اغتصاب فلسطينية أمام زوجها!
في مخيم "جنين" ذهبنا للتصوير فصادفنا طفل في السابعة من عمره اندفع نحونا وهو يصيح "عمو.. عمو هاتلي ماما" وكانت أمه حينئذ مدفونة تحت أنقاض بيتها، هكذا شرعت مراسلة "العربية" في فلسطين الزميلة هديل وهدان في سرد حكايات لا تنتهي عن عملها في واقع يشجع فقط على الألم.
ولم تكن تجربة الأم الفلسطينية التي انتحرت بعد أن تم اغتصابها بواسطة الإسرائيليين أمام مرأى زوجها المعتقل في سجن "عسقلان" لانتزاع اعترافات منه إلا واحدة من القصص الحزينة التي تختزنها ذاكرة هديل وهي تكابد الوجع الفلسطيني اليومي وتحاول جاهدة نقله بصوتها المخنوق بالعبرات –أحيانا- إلى المشاهدين في كل مكان.
تروي هديل حكايات باعثة على الألم عن الصراعات النفسية التي يخوضها الصحفيون هناك بين ما يرونه على الأرض من فظاعات وبين ضمائرهم الإنسانية وهي تتلوى ألما وتعاطفا مع الضحايا، وهي تقول إن العمل الصحفي بالنسبة للمراسلة الصحفية الأنثى في فلسطين يبدو صعبا على الرغم من أن الصحفيات الفلسطينيات اعتدن على "الوضع المأسوي" القاسي ومناظر الدمار ومشاهد القتل.
لكن أحداثا بعينها ترسخ في الذاكرة ويصعب على الإنسان صحفيا كان أولم يكن أن يتناساها ويطردها من خيالاته. حين همت هديل بقص حكاية تلك السيدة الفلسطينية التي تركت 3 أطفال خلفها بالإضافة لزوج موقوف ، لم تسيطر إلا بصعوبة على دموع وجدت سبيلها لتبيّن حقيقة الآلام الرهيبة التي يواجهها الصحفي "الإنسان" في فلسطين.
|