[ناصرالكاتب]

بسم الله الرحمن الرحيم

نلاحظ في مجتمعنا صوراً منها:
جماعة من الشباب، يربطُ بينهم الأنسُ والتفكّه، ويغلبُ عليهم الهزل ومجانبة الجدّ.. بينهم وبين كثير من معالي الأمور وحشة؛ فإن انسحبت عن وجه أحدهم غمامة الهزل، وشعَّ ضياءُ الجدّ، وهبطت أنوارُ النصح؛ نفرَت نفوسُ أكثرِهم، وقد يجرؤ بعضُهم إلى الاستهزاء والتهكم !

هذه صورة ظاهرة في مجتمعنا وللأسف !
بل إنَّ البعض، يتهكّم بكلّ مظهر من مظاهر الجدّ البادية على أقرانه، ولذا فالبعض منا يتهيّب أحيانا من أن يبدو منه ما يدل على جديّته –حين يجدّ-؛ فنجد –مثلا- من يحاول إخفاء ما معه من كتبٍ علميّة مفيدة إذا مرّ به واحدٌ من الأقران أو الأنداد !

أذكر –قبل سنوات- أني اشتريتُ مجموعةَ كتبٍ من معرض للكتاب أقيم وقتئذ، فلما ركبتُ سيّارتي أخذتُ في تصفح كتاب، فمرّ بي شابان فقال أحدُهما لصاحبه بلهجة تهكميّة: « .. يقرأ !» ! .

وأظنك -أخي القارئ- ستتذكر العديد من الأمثلة التي تندرج تحت أمثال العبارات التالية –وهي عباراتٌ عاميّة شائعة عندنا في القصيم- :
«يقالُّه !».. «أحلى أحلى ! يا جاد !».. «وجهك ..!»..

وإنّ لشيوع روح الهزل والاستخفاف في الصفوف المدرسيَّة أثرٌ ظاهر في قتل المواهب..
ألا ترى –أخي القارئ- أنَّ تلك الروح تحجب الطالبَ عن التغني بكتاب الله عزَّ وجل أمام زملائه، وتمنعه من أن يقفَ خطيباً في درس الإنشاء، وتحجزه عن بذل النصيحة، والنهي عن المنكر ؟!

فلننعتق –معشرَ الشبابِ- من تلكم الأوصاب، ولنجانِب من هَزَل، ونجدّ في العمل؛ فأعمارنا أغلى من أنْ تكونَ خِرقاً يعبثُ بها «نَفَخَةُ الكير» !.