|
|
|
|
||
ســاحـة مــفــتــوحـــة المواضيع الجادة ، والنقاشات الهادفة -- يمنع المنقول |
|
أدوات الموضوع | طريقة العرض |
03-07-2010, 10:30 PM | #1 |
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2010
البلد: مدينة المرايا
المشاركات: 84
|
النخيل & العثيم (لا يفلح مجتمع قوامه التجسس وتتبع العورات)
تعقيباً على مواضيع العثيم والنخيل والجامعة والحضارى والـ .. إلخ. فإنه يطيب ويحلو لكثير من الناس واخص من يظهر الالتزام بالدين ويقيد نفسه في قائمة الدعاة والمعلمين والمربين من الشباب الذين يدعون الى إقامة حدود الله والإلتزام بالشرائع نقول لهم إن تعمد كشف العورات ورصد الزلات للمسلمين بإختلاف جنسياتهم تختلف تفسيراتهم في ذلك وغالبا مايكون الملقن لتلك الحجج الشيطان بوساوسه والمسلم محترم الجانب معظم في عرضه لايجوز أن تكشف عوراته تحت أي مبرر كما لايجوز رصد الزلات بهدف التشهير والتنفير من اي مسلم وهو ما يلحظه المتتبع للساحة في التعامل بين المسلين ومن هنا أخترت الحديث في هذه الإضاءة كخطوة لنا نحو تهذيب النفس وتفقد الحال والبحث عن الوسائل التي تجمع ولا تفرق. ************************************************** ******************************* الإسلام دين العفو والستر والرفق هذه القضية تدعونا إلى بيان أمرٍ في غاية الأهمية في السياسة الشرعية في هذا الدين الحنيف وفي منهاج النبي الكريم- صلى الله عليه وسلم-، ذلك أن الأصلَ في الإسلام العفوُ والسترُ، وليس الفضحَ أو العقوبةَ، فالإسلام لا يركض وراء إقامة الحدود، ولا يسعى ولا يتشوَّف إلى تنفيذ العقوبة فيمن يقترفُ ما يستحق العقوبة، ولا ينصح بوضع أجهزة التنصُّت على العصاة، ولا يوجه بأن تُنصبَ لهم آلاتُ التصويرِ الخفيةِ لتصويرِهم حين يرتكبون جرائمَهم، ولا يسلط الشرطةَ أو غيرَها على التجسس على المخالفين للشرع; بحيث يقبض عليهم وهم في حالة تلبس. الإسلام لا يفعل هذا، بل توجيهاتُ الإسلام حاسمةٌ تمامًا في صيانة حرمات الناس الخاصة، وتحريم التجسس عليهم، وتحريم تتبع عوراتهم، سواءٌ كان ذلك من قِبَل الأفراد أو من قِبَل من يولون زمام عامة الناس.. ************************************************** ***************************** صيانة الأعراض والحرمات فرض على كل مسلم هذا نموذجٌ من نماذج التطبيق لهذا المعنى الإسلامي الكريم، فقد أخرج الحاكم وابن حبان في صحيحيهما عن عبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- أنه حرس ليلةً مع عمر- رضي الله عنه- بالمدينة، فبينما هم يمشون شبَّ لهم سراجٌ في بيت (أي رأَوا نورًا وإضاءةً في بيت من البيوت) فانطلقوا يؤمُّونه (يعني يقصدونه) حتى إذا دنَوا منه (اقتربوا من هذا البيت) إذا باب مجافٍ (مغلق) على قومٍ لهم فيه أصواتٌ مرتفعةٌ، فقال عمر- رضي الله عنه- (وقد أخذ بيد عبد الرحمن): أتدري بيتَ مَن هذا؟! قال: لا.. قال: هذا بيت ربيعة بن أمية بن خلف، وهم الآن شُربٌ (أي يتوقع عمر أنهم الآن يشربون الخمر) فما ترى؟! قال عبد الرحمن: أرى أنا قد أتينا ما نهى الله عنه.. نهانا الله عز وجل فقال ﴿وَلاَ تَجَسَّسُوا﴾ (الحجرات: من الآية 12) ونحن قد تجسَّسنا، فانطلق عمر عنهم وتركهم.. هذا نموذج الحكومة الإسلامية الراشدة، كيف تتعامل مع الناس بحسن الظن ولا تأخذ الناس بالتهمة. بل روى الشعبي فقال: فقَدَ عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- رجلاً في الصلاة، فانطلق هو وعبد الرحمن بن عوف- رضي الله عنه- فنظر إليه (أي نظر عمر إلى الرجل) وامرأتُه تناوله قدحًا فيه شيءٌ، فقال عمر: هذا الذي حبسَه عنا، فقال له عبد الرحمن: ومَا يدريك ما في القدح؟! فقال عمر: أتخاف أن يكون هذا من التجسُّس، قال عبد الرحمن: بل هو التجسس، قال: فما التوبة من هذا؟! قال عبد الرحمن: ألا يكون في قلبك عليه من هذا المجلس شيءٌ أبدًا.. أي لا يخطر في بالك أنه كان يأتي شيئًا محرَّمًا.. هذا هو منهج ومنطق الإسلام الصحيح، وهكذا كان الحكام والقضاةُ الصالحون يفعلون. ************************************************** ******************************* الستر في الإسلام مقدَّم على الإقرار بالذنب بل إننا نرى تعاليم الإسلام حريصةً بل حاسمةً كل الحسم ومرغِّبةً غاية الترغيب في سَتْرِ المسلم على نفسه، وهي مرغِّبةٌ في ستره على غيره، فقد أخرج الإمام الحاكم وصحَّح عن ابن عمر- رضي الله عنه- أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - بعد أن أقام الحدَّ على ماعز الأسلمي في قضية الزنا المشهورة قام فقال: "اجتنبوا هذه القاذورة التي نهى الله عنها ، فمن ألمَّ- أي مَن تورَّط- في شيءٍ منها فليستترْ بسترِ الله، ولْيَتُب إلى الله، فإنه مَن يُبدي لنا صفحتَه- أي يعلن عن جريمته- نُقِمْ عليه كتاب الله" أي نُقيم عليه الحد. وروى الإمام مالك عن زيد بن أسلم أن رجلاً اعترف على نفسه بالزنا على عهد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فدعا له رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بسوط، فأُتي بسوط مكسور، فقال- صلى الله عليه وسلم: "فوق هذا"- أي ائتوا بسوط أجود من هذا- فأُتي بسوطٍ جديدٍ لم تُقطَع ثمرتُه (لا يزال غضًّا جديدًا) فقال- صلى الله عليه وسلم-: "دون هذا" فأُتي بسوط قد رُكب به ولاَنَ (أي سبق العمل به) فأمر به رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فجُلِد، ثم قال- صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس.. قد آنَ لكم أن تنتهوا عن حدود الله، مَن أصاب من هذه القاذورات شيئًا فليستتر بستر الله فإنه مَن يُبدي لنا صفحتَه نُقِمْ عليه كتابَ الله تعالى". بل إن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال لهزال الأسلمي الذي دفع ماعزًا إلى الاعتراف: "لو سترته بثوبك لكان خيرًا لك".. بل إن النبي- صلى الله عليه وسلم- يَعيب غايةَ العيب مَن يكشف السترَ الذي سترَه الله به حين يرتكب شيئًا من المنكرات ثم يقوم فيجاهِر بهذه المنكرات التي ارتكَبَها، ففي البخاري عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان.. عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربُّه ويصبحُ يكشف ستر الله عنه"، والأحاديث في هذا كثيرة: "من ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة"، "من ستر أخاه المسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة" إلى آخر هذه الأحاديث. ************************************************** ************************************ إن من أسوأ خصال الرجل تتبع العثرات والفرح بالزلات وتصيد الأخطاء وهذه من علامات سوء الطوية وضعف العقل ,ومن نصح نفسه أشغلته عيوبه عن عيوب الناس ثم إن أستعداء الناس من أشق الأمور على الانسان فإنه يعكر عليه حياته ويضيع عليه دينه وتجد عند من يشتغل بالردود على الناس وتتبع غلطاتهم من حاسية النقد وحب التشفي مايصل إلى درجة الغليان فتصبح غدده مليئة بالسم لايرتاح حتى يفرغها ,فعليك بالبناء ونفع الناس ودع النقد الضار والاشتغال بالعيوب فإن الذباب لايقع الا على الجرح والعبد بحاجة الى أصدقاء يدعون له لااعداء يدعون عليه ويبغضونه فعليك نفسك فتش عن عيوبها واتهمها وحاكمها وفي هذا شغل شاغل عن عيوب الناس . ولكن بعضهم اهمل نفسه بل زكاها ومدحها وذب عنها وهو ملئ بالعيوب ثم انصرف الى اخوانه من المسلمين فأكل لحومهم ونشر عيوبهم وفرح بهفواتهم واهتم بالرد عليهم وهذا من الخذلان وقلة التقوى وذهاب الورع ولما كان الجزاء من جنس العمل قيَض الله لهؤلاء من كشف عوارهم ونشر عيوبهم ورد عليهم . وبالمقابل من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والا خرة ومن ذب عن عرض مؤمن قيَض الله من يذب عن عرضه جزاء وفاقا. من كتاب (هكذا حدثنا الزمان ) لعائض القرني
__________________
لو تحدث الناس بما يعرفونه فقط . . . لساد الهدوء أماكن كثيرة و لو تحدثوا بما يجب أن يقولوه مما يعرفونه . . لساد الهدوء أماكن أكثر بكثير |
الإشارات المرجعية |
|
|