن المربي الناجح هو الذي يستطيع أن يقنن نشاطهم الحركي بشيءٍ يفيدهم ويزيد من مهارتهم الفكرية . .
وإذا قلنا بالنشاط الحركي فإننا لانعني بهذا مرض الفرط الحركي
فالفرط الحركي له أعراض أخرى , ويتم تشخيصها من قبل طبيب نفسي أو استشاري أطفال .. ولايمكن أن يحكم على الطفل بأن لديه فرط حركي من أول وهلة بل هناك أعراض كثيرة , وتخلتلف من سن إلى سن , ولعل الحديث عن هذا المرض يكون في موضوع مستقل بإذن الله .
وأيضًا :
( التقليد والمحاكاة )
أحيانًا أبحث عن شماغي وبعض أغراضي الخاصة فأجدها مع ابن أخي الذي يبلغ عمره سنتين قد وضعها فوق رأسه ويدور بها في البيت ):
وأحيانًا أدخل إحدى الغرف , فأجد ابنت أختي قد لفت جلال الصلاة على جسمها وتحاكي أختها الكبرى في الصلاة وطريقة السجود والركوع .
وكثيراً ما أجدها في المطبخ , إما تخرج ماعونًا , أو تلعب بصحنٍ
وجميع البيوت والعوائل يجدون هذا الأمر , وهو أمر طبيعي , وبمعرفة هذا الشيء , يجعلنا نستطيع تفسير بعض التصرفات الخاطئة من قبلهم
فنجزم يقينًا أن الطفل أو الصبي لم يعتد على الألفاظ المشينة إلا بسبب من حوله من الأطفال والصبية فالطفل مقلد من الدرجة الأولى , يحاول تقليد كل ما أمامه , خاصة من كبار السـن .
وأيضًا تقليدهم ومحاكاتهم لنا يجعلنا نرتاح كثيراً في تعليمهم الآداب الحسنة
وتخيلوا أن الطفل لايقلد ولايحاكي أحداً , بربكم كيف يمكننا تعليمه ..

دمتم بسلام