بإمكانكم قتلي أو اعتقالي ولكن لن أخلع حجابي
بإمكانكم قتلي أو اعتقالي ولكن لن أخلع منديلي، بهذه الكلمات خاطبت الطالبة سهاد الجيش الإسرائيلي عند الحاجز العسكري على مدخل جنين الغربي حين حاول إرغامها على الخضوع لتعليماته وإجراءاته التعسفية أثناء توجهها إلى مدينة جنين.
ورغم محاصرة الجنود الإسرائيليين لها ووعيدهم وتهديدهم أصرت سهاد على التمسك بموقفها وقالت لهم: "إننا بشر ولسنا حيوانات ولا يحق لكم ممارسة هذه الأساليب الوحشية، لا أريد الذهاب إلى جنين ولن أسمح لكم بلمسي وتفتيشي" موقف أغاظ الجنود فمزقوا بطاقاتها الشخصية وصلبوها في المطر والبرد الشديد لعدة ساعات قبل إجبارها على العودة من حيث أتت.
معاناة الفلسطينيين على الحواجز العسكرية في الضفة الغربية هي أشد وطأة مقارنة مع معاناة الأهالي في قطاع غزة لأنه في كثير من الأحيان تكون هذه الحواجز بعيدة عن التجمعات السكانية الفلسطينية، وبالتالي نجد أن الكثير من الفلسطينيين الذين يجدون الحواجز العسكرية مغلقة يقومون بالعمل على تجاوزها عبر الالتفاف عبر الجبال في بيئة شديدة الوعورة، وقد يسير الناس هناك عدة كيلومترات سيرا على الأقدام حتى يلتفوا على الحاجز العسكري ليجدوا سيارات أجرة لتقلهم إلى المناطق التي يقصدونها، أما الذين يصلون إلى الحاجز العسكري بسياراتهم، فإنهم يكونون أمام خيار ين، فإما الانتظار حتى يفتح الحاجز العسكري وإما العودة من حيث أتوا، حيث لا تستطيع السيارات الخاصة السير في تلك البيئة الجبلية الوعرة.
هذا موقف يتكرر يومياً على حواجز الاحتلال التي تنتشر على امتداد الأرض الفلسطينية، فالجنود الصهاينة يتعمدون استهداف النساء ومحاولة المس بهن والإساءة إليهن وإخضاعهن لإجراءات التفتيش المهين المنافي لأبسط حقوق الإنسان.
و تشكّل الإجراءات الإسرائيلية عند الحواجز العسكرية استمراراً لسياسة الإذلال والتنكيل التي تعمد قوات الاحتلال إلى ممارستها بحق أبناء الشعب الفلسطيني الذي يتعرض يومياً لكافة صنوف العذاب والإهانة على أيدي جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين يسعون إلى تدمير وإهانة المشاعر الفلسطينية وفرض المزيد من أشكال المعاناة والقمع الهادفة لتضييق الخناق على الفلسطينيين ومنعهم من التحرك حتى بات الأهالي يخشون على أنفسهم من الحركة والتنقل بين الطرقات وذلك خوفاً من الوقوع في قبضة هؤلاء الجنود الذين لا يتورعون عن انتهاك أبسط حقوق الإنسان.
|